الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر وارسو يقضي على أوسلو ويسلخ جلد تل أبيب

نشر بتاريخ: 09/02/2019 ( آخر تحديث: 09/02/2019 الساعة: 14:03 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

يعتمد نجاح أو عدم نجاح مؤتمر وارسو المزمع بعد أيام في العاصمة البولندية على غياب بعض الدول، ولا يعتمد على حضور الـ70 دولة الاخرى. لأن الأجندات التي رسمها البيت الابيض تعتمد على فكرة محاربة العرب لأنفسهم وان يذبحوا بعضهم البعض من دون مساعدة خارجية، ومحاربة ايران حتى ينقطع النفس عند العرب وعند ايران، وبعد ذلك تدفع جميع الاطراف المال مقابل الفكرة لترامب وخزينته.
الجيش الامريكي لن يحارب مجانا، هذا ما قاله ترامب واذا كانت افغانستان او اليمن أو العراق وسوريا والسعودية ودول الخليج العربي تريد التوقف عن الحروب فهذا ممنوع وعليها أن تشتري المزيد من السلاح الامريكي أولا، وأن تقتل نفسها بهذا السلاح ثانيا، وان تدفع للشركات الامريكية 3 اضعاف السعر المضاعف، مرة سعر خيالي مقابل اسلحة لا تلزم أصلا ، وثانيا للحماية السياسية (خاوة) وثالثا للسماح بإعادة الاعمار، السعر للمرة الرابعة ستدفعه معظم الحكومات لقاء بقاء الانظمة في الحكم.
فكرة المؤتمر العامة هي إعادة ترسيم الشرق الأوسط من جديد كما تعتقد الاحزاب الصهيونية. ورغم أن العنوان هو وضع حد للنظام الايراني الا ان المقصود (تحطيم ايران مثلما جرى تحطيم العراق ونهب النفط فيها)، ورغم أن العنوان الثاني هو البحث عن حل للصراع العربي الاسرائيلي الا ان الحقيقة هي (تصفية القضية الفلسطينية ونهب ثروات الخليج ونقلها لتل ابيب وتحويل العرب جميعهم الى عبيد وخدم عند الخواجا).
ايران لن تحضر، وفلسطين لن تحضر.. اما مصر، وسواء حضرت أو لم تحضر فان موقفها سيبقى شوكة في حلق تل ابيب ولن تستطيع دويلة عنصرية مثل اسرائيل إبتلاع امبراطورية مثل مصر حتى لو رغبت في ذلك.
ويعتمد الموقف الآن على طريقة تعامل السعودية مع هذه المؤتمر. وقد تحضر السعودية ودول عربية أخرى هذا المؤتمر، وقد تمتنع ويبقى الأهم هو شكل الحضور وشكل الامتناع.
ترامب لا يملك ولا يريد انهاء الصراع الايراني السعودي على ضفتي الخليج، وترامب لا يستطيع ولا يريد البحث عن أي حل عادل للقضية الفلسطينية، وإنما يريد دس اسرائيل في مصاف الدول "العاقلة" التي تبحث عن حلول.
ازمة فنزويلا وتباعا كل الازمات الاخيرة التي فجرتها أمريكا في دول العالم ومحاولة تخريب هذه الدول، كانت اسرائيل ومخابراتها وشركاتها وعصاباتها شريكا في تخريب هذه الدول.
مؤتمر وارسو عبارة عن اجتماع لزرع المزيد من الانقسام والنزاع بين الدول حفاظا على اسرائيل ومصالح الشركات الامريكية.. ولكن ما لا يخطر ببال ترامب أن الشرق الاوسط يمتلئ الآن بعشرات آلاف المقاتلين الذين لا يحلمون سوى بشيء واحد: ضرب حبيبته تل ابيب.
وسواء رغبت الدول العربية الليبرالية وعلى رأسها السعودية والامارات ومصر وفلسطين والاردن، أو لم ترغب هذه الدول، فان هناك جماعات ومقاتلين وكتائب ومجموعات مسلحة تشتري الصواريخ والبنادق والمتفجرات ولا هم لها في هذه الحياة سوى تدمير اسرائيل واقتلاعها من جذورها، وان مؤتمر وارسو سيقتل اوسلو ويضعف الدول العربية فوق ضعفها، ويقوي عزيمة القتال ضد الاحتلال وضد أمريكا.