السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاربة خطاب الكراهية

نشر بتاريخ: 21/10/2018 ( آخر تحديث: 21/10/2018 الساعة: 10:14 )

الكاتب: سالي عابد

لنتفق أولا على مفهوم خطاب الكراهية وفي أي منطقة يقع؟
لا يوجد مفهوم دقيق لمصطلح خطاب الكراهية لكنه يقع في منطقة حرية التعبير فما الفرق اذا بينهما مادامت مساحة حرية التعبير تحتوي بداخلها خطاب الكراهية.
لقد اخذ مفهوم خطاب الكراهية عدة توصيفات من أهمها العنف اللفظي المتضمن في الخطاب الدوني ، والكره البين والتعصب الفكري، والتمييز العنصري والتجاوزات التعبيرية القدحية والنظرة الاستعلائية في الخطاب المصحوب بالإقصاء ، كما يمكن اعتبار أي خطاب يبث الكراهية والتحريض على النزاعات والصراعات المبنية على أساس اللون أو العرق أو الطائفية أو إنكار الآخر وتهميشه ونشر الفتنة واتهام الطرف الآخر بالخيانة والفساد هو بمثابة خطاب الكراهية.
جزء مما ذكر ينطوي على الحالة الفلسطينية ، يمكن سماعها ومشاهدتها عبر المواقع الإعلامية والتي بدورها تلعب على التأثير في الرأي العام ، ناهيك عما تفعله بعض الشخصيات ذات المواقع السيادية في مراكزهم الحزبية من بث خطاب الكراهية المصحوب بزرع الفتنة في وسط أنصارهم ، من هنا كان لابد من معرفة ماهية المعايير التي ينطبق من خلالها الحكم على أي خطاب أو قول أو تصريح " خطاب كراهية".
"سياق الحديث وتأثير المتحدث ،والنية من راء الخطاب ومحتوى الخطاب ونطاق الخطاب وشدة تردده، واحتمالية وقوع الضرر"
معايير قد تعجل كل منا يقف مع ذاته ، ويصنف قوله ، ويختبر تلك المعايير في حديثه اليومي أو تصريحه الموسمي ، الحالة هنا مجتمعية بامتياز، بالنظر إلى الإشكاليات والأزمات التي تمر على الشعب الفلسطيني ، تراجع ملحوظ في القيم الأخلاقية ، ومفهوم مغلوط لحرية التعبير واستناد غير مشروع لمشروعية المتحدث أيا كان اذا انطبقت عليه تلك المعايير.
ليس هناك ما يعيب أن نخضع جميعا إلى التعلم من جديد، واخذ المعرفة التي من خلالها يصنف مفهوما جديدا " خطاب الكراهية" والذي يمكن أن يعفينا من كارثة أخلاقية وقانونية قد تلحق الأذى والضرر بالآخرين.
إذا كانت حرية التعبير هي حق قانوني وحق وطني ، فمحاربة خطاب الكراهية هو واجب وفرض عين أخلاقي ووطني.