الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

على إسرائيل وقف سياسة واشنطن تجاه الفلسطينيين قبل فوات الأوان

نشر بتاريخ: 24/09/2018 ( آخر تحديث: 24/09/2018 الساعة: 18:39 )

الكاتب: د. علي الاعور

على مدى 50 عاما، كانت السياسة الخارجية الامريكية تعارض السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1967 وخاصة في مجال الاستيطان وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وان كانت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي وتمنع ادانة السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ولكن كانت سياسة واشنطن تقوم على اعتبارات سياسية إقليمية ودولية وانطلاقا من مصالحها العسكرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وكانت الى حد ما تسعى الى تحقيق السلام وانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على قاعدة حل الدولتين وانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتأجيل القضايا المركزية وخاصة القدس واللاجئين والمياه وحق العودة.
وكانت سياسة الرئيس بيل كلينتون تسعى الى تحقيق هذا الهدف وخاصة في مفاوضات كامب ديفيد الثانية عام 2000 ومفاوضات طابا وان فشلت الا ان السياسة الامريكية اقرت بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة لهم وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة.
وبعد فوز الرئيس ترمب في الانتخابات الامريكية وتوليه السلطة في البيت الأبيض بدا سياسته الخارجية معلنا العداء للشعب الفلسطيني ووقف ضد طموحات الشعب الفلسطيني وامانيه في قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ووقف ضد الحرية والاستقلال التي يناضل من اجلها الشعب الفلسطيني على مدى سبعون عاما ونيف.
وبدا ترمب سياسته الخارجية في الشرق الأوسط بتوقيع قرار لن يسجل في كتب التاريخ المقدسة ، بل سوف يحرق وراء الشمس وسنطوي صفحات التاريخ نحن والاجيال الفلسطينية القادمة ولن يكون هناك مكان لترمب فيها،و اعلن قراره المشؤوم بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس واعلن ان القدس عاصمة لإسرائيل وانكر التاريخ الإسلامي والعربي والفلسطيني للمدينة المقدسة وكان عليه ان يعود الى كتب التاريخ ويقرا عن الخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عبد الملك بن مروان وصلاح الدين والسلطان عبد الحميد رحمهم الله جميعا. كان على ترمب ان يقرأ سورة الاسراء والايه الأولى التي تشير الى العلاقة المقدسة والدينية والروحانية التي تربط المسلمين والفلسطينيين بالقدس وكان عليه ان يزور باب العامود ليجد الهوية الفلسطينية منحوته بالوان العلم الفلسطيني وتراث القدس وكعك القدس وحلويات القدس و عيون اشبال وزهرات القدس .
وفي الأسابيع الأخيرة اعلن قراره بوقف وقطع المساعدات عن وكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واعلن رغبته في انهاء وجود الأونروا واعتبرها مؤسسة تعمل على استمرار المشكلة الفلسطينية بدلا من حلها ؟؟ لأنه لا يعرف ما هو حق العودة في فكر وعقل وذاكرة وثقافة الفلسطيني ، بان حق العودة هو حق مقدس لكل اللاجئين الفلسطيني وهذا الحق متوارث لكل الأجيال الفلسطينية ، ونسي ان اعلان وتأسيس الأونروا كان بقرار من هيئة الأمم المتحدة وبقرار اممي وافقت عليه كل أعضاء الجمعية العمومية في هيئة الأمم المتحدة .
وفي الأسبوع الأخير اعلن ترمب والفريق المرافق له في السياسة الامريكية تجاه الشعب الفلسطيني اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ونسي ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، ونسي ان منظمة التحرير الفلسطينية هي التي وقعت مع إسرائيل اتفاق أوسلو عام 1993 وأعلنت قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على تراب الوطن.
تلك السياسة الامريكية تجاه الشعب الفلسطيني ومكوناته ومؤسساته هي مؤشر خطير تجاه الاستراتيجية الفلسطينية التي اختارت طريق السلام والمقاومة الشعبية لانهاء الاحتلال واعلن الرئيس أبو مازن انه مستعد للذهاب الى أي مكان من اجل تحقيق السلام مع الإسرائيليين وانهاء الاحتلال الإسرائيلي عن شعبه .
ان قطع المساعدات الامريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" من شانها ان تزيد مأساة الشعب الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية ناهيك عن سياسة إسرائيل في مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان وهدم البيوت والتجمعات الفلسطينية من شأنها ان تولد الحقد والمقاومة ردا على السياسة العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين .
كما ان اغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وقطع المساعدات عن الفلسطينيين وإعلان الوكالة الامريكية للتنمية وقف برامجها ومشاريعها التنموية لمساعدة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بقرار من الخارجية الامريكية وبالتالي زيادة المعاناة وعدم تقدم الشعب الفلسطيني في حياته الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية وهذا من شانه ان يولد الكراهية والثورة على الواقع.
ومهما يكن من امر ....فان الاستراتيجية التي تبناها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن في تبنى السلام العادل والشامل وحل الدولتين والمقاومة الشعبية أساسا في انهاء الاحتلال الإسرائيلي مازالت توفر الحد الأدنى من رغبة الجمهور الأكبر في إسرائيل وفلسطين ورغبتهم في تحقيق السلام بين الشعبين ولكن اذا ما استمرت الولايات المتحدة الامريكية والرئيس ترمب في سياسته العدائية تجاه الشعب الفلسطيني سوف تقود الأراضي المحتلة الى استراتيجية بديلة للسلام وسوف تقود القيادة الفلسطينية الى التفكير جديا في اعلان رسمي عدم جدوى المفاوضات وقد يصل الامر الى تخلى السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الفلسطينية عن مسؤولياتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي على دولة الاحتلال ان تتحمل مسؤولية الإقليم المحتل وهو الأراضي المحتلة كافة المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والبنى التحتية وتصبح المسؤولية الكاملة على عاتق إسرائيل لكي تتحمل مسؤوليات ثلاثة ملايين ونصف فلسطيني في الأراضي المحتلة.
من هنا ..فإنني ابعث برسالة الى الشعب الإسرائيلي ضرورة العودة الى طاولة المفاوضات مع القيادة الفلسطينية بعيدا عن كل المشاريع الفاشلة واهمها صفقة القرن لأنها سوف تواجه مقاومة عنيفة من الشعب الفلسطيني، كما ان على إسرائيل ان تعمل على التصدي للسياسة الامريكية تجاه الفلسطينيين ووقف السياسة الخارجية الامريكية قبل فوات الأوان التي من شانها ان تؤدي الى الحرمان والياس وتولد الكراهية تجاه الإسرائيليين وهذا ما حذر منه الخبراء العسكريين في إسرائيل .