السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجامعة العربية فقدت مبرر وجودها

نشر بتاريخ: 25/12/2018 ( آخر تحديث: 25/12/2018 الساعة: 19:32 )

الكاتب: عمران الخطيب

منذ سنوات طويلة فقدت الجامعة العربية مبرر وجودها حيث تقف عاجزة أمام التحديات القائمة سواء أمام التطورات التي تهدد الأمن القومي العربي
والمتعددة الجوانب، أو معالجة ومتابعة الخلافات العربية الداخلية. ولم تنفذ حزمة من المشاريع المتعددة الجوانب مثل الوحدة الاقتصادية والأمن القومي العربي. وكل هذه المشاريع التي انطلقت بمثابة أهداف الجامعة العربية. ومن حق المواطن العربي في كل مكان من أرجاء العالم العربي ان يتساءل ما هي المكتسبات والامتيازات التي حققتها الجامعة العربية. والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا بقي من الجامعة العربية غير الإسم والبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ولماذا هذا الأطروحات الاستفزازية من قبل المسؤولين في الجامعة العربية. هذه التصريحات المسيئة لمبرر وجودها.
ونتساءل كيف يتم اتخاذ القرارات.. اليوم لفت نظري السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية إن الإجماع العربي لم يتحقق من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إن كان نظام الجامعة العربية يتطلب اجماع في اتخاذ القرارات المهمة والاستراتيجية علينا أن نحترم ونلتزم بالنظام وقانون الجامعة العربية. ولكن الواقع مختلف سعادة السفير والأمين العام المساعد.
وسوف أعود إلى عام 1991 حين حضر الوفد العراقي للمشاركة في القمة العربية حول موضوع احتلال العراق لدولة الكويت حيث لم يتوفر الإجماع العربي في ضرب العراق ومشاركة التحالف الدولي في ضرب العراق الشقيق. مع العلم ان العراق الشقيق كان مستعد للانسحاب من دولة الكويت. ولماذا لم تقم بدورها في حل هذا الخلاف العربي بين العراق والكويت. في ذلك الحين؟.
ولماذا صمت القبور حين تم احتلال العراق الشقيق. ولماذا ترك العراق حتى الوقت الحالي بدون حضور عربي متوازن مقابل الحضور الدولي والإقليمي في هذا البلد العربي المهم والمؤسس في الجامعة العربية. ويتساءل المواطن العربي حول السماح فيما حدث ويحدث في ليبيا وتونس والسودان وما حدث ويحدث في اليمن. وجوهر السؤال إلى سعادة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية. حيث يؤكد أن الإجماع العربي لم يتحقق في عودة الجمهورية العربية السورية إلى الجامعة..! وهل تحقق الإجماع العربي حين تم تجميد سوريا من عضوية الجامعة العربية. والجميع يدرك كيف تم اتخاذ مثل هذا القرار الجائر بحق سوريا خلال السنوات العجاف دون أن يتحقق الإجماع العربي.
ومن جانب آخر نتساءل أين دور الجامعة العربية أمام التطبيع المجاني بين بعض من الدول الخليجية والتي تستقبل نهارنا جهارا رئيس وزراء العدو الإسرائيلي وعقيلته والعديد من الوزراء المدعوين إلى هذه الدول العربية. لماذا لم يصدر بيان أو تصريح صحفي يندد بذلك والذي يتناقض مع ميثاق الجامعة العربية. وما هي الدوافع التي تسببت بتجميد عضوية دولة عربية حتى يتم تجميد عضويتها من الجامعة العربية. قد لا نمتلك كل الأنظمة واللوائح والتعليمات لدى الجامعة العربية. وقد لا تستطيع سعادة السفير والأمين العام المساعد للجامعة العربية من إيجاد الجواب وإنا أدرك ذلك.. واعتقد جازمنا ان الجامعة فقدت مبرر وجودها منذ زمن بعيد... لذلك نحتاج إلى إعادة النظر في الوضع المؤسف للجامعة العربية، والبدء في إعادة بناء وإصلاح وتطوير الجامعة العربية وتفعيل الأهداف المرجوة من وجودها بما يشكل من حضور مهم في مواجهة التحديات القائمة وبناء إقليم عربي جامع وشريكي في هذا العالم الذي لا يكون دور للدول الضعيفة بين الدول الإقليمية السائدة في المنطقة.
هل من مجيب!!!!


[email protected]