السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسوأ ما قد حدث.. وماذا بعد ؟!!!!

نشر بتاريخ: 14/10/2018 ( آخر تحديث: 14/10/2018 الساعة: 14:40 )

الكاتب: عوني المشني

الأسوأ ان تنفصل غزة عن الضفة وقد حدث فعلا
الأسوأ ان تصبح منظمة التحرير موقع تساؤل وتشكيك، وقد حدث فعلا
الأسوأ ان تنفصم عرى الثقة بين النخب القيادية والجمهور الفلسطيني، وقد حدث فعلا
الأسوأ ان تهود القدس وتستباح الضفة بالكامل بالاستيطان، ولخلق واقع يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ، وقد حدث فعلا
الأسوأ ان تفتقد القوى والفصائل الوطنية والإسلامية اي برنامج يخرج الشعب الفلسطيني من هذا المأزق والاهم انها تفتقد أدوات تحقيق اي برنامج ، وقد حدث فعلا
الأسوأ ان تنهار منظومة القيم الوطنية والأخلاقية لتتشكل قيم الفساد والإفساد " والشطار " والسمسار ، واللطم والنواح ، والخلاص الفردي ، وقد حدث كل هذا.
الأسوأ ان تجد بعد كل هذا السوء من يدافع عن هذه السلطة او تلك الحكومة او ذلك الفصيل او ذاك الجهاز او عن معارضة او موالاة ، فكل هؤلاء ومن لف لفهم في موقع الادانة كونهم يتحملون المسئولية بهذه النسبة او تلك ، وهذا قد حدث فعلا
اما وقد حدث الأسوأ ، فان هناك ما يفترض قوله ، وليس قوله فقط ، بل استخلاص العبر منه والبناء عليه .....
يتوجب القول ان النخب السياسية موالاة ومعارضة قد فشلت ، الموالاة فشلت في تحقيق الثوابت والمعارضة فشلت في وقف البرامج التي لا تحقق الثوابت ، فشلت النخب في الإبقاء على ثقة الجمهور بها ، من يثق اليوم بفصيل او بسلطة او بجهاز امن او بحكومة او بضمان اجتماعي او بضمان صحي او بقوى اسلامية او بقوى يسار او بقوى وطنية ، من ؟؟؟؟ من يثق الا من تورط الى حد عدم الفكاك ؟؟؟؟من يثق الا من أغلق عقله وخدر ضميره ؟؟؟؟
يتوجب القول ان على الشعب الفلسطيني اعادة طرح الأسئلة الاستراتيجية من جديد ، هذا يعني تحديد نهاية لتلك المرحلة وبداية لمرحلة جديدة ، هذا يعني لكل مرحلة رجال وقوى سياسية وأطر مختلفة ، هذا يعني القطع مع حالة الانهيار ، هذا يعني اشراك كل مكونات الشعب وفِي كل أماكن تواجده في هذا الحوار الاستراتيجي ، هذا يعني تمثيل منصف لكل مكونات الشعب وفِي منظمة تحرير يتم اعادة بناءها على قواعد مختلفة ، هذا يعني التخلص من عبثية الكوتة الفصائلية والتمثيل الارعن عبر هذه الكوتة ، هذا يعني الامساك بالحلقة المركزية في الكفاح الوطني والانطلاق منها ، هذا يعني التخلص من التدليس والإيهام والكذب المفرط على الجمهور ، هذا يعني مواجهة الحقائق بثوابت جادة وحقيقية وصحيحة .
يتوجب على الشعب الفلسطيني ان لا يبقى رهينا لمراهنات خاسرة ، مرة مقاومة ومرة مقاومة سلمية ومرة مفاوضات ومرة منظمات دولية ، مرة صمود ومرة صمود مقاوم ، ومرة الحياة مفاوضات ومرة الحياة استشهاد ، مرة سلام ومرة حرب ، مرك تهدئة ومرة تهلكة ، مرة مصالحة ومرة انقسام . مراهنات مبنية على مصالح نخب وغير عابئة يمضالح الشعب ، على الشعب الفلسطيني ان يخضع برنامجه الوطني لنقاش معمق شامل ويشارك به القطاع الأعرض من شعبنا بطرق مختلفة ليصل الى رؤيا شمولية غير تجريبية وغير مغامرة وغير استسلامية وغير خيالية رؤيا تتمسك بالوطن كأمر غير قابل للنقاش ومرنة بشأن الوصول اليه ، رؤيا ثابتة على الثوابت ومرنة على الأدوات ، رؤيا تاخذ مصالح الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الاعتبار ، فالشعب الفسطيني ليس غزة فقط وليس سكان القدس فقط وليس سكان الضفة فقط الشعب الفلسطيني ثلاثة عشر مليونا في الوطن من البحر الى النهر ومن الخيمة الى الخيمة ومن المهجر الى المهجر ، جميعهم لهم ذات الحق وذات الواجب وذات المسئولية وان اختلفت الأدوار حسب خصوصية كل موقع .
عندما نقول ذلك لسنا ضد احد اي احد ، ولكننا مع جهة محددة دون غيرها ومنحازين لها بلا أدنى تردد، لسنا ضد حماس ولا ضد فتح ولا ضد اليسار ولا ضد الجهاد ، لسنا ضد الرئيس ولا ضد الحكومة ولا ضد الأجهزة الأمنية ولا ضد غزة ولا ضد المفاوضات ولا ضد المقاومة الشعبية ، لكننا بالتأكيد منحازون لشعبنا ، منحازون للصامدين وللمعاطئين وللشهداء والاسرى والجرحى ، منحازون لضحايا التجريب والتخريب والفساد والإفساد ، منحازون للفقراء والعمال والفلاحين والطلبة والمشردين والمهجرين والأرامل واليتامى والأرامل والثواكل ، منحازين للجبل والسهل والغور والساحل ، منحازين لكل ما هو فلسطيني " الوجه واليد واللسان "