الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرض الأمر الواقع ما بين بلفور وترامب

نشر بتاريخ: 15/11/2018 ( آخر تحديث: 15/11/2018 الساعة: 11:36 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

2 /2
تحدثت في الجزء الأول من المقال عن الدور البريطاني بانتهاج سياسة فرض الأمر الواقع بحكم الاختلال بموازين القوى خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى والتي انتهت بهزيمة الدولة العثمانية وتقسيم أراضيها وفقا لاتفاقية سايكس بيكو واتفاقية سان ريمو.
وفي الجزء الثاني من المقال أتناول خطة الرئيس الأمريكي ترامب في محاولة لإعادة التاريخ والعمل على سياسة فرض الأمر الواقع "استكمالا للمؤامرة البريطانية بتمكين العصابات الصهيونية من إحتلال فلسطين" وذلك بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي حسب اعتقاده.
الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته يتجاهلون قراءة التاريخ ويصرون على تكرار جريمة بريطانيا بفرض أمر واقع جديد على الأرض الفلسطينية التي احتلت إثر عدوان حزيران 1967 مستهدفين تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني العنصري الإرهابي مستغلين:
---- اختلال موازين القوى التي تميل لصالح الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا خاصة في عهد ترامب
---- التشرذم والضعف العربي نتيجة لغياب الديمقراطية وغياب دولة المواطنة.
---- ضعف الجبهة الداخلية لعوامل عدة ليس مجال استعراضها في هذه المقالة.
---- ضعف البنية الاقتصادية لمعظم إن لم يكن لجميع الدول العربية.
---- الضعف العسكري نتيجة للاعتماد بالتسليح على مصادر خارجية. 

ما تقدم دفع الرئيس الأمريكي ترامب بتشجيع من مجرم الحرب نتنياهو وزمرته لانتهاج سياسة فرض الأمر متجاهلا تغير المناخ السياسي إقليميا ودوليا.
ومن قرارات ترامب لفرض سياسة الأمر الواقع تمهيدا لفرض وتنفيذ صفعة القرن كما سماها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يلي:
---- تشكيل فريق سياسي يتولى إعداد "خطة سلام" من شخصيات أكثر صهيونية وتطرفا من قادة الكيان الصهيوني والذي يمثل نتنياهو رمزا للإرهاب والتطرف والعنصرية الذي يشكل سمة دائمة لقيادة دولة الاحتلال كما لا للكيان بحد ذاته فاعضاء الفريق الترامبي يفتقرون الى الحكمة والخبرة بطبيعة الصراع وتاريخه كما لا يملكون رؤىاو أفكارا اواستراتيجية سوى تلك الملقنة لهم من مجرم الحرب نتنياهو وفريقه.
---- الدعم المطلق للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا اضافة الى تمكينه الإفلات من المسائلة والعقاب بمؤسسات الأمم المتحدة .
---- الإنسحاب من مؤسسات دولية أقرت بحقوق الشعب الفلسطيني واستنكرت وشجبت الجرائم الإسرائيلية وما انسحاب امريكا من مجلس حقوق الإنسان إلا خير مثال على ذلك وعلى الانحياز الأعمى لنتنياهو وسياسته الاجرامية .
---- تنفيذ نقل السفارة الأمريكية للقدس مخالفا بذلك كافة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن وعن الجمعية العامة ولميثاق الأمم المتحدة ولقرار محكمة لاهاي ولاتفاقيات جنيف.
---- إيقاف مساهماتها المالية لوكالة الغوث "unrwa" وعدم الالتزام بتعريف اللاجئ الذي نص عليه ميثاق الأونروا عند تأسيسها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في محاولة لإسقاط صفة لاجئ عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين ينحدرون من اصلاب اباءهم واجدادهم.
---- اغلاق مكتب مفوضية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
---- إلغاء وإيقاف دعمها المالي للسلطة الفلسطينية .
---- محاولة بائسة من الإدارة الأمريكية لإطلاق وصف أرض متنازع عليها بديلا عن وضعها القانوني كارض محتلة.
---- الضغط على دول عربية للقيام بإقامة علاقات سياسية واقتصادية ورياضية وثقافية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي خلافا للقرارات الدولية ذات الصلة وخلافا للمبادرة العربية الصادرة عن القمة العربية عام 2002 معتمدا أسلوب الترغيب والترهيب.
---- العمل مع بعض الدول الإقليمية لاسقاط البعد والعنوان السياسي للقضية الفلسطينية والتعامل مع القضية الفلسطينية من بعد إنساني وبما يفضي إليه من ترسيخ للانقسام وتقويض للمشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإنهاءالاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم 194.
ولكن الإدارة الأمريكية وأدواتها تتجاهل أن الظروف والحال الذي مكن بريطانيا من تنفيذ مؤامرتها بحق فلسطين تختلف عن الواقع الحالي من حيث :
---- أن الشعب الفلسطيني متشبث بوطنه وصامد في مدنه وقراه متحديا كافة المؤامرات الصهيو ترامبية وادواتهم.
---- أن للشعب الفلسطيني قيادة شرعية وممثل شرعي وحيد تتحدث باسمه وتمثله في كافة المؤسسات والكيانات العربية والإسلامية والصديقة والدولية.
---- منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني تحظى بدعم وثقة والتفاف الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها مما يحول دون أي جهة أن تدعي او تزعم بشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني جزئيا أو كليا.
---- الاعتراف العربي والإسلامي والدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وبالدولة الفلسطينية كدولة مراقب في الأمم المتحدة
---- الواقع الدولي يقف حائلا إلى حد كبير أمام تنفيذ صفقة القرن التي تمثل أكبر جريمة ومؤامرة يشهدها القرن الحادي والعشرين.
إن الإرادة الصلبة التي تتحلى بها القيادة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس بالتصدي ورفض صفقة القرن بدعم العالم الحر كفيل باجهاض المؤامرة النتنياهوية الترامبية.
الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله من أجل الحرية والاستقلال واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 كمقدمة لتنفيذ قرار 181.
كما أن الشعب الفلسطيني الذي يطلق عليهم سياسيا لاجئين متمسكون بممارسة حقهم الأساس بالعودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. ......
القيادات العربية معنية بإعادة موقفها من العلاقة بنتنياهو أو ترامب فهم مصدر الخطر والتهديد كما ستثبت الأيام. ....