الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التنمية بحاجة الى باص..

نشر بتاريخ: 15/10/2018 ( آخر تحديث: 15/10/2018 الساعة: 10:54 )

الكاتب: رامي مهداوي

حضرت الأسبوع الماضي مسرحية تفاعلية حول الواقع المعيشي في قرية الجفتلك اسمها "عيلة أبو كيلة" من انتاج مسرح عشتار سينوغرافيا ماجد الزبيدي تدريب واخراج إداورد معلم. الممثلين كانوا من شباب وشابات القرية؛ والمسرحية مبنية على قصص واقعية تم جمعها من القرية. تناولت المسرحية واقع القرية التعليمي وما يرتبط في هذا الواقع من متطلبات وما يرتبط بها الواقع من إحتياجات، وتشابك القطاع التعليمي مع العملية التنموية بالمُجمل من خلال التداخلات والمخرجات للقطاعات المختلفة.
بعد المسرحية مباشرة عقد لقاء مع صانعي القرار من مختلف القطاعات الحكومية وفتح النقاش بشكل حضاري ووطني مسؤول عن أهمية دعم منطقة الأغوار بشكل عام والجفتلك بشكل خاص، استنتاجي السريع لما سمعته من مداخلات ونقاشات جعلني أقتنع أكثر فأكثر بأننا مهما عملنا لهذه المنطقة إلاّ أننا سنبقى مُقصرين تجاه أهلنا في هذه المنطقة لسبب بسيط لأنهم الصامدين والمرابطين على هذه الأرض في أهم منطقة استراتيجية على صعيد الموقع الجغرافي و التنموي الزراعي.
منطقة الأغوار بشكل عام بحاجة الى هيئة، لجنة، فريق عمل تنموي يجب أن يشكل بأسرع وقت يتبع للأمانة العامة لمجلس الوزراء من أجل المتابعة الحثيثة المتمثلة في وضع خطة تنموية شمولية تشمل جميع القطاعات وأيضاً للمتابعة اليومية من حيث تطبيق تلك الإستراتيجية وحل المعضلات التي قد تنتج بشكل سريع ومثمر.
على سبيل المثال لا الحصر لا يعقل أن تكون أزمة المواصلات لقرية الجفتلك هي العقبة الأساسية أمام مختلف القطاعات، وهنا لا يعقل أن يكون هناك فقط سوى حافلتان تخدمان مدرستي القرية بعدد طلاب يصل الى أكثر من 1000 طالب تقريباً!!
أيضاً وكوني كنت ممثلاً عن وزارة العمل في هذا اللقاء؛ طرحت عدد من الحلول البديلة للعمل في المستوطنات المتمثلة في: القطاع السياحي بأريحا الذي يحتاج الى أيدي عاملة بشكل مستمر، والمنطقة الصناعية التي تحتاج الى 2000 عامل بداية الإفتتاح، وكذلك للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتعليم المهني والتقني؛ ليكون الرّد على كل تلك الحلول ماذا عن المواصلات!!
برأيي وضمن تجربتي العملية على الصعيد التنموي، هناك العديد من القضايا التي يمكن علاجها بشكل سريع وتحقق أثر ملموس للمواطن الفلسطيني، بالتالي ما هو مطلوب ليس مؤتمرات وورش عمل بقدر أن نُشمر عن ذراعنا ونقوم بترجمة التوصيات العديدة بخصوص الأغوار قبل فوات الأوان، لنبدأ بتوفير شبكة مواصلات مدروسة وممنهجة تخدم الأغوار من أجل تعزيز قوة بقاء جذورنا هناك.