الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

من يحكم اسرائيل؟

نشر بتاريخ: 19/12/2018 ( آخر تحديث: 19/12/2018 الساعة: 12:34 )

الكاتب: اللواء سمير عباهره

من يحكم من... الاحداث التي شهدتها الاراضي الفلسطينية في الايام القليلة الماضية والتصعيد الاسرائيلي المبرمج ضد السلطة الفلسطينية والمخطط له سلفا عاد ليهيمن مجددا على فضاءات تتشابك فيه احداث دولية واقليمية. لكن الجديد في هذا التصعيد انه اخذ منحى اسرائيلي يعبر عن مشروع جديد لتقويض السلطة الفلسطينية وضربها والعمل على انهائها من خلال تكريس مفاهيم الاستيطان واعطاء المستوطنين الحرية الكاملة لاخذ زمام المبادرة وفرض سيطرتهم والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم وسط غطاء سياسي وعلى مرأى من الجيش الاسرائيلي وعلى مشهد من العالم كله وقاد المستوطنون الحملة الاسرائيلية جنبا الى جنب مع الجيش الاسرائيلي في سابقة باتت تطرح اسئلة كثيرة فيما اذا كانت هذه الهجمة الاسرائيلية نتاج تفاعلات سياسية مرتبطة تحديدا في صفقة القرن ام في تفاعلات اقليمية اخرى تتهيأ اسرائيل لها ام ان سلطة الاستيطان والمستوطنين باتت واقعا يصعب تجاوزه واصبح مشرعا للقوانين ومصدرا للقرارات السياسية الاسرائيلية واصبح هو من يحكم هذه المرحلة المليئة بمظاهر التطرف الاسرائيلي. لكن المؤشرات الظاهرة في الوقت الراهن توحي بأن هناك قرارا سياسيا اسرائيليا باطلاق سلطة المستوطنين.
هذا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار فان موضوع الاستيطان كان السبب الرئيسي والمباشر في توقف عملية السلام بالكامل مع اصرار اسرائيل على مصادرة الاراضي الفلسطينية وانشاء المزيد من المستوطنات وتوسيع الاخرى ومع ادراك العالم بان الاستيطان ليس شرعيا ومخالفا لكل القوانين والمبادئ والاعراف الدولية ومن هنا يجب ان يدرك العالم بضرورة التحرك على الاقل لحفظ ماء وجههم في الدفاع عن القانون الدولي الذي وضعوه وشرعوه وتركوه ليكون اداة لتحقيق مصالح واهداف بعيدة عن الشرعية.
اسرائيل وفي ظل التقلبات السياسية الاقليمية والدولية وفي ظل التحولات الجارية في المنطقة فان ذلك شكل لها رافعا جديدا لزيادة عربدتها وفي استمرار خرقها وحرقها للقانون الدولي فلم يعد هناك من يدعو الى ادانة اسرائيل ولم يعد هناك من يوجه تحذيرات الى اسرائيل بل ان اسرائيل وجدت ان كل الظروف الدولية والاقليمية تعمل لصالحها ليس لتقويض المشروع الوطني الفلسطيني فحسب بل لتنطلق نحو مشروعها القديم الجديد بما يسمى بالشرق الاوسط الجديد.
الساحة الفلسطينية اصبحت المكان المفضل للساسة الاسرائيليين واحزاب التطرف الاسرائيلي لزيادة رأس مالهم السياسي على حساب القضية الفلسطينية في ظل الانتهاكات المتكررة للمستوطنين الذي اخذوا الضوء الاخضر من حكومة نتنياهو وفي تطور خطير باستخدام السلاح على نطاق واسع ضد الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم وهذه التحركات السياسية ساهمت في تعزيز موقع نتنياهو في ظل الحديث المتداول داخل الطبقة السياسية الاسرائيلية عن انتخابات مبكرة وهذه الواقعة تتكرر دائما عندما يدور الحديث عن انتخابات مبكرة في اسرائيل حينها تكون الساحة الفلسطينية المكان الابرز للتنافس بين القطاعات السياسية الاسرائيلية المختلفة وان زيادة الضغط على الفلسطينيين وممارسة القمع والارهاب هو الوسيلة للحصول على اصوات الناخبين.