الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عروبة فلسطين..

نشر بتاريخ: 29/01/2019 ( آخر تحديث: 29/01/2019 الساعة: 17:15 )

الكاتب: ماهر حسين

بات من المتكرر سماع بعض الأصوات العربية في مجال الإعلام أو الصحافة أو من قبل بعض نشطاء التواصل الإجتماعي الباحثين عن شهرة حيث تحاول هذه الأصوات تمرير رسالة تبرر إقامة علاقات عربية – إسرائيلية بعيدا عن الحقوق الفلسطينية والبعض كذلك يطالب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن يتم التوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية يسمح للشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية وكرامة وسلام على أرضه المحتلة عام 1967م حسب ما تنص عليه القرارات الدولية.
طبعا هذا النوع من المواقف يجذب بعض الجهله والباحثين عن شهره أو الراغبين بالمــــــال ممن باعوا أنفسهم وهويتهم وطبعا تحظى هذه المواقف الشاذه وأصحابهـــــــا بدعم أصحاب الأجندات المشبوهه والمعادية.
كل تلك التصريحات بمثابة بالونات إختبار للمواطن العربي لمعرفة مدى قبوله لإسرائيل وللعلاقات الطبيعية مع إسرائيل قبل إستعادة الحقوق الفلسطينية العربية، حيث وفي الغالب يقف خلف هذه التصريحات ويقوم بتحليل ردة الفعل عليها مراكز متخصصة بصناعة الرأي العام أو مراكز دراسات وأبحاث إستراتيجية.
طبعا في علوم صناعة الرأي العام هناك دوما محرمات يجب أن لا يتم تجاوزها عند الترويج لفكرة نريد للرأي العام أن يؤيدهــــــــــــــا، نتحدث عن العادات والتقاليد والدين والثوابت الوطنية والقومية بالإضافة الى كل ما يتعلق بالإنسانية من قيم ولهذا أقول بأن الرأي العام سيبقى مؤيد للحرية ضد الإحتلال وللسلام ضد الحرب.
ولهذا قلت وأكرر بأن إنسانية الفلسطيني كما هي عروبته هي جزء من شخصيته ومن قضيته ويجب أن نحافظ عليه ولهذا كمثال لا أخشى أن أعبر عن إستنكاري ورفضي التام لأي قتل على خلفية الدين أو العرق أو اللون ولهذا أرفض التطرف والعنصرية رفضا تاما.
ومن باب الثوابت والعادات والتقاليد والدم الواحد ومن باب إيمانا المطلق بعروبتنا نقــول لكل من يريد أن يُضعف فلسطين وقضيتها العادلة بأن فلسطين ثابت في الضمير والعقل العربي وهي جزء أساس من ثقافة العربي وشخصيته وبالتالي التحريض على الفلسطيني عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومحاولة عزل فلسطين عن الأمة العربية هي محاولات فاشلة وكل ذلك سيفشل ولن يمر.
فلسطين المحتلة وكما هي قضية الفلسطيني فهي حتما قضية كل عربي من المحيط الى الخليج وستبقى فلسطين في قلب كل عربي كجزء منه ومن هويته هذا هو الثابت وكل أصوات تخرج عن هذا الثابت بالدعوة للتطبيع هي مجرد أصوات شاذه يجب التعامل معها بالإهمال ، وبالمقابل على الفلسطيني أن يعي بأنه موقفه الشخصي عبر الكلام والكتابة وبشكل خاص على وسائل التواصل الإجتماعي يجب أن يكون بمنطق المسؤول الحافظ لوطنه ولعروبته فلا يجب أن نشتم أو أن نتدخل في أمر خلافي في أي دولة عربية ويجب دوما التأكيد على عروبتنا.
بالنسبة لي أعي بأن المتغيرات السياسية والأخطار المحدقه بالمنطقة العربية أقتضت بعض المناورة السياسية في أمر العلاقات العربية – الإسرائيلية ولكن هذا الأمر يجب أن لا يصل للشعب العربي، وهنا لا أبرر لأحد وأدعو كل عربي بأن يتمسك بالثابت القومي المطلوب الحفاظ عليه وببساطة هو الحل السياسي لقضية فلسطين ومن ثم التطبيع والعلاقات.
بالنسبة لي ولكل عربي إن قيام دولة فلسطين على أراضينا المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية هو المدخل للسلام وللأمن وللأمان في المنطقة وهو أساس قيام علاقات عربية - إسرائيلية في كل المجالات حيث أن مشكلتنا هي الإحتلال وفقط فإذا خرج الإحتلال من أرضنا فلقد زال الصراع.
كل ذلك أشرت له لأتحدث في قادم الأيام عن (حفلة وتكريم) أثبت لي هذا الحفل والتكريم ما هو مثبت بأن عروبة فلسطين باقية وخالدة وهي جزء من الضمير العربي.
سأكتب في قادم الأيام عن تكريم مجلس العمل الفلسطيني في دبي والإمارات الشمالية للموسيقار الجزائري نوبلي فاضل والفنان الكبير لطفي بشناق والفنانة الفلسطينية منال موسى في حفل كبير ومييز في أمريكية الشارقة بشارقة الإمارات والعرب في عرض تراثي فلسطيني أصيل لفرقة الحنونة للفنون الشعبية القادمة من الأردن الشقيق.