السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قرارات المركزي في ميزان الحسابات

نشر بتاريخ: 01/11/2018 ( آخر تحديث: 01/11/2018 الساعة: 13:19 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لا شك اننا في وضع لا نحسد عليه، جميعا، والكل يغني على ليلاه وخاصة في شطري الوطن، بين من يريد ان تنفذ قرارات المركزي في وقت اسرع، وبين من لديه حسابات، لكن من المعلوم ان غزة تعيش في وضع صعب جدا ولا تحسد عليه، وفي الضفة وخلال تسع وعشرون ثانية يكون الاحتلال قادر على شل الحياة كاملة بين المدن مما سيؤدي الى تعطيل حياة الناس وتعطيل هذه الحياة سيؤدي الى شلل كامل في كل المرافق وهو شبيه بسنوات بين الفين وحتى الفين وسبعة.
ان الاحتلال معشش هنا، ولا يوجد اي مناورات في مواجهته غير المواجهة الشاملة والحاسمة ووقتها يلزم ان نكون يد واحدة ونوفر الصمود للناس، وانا شخصيا لست في تهور في رايي الشخصي ولست في استمرار الحالة الى الابد او ابعد من ذلك، لكن المطلوب مجموعة من الحلول التي ستؤدي الى تخفيف الاثار والنتائج المترتبة وكي لا تاخذ مدى بعيد اكثر مما هو متوقع مع احتلال لا يرحم.
ولذلك يتوجب ان يكون هناك اجراءات فعالة في مواجهة الاحتلال وان تكون على اساس وطني ووحدة وطنية، ويمكن العودة في مواجهة الانتفاضة الاولى وتفعيلها في ضوء وجود محاور وطنية على الصعيد الدولي بتفعيل كل الجبهات في وقت واحد وحل الحكومة وتحصين المؤسسات السيادية واطلاق يدها بسلطة قانون واحدة بلا رقيب سوى للقانون والدستور لحماية حقوق الناس ونبذ الشخصيات المنتفعة والتي تضر بمصالح الناس.
ذلك انني لا انصح باتخاذ اي قرارات او تنفيذها في ظل الانقسام لان ضررها سيكون وخيم وان مساواة حماس مع اسرائيل وامريكا وبنفس الاجراءات لن يكون صحيحا وان كانت هناك مواقف غير صحيحة وبالتالي يجب ان يتم بناء ادارة وطنية من الجميع وذلك بعزل كل المتربحين على حساب المواطن وجلب شخصيات وطنية لها حضور شعبي.
ان المرحلة خطيرة جدا وتحتاج الى قرارات ليس فيها ضرر على الشعب الفلسطيني وتحتاج الى معركة قوية وطويلة وان يكون سندها صمود الناس، وان تراعى مصالحهم في ظل الاجراءات المتخذ وذلك بتفعيل منظومة القوانين التي يمكن ان تكون ملجا حقيقي للناس وان يتم تطهير القضاء قبل كل شىء على اسس منطقية وسليمة بدل الانتقائية ليكونوا سد منيع في حقوق الناس والضرب بيد القانون على كل مذنب.
ان الميزان يحتاج الى حسابات والكل متسرع ولا يرى سوى ما يحب ان يراه وهذا خطانا الذي يتكرر كل يوم، بل يجب رؤية الامور من منظور اكبر وان يتم الدفع بالمصلحين والاقوياء وذوي الكفاءة بدل من الذين يشعلون النار في صدور الناس ويخلقون الفتن كما يحدث في بعض الامور.