الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تشاد وإسرائيل... خطوة الاجتياح الصهيوني لافريقيا

نشر بتاريخ: 17/01/2019 ( آخر تحديث: 17/01/2019 الساعة: 17:47 )

الكاتب: موسى ازرق

ماذا يريد الكيان الصهيوني من اجتياح أفريقيا؟ هل بدأ بالفعل تنفيذ خطته البديلة وهي غزو أفريقيا واستغلال الضعف السياسي والاقتصادي لبلدانها ولماذا اختار هذا التوقيت تحديدا ولماذا منطقة وسط أفريقيا وإن كانت له خطوة مسبقة في غيرها ثم لماذا تشاد.وفي وتيرة متسارعة يتم تبادل الزيارات بين الجانبين ؟؟كلها أسئلة يكتنفها الغموض لكنها تشي بتأجيج الصراع مرة أخرى في بلدان لم تزل تودع رائحة الحرب الأهلية من خلال جلب الأسلحة بصفقات ثمينة تحت طائلة التعاون الاقتصادي.
معروف أن الكيان الصهيوني يستهدف أبرز القضايا الأفريقية واستغلالها لبسط نفوذه منذ عقود تحديدا الصراعات الداخلية والحروب الأهلية واستحداث بعض المجريات وجعلها نتيجة حتمية لبروز الاختلافات ثم التدخل في دعم بعض الأطراف وإدارة الصراع كطرف خارجي موجود بالفعل وغائب عن الظهور في الساحة. وهو أمر لم تكتشفه كثير من الدول الأفريقية على مستوى نخبها السياسية لأن طبيعة مجريات هذا التعامل لا تتم إلا مع طرف واحد فقط وهو الطرف الحاكم أيا كانت طبيعة نظام حكمه ولذلك نرى استمرارية غالبية الحكام في أفريقيا وفشل الثورات السياسية مالم تكن مسلحة. وهي مطلب للاجتياح من الطرف الثالث الذي يدير لعبة الصراع.
ثم نلاحظ اليوم توغل الكيان الصهيوني بصورة مباشرة في أفريقيا بعد تعزيز ثقته في كثير من الأنظمة أن يعمد على فتح علاقات دبلوماسية ليستغل الود السياسي الذي غالبا ما يضغط عليه بوسيلة الدعم الاقتصادي والأمني. وهي خدعة يموت عليها فقراء الحكم في أفريقيا ولوكانت على حساب الشعوب التي في الغالب لاتقف ولا تدعم هذه الخطوات. وبذلك باتت أفريقيا هي الوجهة الاستراتيجية التي يقصدها الكيان الصهيوني الجديد والتعامل معها وتطوير العلاقات بمايتناسب مع كل مرحلة يقدم عليها تارة باستغلال الحروب في بعضها وتارة بالتعاون في مختلف المجالات بحيث تصبح دائما علاقة المصالح هي الطرف المحرك والضاغط فضلا عن الجانب الأمني بمفهومه القريب والبعيد الذي يجعل من أفريقيا قاعدة أمنية لإسرائيل وسوقا اقتصادية لعرض منتجاتها.

تشاد واسرائيل والعلاقات المتسارعة
لم يكن متوقعا من ذي قبل أن تكون مجريات العلاقات بين تشاد والعدو الإسرائيلي بهذه الصورة التي برزت للعالم اليوم وكانت محض استغراب لدى الكثيرين بحكم المواقف المتكررة من تشاد في دعم للقضية الفلسطينية واستمرارية التنافر في العلاقات التي قطعها نظام تمبلباي في مطلع سبعينيات القرن الماضي ولم يلاحظ لها بعد أي تبادل ولو بشكل سري إلا في السنوات الأخيرة التي غير فيها العدو الإسرائيلي طريقة التوجه إلى أفريقيا وكانت ثمة لقاءات خارج البلاد عزت إلى نوع من الجدية نتج عنها مؤخراً توجه ديبي لإسرائيل في زيارة رسمية انتقدتها غالبية الأوساط الشعبية والنخب السياسية في تشاد
وعزى كثيرون أهدافها إلى الغموض،!! وأبرز مايمكن تفسيره هو الجانب الأمني وجلب السلاح بحكم طبيعة الوضع في تشاد وتهديد الإرهاب والجماعات المسلحة في منطقة حوض بحيرة تشاد فضلا عن الثورات المسلحة في شمال وشرق البلاد وانفلات الأمن على الحدود الليبية التشادية. والتي كلها عوامل قلق ومصدر إزعاج لنظام ديبي. ثم بعدا آخر يقال أنه اقتصادي ويرتكز على اعتماد وسائل مستحسنة في الإنتاج الزراعي.
لكن مالم يتم معرفته حتى الآن هو لماذا ابتعاث أفواج بشكل سري ومستمر إلى إسرائيل؟ هل هو تجنيد استخباراتي أم حركة تمهد لفتح الباب على مصراعيه لدخول كلا الطرفين على الآخر مع العلم أن وفدا إسرائيليا بنفس القدر يزور تشاد من حين لآخر وبذات القدر من السرية أيضا.
وبالرغم من أن ديبي هو من بادر بالزيارة إلى إسرائيل فسر الكثيرون حوجته هو في ظل المرحلة التي يمر بها نظام حكمه وطبيعي أن يلجأ إلى من يرى فيه مرتكزا يمكنه من الحصول على الدعم كما لم يحدث لأول مرة
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا زيارة نتنياهو إلى تشاد والتي يرتقب أن تكون نهاية الأسبوع وماهي أبعادها ولماذا التسارع أو وضعها تحديد في هذا التوقيت أم هي إجابة على التساؤل الذي لا زل يخيم على أذهان الكثيرين.. من الذي بدأ بالهرولة إلى الآخر..؟
فالأيام القادمة حبلى بالإجابات.