الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكويت.. وهاجس التطبيع

نشر بتاريخ: 15/01/2019 ( آخر تحديث: 15/01/2019 الساعة: 17:59 )
الكويت.. وهاجس التطبيع
بقلم: الصحافي الكويتي دهيران مرمح أبا الخيل
تشرفت خلال الشهر الماضي بزيارة دولة فلسطين الحبيبة بدعوة من النقابة الفلسطينية لحضور اجتماعات اللجنة التنفيذية في الإتحاد الدولي للصحافة في مدينة رام الله، والتقيت مع الزملاء أعضاء اللجنة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكتبه وسمعت من فخامته كلمات الثناء والإشادة لما قدمته ولا زالت تقدمه دولة الكويت للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في المحافل الدولية والعربية والعلاقات المتميزة التي تربطه مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والقيادة الكويتية بل أنه لازال يتذكر إنطلاقة الثورة الفلسطينية منذ بدايتها مع الرعيل الأول.
كما أنني تشرفت بلقاء مناضلين وأبطال قضوا أجمل سنين أعمارهم في سجون الإحتلال وقدموا أروع الملاحم في التضحيات التي تسطر بماء الذهب في الدفاع عن فلسطين الحبيبة.
ولإن فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعلم أن في الكويت صحافة حرة وآراء متعددة ومشارب مختلفة فهو يعي جيداً أن ما يعنيه هو الموقف الرسمي لدولة الكويت في موضوع التطبيع مع إسرائيل وهو الموقف الذي أكده سمو الأمير حفظه الله والقيادة الكويتية في أكثر من مناسبة أن دولة الكويت ستكون آخر دولة تطبٓع مع إسرائيل وبالتالي فإن أي صوت آخر يخرج من هنا وهناك لايمثل سوى قائله.
ولإننا دولة مؤسسات فإن أي قرار لابد وأن يمر من خلال السلطة التشريعية والتنفيذية التي كانت لها مواقف سابقة من مسألة التطبيع وبالتالي فمواقف الكويت ليست محل مزايدة أو تخضع لأهواء شخصية.
ولكي أكون دقيقاً أكثر كم مشروع قانون قدم من خلال ترؤس دولة الكويت لمجلس الأمن يتعلق في فلسطين وكانت دولة الكويت سباقة في محاولة تمريره لصالح فلسطين والشعب الفلسطيني الشقيق وهذا والله ليس تمنناً بل هو واجب الشقيق تجاه شقيقه لاننا تربينا منذ الصغر على أن قضيتنا هي القضية الفلسطينية التي نتمنى أن ينعم شعبها بالحرية والإستقرار حالها كحال الشعوب العربية الأخرى.
وهذا والله ليس رأيي وحدي بل هو رأي الغالبية العظمى من الكويتيين الذين يتمنون أن يزوروا القدس عاصمة دولة فلسطين ويصلوا في المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام وأن يتحرر من دنس الصهاينة ويطوفوا في رحابه الطاهرة وتعود هذه الأرض العربية إلى شعبها الأصيل.
لذلك فإنني أؤكد أن الكويت قيادة وشعبا لن تتزحزح عن موقفها الواضح مع الشعب الفلسطيني ولن تهرول تجاه التطبيع مع المحتل الإسرائيلي وسنناصر الأشقاء حتى عودة كامل التراب الفلسطيني رغماً عن أنف الصهاينة المحتلين، وسنكون كما أكد سمو الأمير آخر دولة تطبع مع إسرائيل شاء من شاء وأبا من أبا ونقطه آخر السطر.
__________________
*عضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للصحافة
* عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية ومدير الجمعية