الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لاجئون- من الصراع في سوريا إلى قسوة الحياة في غزة

نشر بتاريخ: 14/01/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:11 )
لاجئون- من الصراع في سوريا إلى قسوة الحياة في غزة
بيت لحم- معا- يعيش اللاجئون الفلسطينيون الذين وصلوا قطاع غزة، هربا من الصراع في سوريا، الدائر هناك منذ أكثر من 7 سنوات، ظروفا معيشية وإنسانية قاسية.
فمن نجا من بطش الحرب، والبراميل المتفجرة التي كانت تُلقى على المنازل في المخيمات الفلسطينية بسوريا، علق في دوامة الظروف المعيشية الطاحنة في قطاع غزة.
ويمكث في قطاع غزة اليوم نحو 150 عائلة قادمة من سوريا، من أصل 360 عائلة كانوا قد وصلوا القطاع بطريقة رسمية عبر معبر رفح الحدود أو بشكل غير رسمي عبر الأنفاق الأرضية في الفترة الواقعة ما بين نهاية 2011 وبداية 2013، بحسب ورقة حقائق صادرة عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
وتفيد الورقة، أن 23 من تلك العائلات، تحمل جواز سفر سوري، و77 عائلة فلسطينية من حملة الوثيقة السورية (خاصة باللاجئين الفلسطينيين)، و179 عائلة من قطاع غزة تحمل وثيقة سفر مصرية (خاصة بسكان قطاع غزة)، أو جوازات سفر بدون رقم وطني، أو برقم وطني.
بعض هؤلاء اللاجئين، إما عادوا إلى سوريا، أو توجهوا نحو مناطق ودول أخرى، هربا من الأوضاع المعيشية الصعبة بغزة، وفق بكر التركمان، منسق التحقيقات والشكاوي في الهيئة، الذي أعطى ملخصا عن ورقة الحقائق، خلال لقاء نظّمته الهيئة حول "اللاجئين القادمين من سوريا لغزة".

وأوضح التركماني أن تلك العائلات ومنذ وصولها إلى قطاع غزة، شكّلت لجنة لمتابعة شؤونهم للمطالبة بتوفير مساكن وفرص عمل ورقم وطني وجواز سفر لهم، بالإضافة إلى المطالبة بتوفير تعليم مجاني للطلبة، وقيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (أونروا) بدورها تجاههم باعتبارهم لاجئين، وتوفير التأمين الصحي والعلاج.
وأوضح أن عدة جهات حكومية وإغاثية قدّموا بعض الخدمات للاجئين القادمين من سوريا، لكنها لم تستمر لسبب أو لآخر.
واستكمل قائلا: "قضيتهم لم تحظ بالدور الحقيقي سواء من الجهات الرسمية أو الأهلية في متابعة المظاهر وقضية اللاجئين القادمين من سوريا، وبعض الدول العربية في ظل الأحداث التي دارت في ربوع الوطن العربي بداية 2011".
وأوضح أن "الإمكانات التي قُدّمت لهؤلاء اللاجئين، لم تكن بالقدر المطلوب التي تمكّنهم من الحياة بشكل كريم".

وشدد بكر على ضرورة "توفير السكن لتلك العائلات خاصة عقب وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) لصرف بدل سكن لهم بداية يوليو/ تموز 2018".
وكانت الأونروا قد قررت نهاية 2013، صرف بدل سكن شهري للعائلات القادمة من سوريا بقيمة 125 دولار رفعته إلى 200 دولار في سبتمبر/ أيلول 2014، وفق الهيئة.
كما لم يتلق اللاجئون القادمون من سوريا أي مساعدات إغاثية من أي جهة كانت منذ يونيو/ حزيران 2018.
بدوره، قال محمود الشاويش، رئيس لجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، في كلمة له خلال اللقاء: " الجهات بغزة لم تجد حلا جذرياً لمشاكلنا حتى الآن".
وأضاف: "فلسطينيو سوريا الذين بنوا حياتهم كاملة في المخيمات الفلسطينية، فقدوا كل شيء وجاؤوا إلى قطاع غزة، لينتقلوا إلى بقعة جديدة تماما، يعانوا فيها ضمن المعاناة الموجودة".
واعتبر الشاويش قضية اللاجئين القادمين من سوريا "جزءاً أصليا من جوهرة القضية الفلسطينية وقضية عودة اللاجئين".
وتعاني تلك العائلات، وفق الشاويش، من صعوبة في الاندماج بالمجتمع الغزي، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية وتأثيرها على الأوضاع الاجتماعية.
ويفاقم من معاناة هؤلاء اللاجئون، عدم امتلاكهم لرقم وطني (هوية)، حيث يعيق ذلك الكثير من المعاملات الرسمية، بحسب الشاويش.
وعلى هامش اللقاء، أطلقت الهيئة، حملة تغريد على وسائل التواصل الاجتماعي لمناصرة الفلسطينيين القادمين من سوريا، عبر إطلاق هاشتاج "لاجئين_من_سوريا_لغزة".