الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الابتزاز الأمريكي الرخيص للمملكة العربية السعودية

نشر بتاريخ: 16/10/2018 ( آخر تحديث: 18/10/2018 الساعة: 17:20 )

الكاتب: عمران الخطيب

نتوافق أو نختلف مع المملكة العربية السعودية أو مع أي بلد من العالم العربي والإسلامي في أي من القضايا هذا شأن داخلي، من غير المسموح ان تنصب الولايات المتحدة الأمريكية نفسها حاكم وقاضي على دول العالم، والسؤال الذي يطرح نفسه من نصب هذه الدولة على ان تكون الحاكم والقاضي والجلاد في آن واحد، وهي الدولة التي شكلت نموذج على المستوى الأممي في التميز العنصري بين المواطنين البيض والسود في أمريكية نفسها، وهي الدول التي استخدمت السلاح النووي في اليابان على مدينتي هوريشيما وناكازاتي... الدولة نفسها التي خاضت الحروب لسنوات طويلة على الشعب الفيتنامي، وهي التي تعمل على التدخلات السافرة في كل دول العالم وتدعم الأنظمة الاستبدادية والقمعية في العالم.
والأهم من ذلك هي من صنع الإرهاب بكل المسميات القاعدة وداعش وكافة العصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا والعراق وليبيا وتونس وفي شبه جزيرة سيناء وكذلك الدعم العسكري اللوجيستي المادي والمعنوي إضافة إلى كل وسائل الدعم والإسناد للاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وكذلك دعمت احتلال الدول العربية وتقسيم الدولة إلى دويلات على غرار ماحدث في السودان وكل أشكال التدخل العسكري والأمني والجيوسياسي في كل أرجاء العالم، هذه الدولة المارقة تجد بنفسها أنها فوق القانون والنظام الدولي، وهي تضرب بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، بل إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تشكل خطرا على الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في العالم....
هذا يتطلب أن نواجه السياسة الأمريكية وأن لا تبقى السيف المتسلط على الدول وشعوب العالم قد لا نمتلك الردع العسكري واللوجيستي ولكن نستطيع تفعيل الإمكانيات المختلفة والثروات الوطنية والاقتصادية بشكل إيجابي وتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية بين كافة الدول العربية والإسلامية ونعزز العلاقات مع دول أخرى روسيا والصين والهند وأوروبا ودول أمريكيا اللاتينية.
بذلك نستطيع أن نواجه السياسة الأمريكية ووقف الابتزاز والتدخل السافر تحت عناوين شتى، وبكل تأكيد نرفض تعرض أي مواطن عربي للقتل أو الإعتقال التعسفي والعقوبات أو كافة وسائل الاغتيال الجسدي والمعنوي.. ولا مبرر لأي عمل يزهق حياة الإنسان، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لا يحقق لها أن تتدخل في مثل هذه القضايا المطروحة وهي تمارس ذلك من أجل الضغط والابتزاز المادي للمملكة العربية السعودية وتسعى بشكل حثيث على تقسيم هذا البلد بما يمتلك من ثروات طبيعية بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام. وهي التي تمارس كل أشكال الضغوطات على النظام الرسمي العربي وعلى الجانب الفلسطيني بشكل خاص من أجل تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن ألتي يتم تنفيذها خطوة بخطوة من أجل تحقيق أهداف المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري العابر للحدود.
كل ما يجري هو ضمانة أمنية لتمرير هذة الصفقة المشبوهة بكل الوسائل المتاحة، وهذا يعيدنا إلى الماضي حين تم استهدف وتدمير واحتلال العراق، وبعد ذلك بدأ ما يسمى بالربيع العربي والذي شكل دمار شامل لمقدرات الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، ولم يتوقف الأمر عما حدث في تونس وليبيا ومصر وما يجري في اليمن الشقيق وهو لا يحتاج إلى أكثر من حل وتوافق عربي مشترك في هذا البلد. وما حدث من تدمير ممنهج في سوريا خلال السنوات العجاف ومخطئ من يظن أن ما حدث في سوريا هو استهداف من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان يكون مخطىء... هو مشروع في تفكيك مقدرات القوة الذاتية العربية بشكل خاص العراق ومصر وسوريا بما تشكل من عوامل القوة الاستراتيجية للأمة العربية. واليوم يتم استهداف إيران وتركيا لكن بشكل غير مباشر، من خلال وضع النظام الرسمي العربي رأس حربه في تعزيز الخلافات مع هذه الدول وتبقى إسرائيل المستفيد من هذه النزاعات والمواجهات التي تخدم إسرائيل بشكل خاص والولايات المتحدة الأمريكية التي ترعى الفوضى الخلاقة التي سبق وأعلنت عنها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، وأطلق عليها شمعون بيريز الشرق الأوسط الجديد أو الكبير... لقد آن الاوان إلى صحوة عربية وإسلامية في مواجهة ما يتم صناعته من أدوات في تفكيك مقدرات أمتنا العربية والإسلامية .. تحت عناوين شتى وبدون شك! لن تتوقف هذه السياسة الأمريكية وبغض النظر من هو الرئيس في الإدارة الأمريكية، وعلينا أن ندرك الجميع مستهدف بدون استثناء وبشكل خاص المملكة العربية السعودية...
قبل أيام قليلة من قضية جمال خاشقجي! وبشكل علني أمام كافة وسائل الإعلام طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المملكة العربية السعودية أن تدفع الأموال إلى الإدارة الأمريكية مقابل الحماية من إيران وقد تكرر هذا الموقف الأمريكي بكل وقاحة وبكافة وسائل الابتزاز الرخيص الذي يليق في زعماء العصابات الإرهابية وليس بمنطق رؤساء الدول.
وهذا يعيدنا إلى ضرورة الحوار مع إيران وتركيا انطلاق من المصالح المشتركة بين الدول اليوم قبل فوات الأوان. وهذا يذكرنا من كان المستفيد الأول في الحرب العراقية الإيرانية الم تكن تلك الحرب تدمير للعراق ومقدرتها الوطنية والعربية إن الأطراف المستفيدة في المقدمة إسرائيل والدول الصناعية التي تصدر السلاح إلى البلدين من كان المستفيد في احتلال العراق دولة الكويت وماهي النتائج الفاعلية لكل من العراق والكويت وانعكاساتها على الوطن العربي والقضية الفلسطينية. لكل هذة الأسباب يجب حل الخلافات العربية بكل أسبابها والعمل على علاجها داخل البيت العربي.
هل من مجيب حتى نواجه ما هو قادم من تحديات للمنظومة العربية بشكل عام؟؟؟

عمران الخطيب
[email protected]