الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

العقيد احمد ابو الرب هل اجرم او خان وطنه

نشر بتاريخ: 16/11/2018 ( آخر تحديث: 16/11/2018 الساعة: 09:58 )

الكاتب: عبد الله كميل

بمتابعتي الحثيثه لما نشر من صور للعقيد احمد ابو الرب مدير شرطة الخليل ..انا كغيري من الناس في البداية غضبت كثيرا ..قلت في نفسي هل يعقل يا احمد وانا الذي يعرفك بوطنيتك ومهنيتك ان توقع نفسك فريسة لكل المتربصين والمخونين والمكفرين عبر منظر للوهلة الاولى يظهر رضوخا للمحتل وسلوكا لا يحتمل ولا سيما امام جنود اياديهم ملطخة بدماء الشهداء ..قلت في نفسي لعل الامور تتضح اكثر فيما بعد ..ودفاعي عنك الان قد يكون غير منطقي امام لا منطقية المظهر الذي ابدته تلك الصور الصماء التي انتشرت كالنار في الهشيم ..قرأت كلمات وتوصيفات يندى لها الجبين ..قلت معلش بيستاهل وليتحمل مسؤولية خطأه..وحتى لا يفتح المجال للمزايدة على السلطه قام اللواء حازم عطا الله باتخاذ اجراء عاجل بوقفه عن العمل واحالته للتحقيق ..وعادة ما يتم اتخاذ اجراء احترازي كهذا للتحقق من الامر وتمهيدا لاجراء قانوني عبر القضاء العسكري ..اثلج قلبي اجراء اللواء حازم ..
ومع الوقت بدأت الحقيقة بالظهور حيث ووفق تقديرات الاخ احمد وكذلك محافظ الخليل اللواء جبرين البكري كان لابد من انهاء مبرر اغلاق الطريق امام وفد وطني كان على رأسه المحافظ بمشاركة مدراء الامن والتنظيم وبعض المؤسسات والجمعيات الخيريه واللواء ام جواد مسؤولة ملف المساعدات الانسانية في الرئاسة وكان هذا الوفد عائدا من مهمة وطنية وانسانية حيث قاموا بتوزيع الاغطية الشتويه وبعض المواد الغذائيه للمواطنين في مسافر يطا ..تقدم احمد من الجنود وبجرأته المعهودة وسألهم عن سبب اغلاق الطريق امام الناس فكان مبررهم ان السيارة متوقفة بسبب عطل بالدولاب الذي لا يمتلكون المعدات الخاصة لتبديله وبعفوية وقد تكون بسوء تقدير ارشدهم لطريقة حل المشكلة واشار لهم الى مكان الدولاب الجديد حيث حاولوا اظهار جهلهم وعدم معرفتهم بمكان الدولاب فانهالت عليه الصور ويبدو انها من قبل الجنود وبتقديري الهدف الخسيس منها واضح وهو تعميق حالة الانفصام ما بين السلطة والشعب ..فالاحتلال يدرك اهمية اضعاف المؤسسة الامنية كيف لا وهي تقوم بملاحقة مروجي المخدرات والعملاء ..الم تدفع هذه الاجهزة حصة الاسد من عدد الشهداء بانتفاضة الاقصى حيث قدمت ووفق احصائية دقيقة 2089 شهيد مقابل 632شهيد لكتائب الاقصى و418شهيد من سرايا القدس و ٣٧٨شهيد من كتائب القسام و114 شهيد من الاجنحه العسكرية التابعه لبقية الفصائل..
للاسف طغت صور العقيد على كل الاحداث بما فيها موضوع الضمان الاجتماعي واحداث غزة حيث لاحظت تجييشا من قبل بعض الخصوم السياسيين تحديدا ضد العقيد وهجوما كاسحا ضد الاجهزة الامنية حيث تم استغلال الامر بشكل لا اخلاقي ..وهنا لست بصدد تعداد بعض الصور والسلوكيات الفردية او الجمعية والتي تصب بخانة الاحتلال لهذه الجهة او تلك.
انا لا ادافع عن احمد لانه مناضل واسير محرر او لانه من قباطية التي عرفت بنضال ابنائها المتميز ولا عن كونه ابنا لعائلة ابو الرب التي احتضنت جبال ابنائها مغارة ومواقع القائد الرمز ياسر عرفات ..ادافع عنه كانسان ..كضابط مهني يخطئ ويصيب وقد يكون هناك مبرر للعديد من الناس لادانة العقيد بسبب غياب الرواية الحقيقية التي شهد بها كل من كان مع العقيد وعلى رأسهم المحافظ ..قد يكون مخطئا بالتقدير وطبيعة الظرف الذي حصل به الحدث ..وقد يكون سلوكه ومن باب تقديره للحالة حيث منع الناس من المرور بسبب وقوف السيارة العسكرية للمحتل لكن ان يتحول الى مجرم وخائن ووووالخ من الاوصاف التي وصفه بها العديد ممن تناولوا الصوره فهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا ..
وعلى العموم فان لجنة تحقيق شكلت ولا يمكن للشرطة او السلطة بشكل عام ان تقبل تمرير اي خطأ فردي له او لغيره ..واخيرا اود ان اذكر ان الكثير من الحواجز الاسرائيلية العسكرية كثيرا من افرادها يطلبون فواكه او سجائر من المارين عبر هذه الحواجز وكثيرا ما يحرج هؤلاء فيعطونهم ..تخيل ان يتم التقاط صوره لك وانت تعطي جنديا سيجاره طلبها منك على حاجز وتشعلها له فهل تصبح بائعا للقدس ومجرما او كافرا ..هذا ما يحصل مع العديد من المواطنين وقد رأيته مرارا بأم عيني .. ولنتذكر ان الاحتلال نفسه يشتبك مع مقاتلين فلسطينيين ويقوم بنقل الجرحى بطائراته العسكرية ويقوم بعلاجهم فهل يعني ذلك ان العسكريين الاسرائيليين هانوا اسرائيل ..ويدخل اسرائيليون بالخطأ الى مدننا فتقوم السلطة باعادتهم فهل هذه خيانة.. وقبل ثلاثه ايام ونتاج حسابات قيادة حماس كانت مجموعة من حماس قد اطلقت صاروخا على حافلة عسكرية اسرائيلية بعد تفريغها من كافة الجنود وكان بامكانها قتل عشرات الجنود فهل هذه خيانة .. لندقق بكلماتنا ولنتقي الله ولنبتعد عن عبارات التخوين والتكفير ولنضع دوما الامور بنصابها وبعيدا عن العواطف.