الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرب اكتوبر 73 تُجسّد الأمن القومي العربي

نشر بتاريخ: 06/10/2018 ( آخر تحديث: 08/10/2018 الساعة: 09:16 )

الكاتب: عمران الخطيب

لم تكن حرب اكتوبر على الجبهة المصرية والسورية مجرد عمليات قتالية وتحقيق النتائج الفاعلية في الميدان العسكري والسيطرة المطلقة في الساعة الأولى والتفوق العسكري من خلال الساعات الأولى واقتحام خط برليف من قبل أبطال الجيش المصري وأقامة الجسور المتحركة وعبور قناة السويس إلى الضفة الغربية من القناة هو العامل الحاسم في مواجهة العدو الصهيوني. بل إن الموقف العربي الذي تجسد من المحيط إلى الخليج في المشاركة الفعلية من خلال مشاركة الوحدات العسكرية من الجيوش العربية من الجيش العربي الاردني والجيش العراقي ومن الجيش المغربي وطياري سلاح الجو الجزائري ومن الوحدة الخاصة الفلسطينية على الجبهة المصرية، ومشاركة قوات جيش التحرير الفلسطيني مع مجموعات المقاومة الفلسطينية على الجبهة السورية، وتم القيام بفتح جبهة على العدو الصهيوني من جنوب لبنان من المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. ليس هذا فحسب وإنما بلورة مشروع استخدام النفط في الضغط الاقتصادي على الدول الغربية من قبل الدول الخليجية وبشكل خاص من الزعيم الراحل المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية..حيث تم استخدام كافة الوسائل والامكانيات العربية في الصراع مع العدو الصهيوني.
حتى ذلك الوقت لم نكن نسمع أو نعرف أن هناك الصراع المصري الإسرائيلي أو السوري أو الفلسطيني، كان صراع بين المشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري ولو كان صراع محدود لما كان هذا الموقف العربي من المحيط إلى الخليج في جبهتنا واحدة. ومن المؤسف والمعيب أن يصبح البعض من النظام الرسمي العربي يقوم بدور الوسيط مع إسرائيل. ليس ذلك فحسب وإنما يتبجح (رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ) من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس _ابو مازن رئيس دولة فلسطين .
ويقول نتنياهو حول العلاقات والاتصالات مع العديد من الدول العربية من أجل مواجهة الخطر الأكبر المتمثل في إيران..
هل تريد إسرائيل أن تواجه إيران من خلال النظام الرسمي العربي إيران؟ هل أصبحت إسرائيل تشكل الحامي الأمين للنظام الرسمي العربي من الخطر الإيراني.؟ استغرب واستهجن هذه المواقف لبعض الأنظمة العربية.؟
من غير المنطقي أن نقارن بين الخلافات بين بعض الدول العربية وإيران. وبين من يشكل تهديد مستمر للأمن القومي العربي وأن هذا المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري الاستعماري لن يتوقف عند هذا الحد في احتلال فلسطين وهضبة الجولان السوري ومزارع شبعا. هذا المشروع الصهيوني سوف يشكل الخطر الأكبر لكل دولة من الدول العربية والإسلامية على حد سواء.
ونطرح سؤال ماذا كان الموقف لكل الحكومات المتعاقبة في الكيان الصهيوني. ردا على مبادرات السلام العربية. الم يقول المجرم شارون أنها لا تسوى الحبر المكتوب. وماذا بعد هذه السنوات من التطبيع مع الكيان الصهيوني ماهي النتائج الفاعلية لكل المبادرات العربية والفلسطينية والمبادرات الدولية حول تحقيق السلام المزعوم مع (إسرائيل ) كانت النتائج واضحة المعالم في استمرار الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
وضرب بعرض الحائط كافة المبادرات وبما في ذلك قرارات الشرعية الدولية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومجلس الأمن الدولي. على ماذا يراهن النظام العربي. أعتقد علينا جميعا أن نستعيد العديد من القضايا والأمور المتعلقة في القضايا الجامعة بين جميع الأقطار العربية وتجاوز الخلافات بكل أسبابها والعمل على علاجها داخل البيت العربي وأن هناك العديد من القضايا الهامة التي تجمعنا في هذه الظروف الصعبة التي تهدد الأمن الوطني لكل أقطار الوطن العربي وأن علاج ذلك يتحقق في إعادة بالمفهوم الشامل للأمن القومي العربي في مواجهة التحديات القائمة.
بدون أدنى شك أن هناك العديد من القضايا الخلافية بين بعض الدول العربية وإيران وكذلك مع تركيا ليس المطلوب بناء المحاور المتعددة ولكن ما يتوجب عملها إلى أي حد سوف نسير في معالجة الأزمات السياسية مع إيران وتركيا هل ننجح في شن الحروب وتحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. أو نفكر في حوار نصل إلى معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية. قد لا ننجح في معالجة جولة واحدة فقط ولكن المطلوب أن يتم ذلك من خلال البحث عن القواسم المشتركة
ونبدا بصدق النوايا. ولا نستطيع الحكم على النتائج بأثر رجعي.. ونتساءل لماذا نغض الطرف عن إسرائيل بعد أن قدم النظام الرسمي العربي كل التنازلات المجانية بدون تحقيق السلام المزعوم. وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية كل وسائل الضغط والابتزاز والتطاول على النظام الرسمي العربي..ليس المطلوب أن نعلن طبول الحرب. ولكن علينا أن ندرك ان الحل الوحيد هو ان نتجاوز خلافاتنا العربية من حيث المبدأ، ونعمل على تفعيل وتطوير العلاقات العربية من خلال الحوار بين المؤسسات البرلمانية العربية. على قاعدة ارتكاز تأخذ بعين الاعتبار نبض المواطن العربي من المحيط إلى الخليج .. ونعمل على تفعيل وتطوير العلاقات الاقتصادية والانتقال إلى العديد من القضايا الجامعة بين جميع الأقطار العربية وتحقيق التنمية المستدامة وبذلك يتحقق الأمن القومي الشامل. أعتقد أننا نحتاج الى من يعلق الجرس ونبدا في السير في هذا الاتجاه المجدي والمطلوب اليوم قبل فوات الأوان هل من مجيب؟

عمران الخطيب
6 أكتوبر 2018