الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحدي 10 سنوات...

نشر بتاريخ: 21/01/2019 ( آخر تحديث: 21/01/2019 الساعة: 13:14 )

الكاتب: رامي مهداوي

دخل عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" و"انستجرام"، في حالة من الحنين إلى الماضي والبحث فيه، بعدما انتشر تحدٍ جديد ينشر فيه كل شخص صورته الحالية وصورته قبل 10 سنوات. وبدأ التحدي بهاشتاج (years challenge10#)، لهذا فإن أغلب الصور التي تتم مشاركتها، في إطار التحدي الحالي التقطت في سنة 2009.
هذا التحدي أخذ أشكال مختلفة بحسب الشخصيات المشاركة والقطاعات المنتمية لها من فني، ثقافي، اقتصادي، اعلامي، رياضي، ملكات جمال، رجال السياسة، عارضين الأزياء؛ وأيضاً بحسب التنوع الجغرافي والثقافي وانعكاساته من حيث المضمون، وأخذ التحدي عند الكثير من النشطاء أبعاد فكاهية ساخرة وبالأخص الجوانب الإجتماعية والسياسية.
وعلى الرغم بأن ما سأقوله في هذه الفقرة ليس هو موضوع المقال لكن يجب الإشارة لما قالته الباحثة الأمنية الإلكترونية، كيت أونيل: "إن نشر تلك الصور في ذلك التحدي يكون بمثابة تدريب لخوارزمية التعرف على الوجوه وخصائصها المرتبطة بعمر المستخدم، على نحو اكثر تحديدا بناء على مدى التقدم في العمر، وهو ما يظهر على سبيل المثال كيف سيبدو الناس وهم يتقدمون في العمر".
على أي حال، وضمن متابعتي لهذا التحدي هناك من استثمر هذا التحدي بما يخدم أجنداته بإستعراض إنجازاته وخير مثال المطبخ السياسي في الرئاسة المصري الذي استعرض بعض الصور للمشروعات القومية في عام 2019 والأماكن التي دشنت فيها قبل 10 أعوام مثل: قناة السويس الجديدة، مشروع جبل الجلالة، مشروع قناطر أسيوط الجديدة.
وهنا وبالسياق الفلسطيني لهذا التحدي، لو كنت صانع قرار في الماكنة الإعلامية الحكومية لقمت بإستثمار هذا التحدي العالمي بإطلاق حملة تُعري هذا الإحتلال الصهيوني من حيث ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسان الفلسطيني خلال 10 سنوات الماضية فقط وربط ذلك في الملهاة الفلسطينية.
وذلك بالتركيز على مختلف جوانب الحياة الفلسطينية في ظل الإحتلال من حيث: الشهداء، الأسرى، الجرحى، اللاجئين، الإستيطان الإستعماري من مختلف جوانبه، حرية التنقل والحواجز، العقاب الجماعي، قطاع غزة من زواياه المختلفة، القدس. وربط كل ذلك في حقوق الإنسان
مثل هكذا تفكير بحاجة الى تظافر كافة الجهود من قبل المؤسسة الفلسطينية في القطاع الحكومي والأهلي والخاص، وتجنيد كل الطاقات الشبابية الفلسطينية المنتشرة في العالم؛ مما يُعيد التذكير في القضية الفلسطينية التي بدأت منذ وعد بلفور.
علينا المشاركة في هذا الهوس بالحملة بإستثماره لمصلحة قضيتنا الفلسطينية، وإشراك شخصيات عالمية تتناول هذه الفترة بطريقة ابداعية تخدم الأهداف التي سنضعها لإستراتيجيتنا المنبثقة من هذا التحدي، وقد يكون السؤال المركزي للتحدي كيف سيكون شكل قضيتنا الفلسطينية بعد 10 سنوات اضافية لعمر الإحتلال اذا ما استمر على هذا المنوال؟!!

للتواصل:
[email protected]
فيسبوك RamiMehdawiPage