الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين في الكونغرس

نشر بتاريخ: 13/11/2018 ( آخر تحديث: 13/11/2018 الساعة: 17:20 )

الكاتب: رامي مهداوي

بالرغم من هذا المشهد المعتم الذي وصلنا له في القضية الفلسطينية؛ علينا عدم فقدان الأمل في المستقبل بكل مكوناته وأهمها نحن الشعب الفلسطيني المنتشر في جميع أنحاء العالم، الذي يسطر بتميزه في جميع الحقول والمجالات وجوده الإنساني كصاحب حق في أن يكون كالآخرين ليس أقل وربما أكثر.
لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فازت الفلسطينية رشيدة طليب في انتخابات الكونغرس الأمريكي، لتكون أول مسلمة وعربية تتولى هذا المنصب، وحسمت طليب المقعد على الدائرة الحادية عشرة بولاية ميشيغان الذي ظل حكراً على النائب الديمقراطي جون كونيرز لمدة 50 عاماً، بفضل الأنشطة الكبيرة التي تقدمها في الخدمات المجتمعية.
ومن الإنجازات التي حققتها بولاية ميشيغان إقامة مركز خدمة للحي، أنقذ الأسر من الحجز على ممتلكاتها، وساعد كبار السن في الحصول على منح لدفع فواتير الطاقة، وقدَّم آلاف الكتب للأطفال.
رشيدة هي إمتداد للمرأة الفلسطينية على الصعيد العالمي، وبكُل تأكيد سيكون صوتها الصوت المُكمِل للأنسانية بشكل عام وللأقليات بشكل خاص داخل أروقة الكونغرس الأمريكي، وأنا كُلي ثقة بأن رشيدة ستقود لوبي إنساني تنتصر به للضعفاء والمحتاجين والأقليات في المجتمع الأمريكي، يدها بيد أصغر نائبة في الكونغرس "الكسندريا كورتيز" الشابة البالغة 29 عاما التي تعود اصولها الى بورتو ريكو التي انتصرت لطبقتها العاملة وشقت طريقها من العمل كنادلة، وأيضاً بيد الصومالية الهان عمر التي أيضاً تعتبر أول لاجئة ومسلمة يتم انتخابها في الكونغرس.
وحول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أعلنتها رشيدة بصوت واضح في مقابلة معها قبل الانتخابات، قالت لشبكة "سي أن أن" الأمريكية: "سأصوت في حال انتخابي عضو في مجلس النواب، ضد المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لـ (إسرائيل)".
علينا عدم تحميل رشيدة أكثر من طاقتها في مجابهة اللوبي الصهيوني، وعلينا النظر لها برؤية استراتيجية كفلسطينيين منتشرين في جميع أنحاء العالم من منظور الإستثمار البشري كلٌ في موقعه بما يخدم الإنسانية وهذا يعني بطبيعة الحال الوقوف مع فلسطينيتنا لأن قضيتنا أولاً وأخيراً هي قضية إنسانية، وبالتالي على العالم الحر أن يقف معنا.
كل الثقة والدعم لرشيدة ولكل من هم أمثال رشيدة المنتشرين في أوروبا وأمريكيا الشمالية والجنوبية وكل بقاع الأرض، الذين مهما أبعدتهم السنوات عن تراب وطنهم الأول إلاّ أنهم يحملون اسمها بدمائهم وأنفاسهم ولباسهم كما ستفعل رشيدة عند دخولها الكونغرس بالثوب المُطرز بأيدي فلسطينية.