الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التجمُّع الديمقراطي وشراكة "الديموقراطية هي الحل"!

نشر بتاريخ: 13/02/2019 ( آخر تحديث: 13/02/2019 الساعة: 12:31 )

الكاتب: عبد اللطيف مهنا

يبشّرنا "التجمُّع الديموقراطي"، الذي تم تشكيله كطرف ثالث في الساحة الفلسطينية مؤخراً، بأنه لم يتوانَ فباشر أولى مهامه النضالية الإنقاذية فيها. كانت باكورتها أنه بادر فأفتى باجتهاده في إشكالية حل أزمة العمل الوطني برمتها..
بدأ ذلك بتذكيرنا، على قاعدة وذكّر عسى أن تنفع الذكرى، بأن "المشروع الوطني في خطر".. ولم يني فشخَّص العلة بردَّها إلى معضلة خلل في "مفهوم الشراكة" لدى "طرفي الانقسام" في هذه الساحة...حسناً، والعلاج؟
لقد تكفلت به ما ابتدعته وصفة له اتحفنا بها، يراها الناجعة وعنده هي الكفيلة ب"رأب الصدع وتوحيد الساحة"، أو هذه التي تضمَّنتها مبادرة توحيدية يطرحها الآن ويعلي يافطتها القائلة بأن "الديموقراطية هي الحل"، وتواضعاً منه يطلق عليها " أفضل السيء"، أما ترجمتها فيبدو عنده أنها من السهولة بمكان، إذ هي لا تعدو مجرَّد اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، سيترتب عليها تلقائيا، إن تمت وفق ما هو المنشود منها، اصلاح الخلل، أي تستقيم حينئذٍ الشراكة المفتقدة فتتوحَّد بالتالي الساحة، ويتم من ثم إنقاذ "المشروع الوطني" وكان الله بالسر عليم!
ديموقراطية "التجمُّع الديوقراطي"، بدلاً من طرح البديل، ما من بأس عندها في إرساء بنيانها التصالحي الديمقراطي المهيب داخل القفص الأوسلوي إياه، كما لا يعيبها في نظر تجمُّعها عدم التفات منها لغياب برنامج اجماع حد أدنى وطني نضالي ومقاوم.. زد عليه، أن من مفارقات سماتها الإعجازية أنها قفزت على ربع قرن اوسلوي كارثي ونحَّته جانباً، وتطمح في أن ترأب صدعاً بالجمع بين ما يفترض أنهما نقيضان، وبالتالي يفترض أنهما لا يلتقيان إن هما ظلا على ما هما عليه، وهما، المقاوم، وأقله، رافع شعار المقاومة، والمساوم، بل المساوم حد التفريط، وصولاً لدرك مشاركة المحتلين ملاحقة المقاومين، وحصار شعبهم، نضالياً في الضفة، وتجويعياً في غزة.. أي موضوعياً جرّ الأول إلى ملعب الأخير، وعلى أساس برنامجه الانهزامي، أي إلى ما تحت حذاء المحتلين!

..أولهذا تجمَّعوا، ومن أجله صاروا طرفاً ثالثاً؟!