السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

موسكو تفشل في ذوبان جليد المصالحة

نشر بتاريخ: 14/02/2019 ( آخر تحديث: 14/02/2019 الساعة: 10:05 )

الكاتب: عز عبد العزيز أبو شنب

انتهت في العاصمة الروسية موسكو جولة من اللقاءات الفلسطينية بمشاركة ممثلين عن عشر فصائل فلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، إضافة إلى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والجهاد الإسلامي.
فهذه اللقاءات مع قادة الفصائل الفلسطينية في موسكو تهدف الى تقليص الخلافات بين القوى الفلسطينية بما يخدم المصالحة الوطنية ومحاولة طي ملف إنهاء الانقسام ولكنها لم يكتب لها النجاح وتعثرت كما تعثرت الجولات السابقة من المباحثات التي استضافتها القاهرة، خاصة وأن نتائجها انعكست على أرض الواقع، من خلال تصريحات الطرفين، وآخرها تحذير الرئيس محمود عباس بتحميل حماس المسؤولية عن إدارة القطاع.
تبدو مهمة موسكو ومصر في إعادة إحياء المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح" صعبة للغاية، في ظل الافتراق الواضح بين طرفي الانقسام الفلسطيني، وفي ظل المبادرات الفاشلة لعودة السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة.
ان فشل مبادرات المصالحة والأوضاع السياسية المتدهورة تنذر بخطر قادم على قطاع غزة بعد أن أصبحت الأجندات والقرارات الاقليمية هي المتحكم الوحيد علي أرضها منذ سيطرة حماس على غزة قبل 12 عاماً.
اتسعت في الفترة الأخيرة الهوة بين طرفي النزاع عقب التفجير الذي استهدف موكب رئيس الحكومة رامي الحمدالله، شمال غزة، وعقب حملة الاعتقالات التي طالت قيادات وعناصر حركة فتح والاجهزة الأمنية التابعة للسلطة والتي أدت الي انسحاب السلطة من ادارة معبر رفح، وتبادل الاتهامات بين الطرفين والتي أوصلت الأوضاع الداخلية إلى قطيعة شبه تامة، مشابهة تلك الفترة التي تلت الانقسام الفلسطيني مباشرة
ان عدم جدية حركة حماس في جولات المصالحة يعني أنها لا تريد تمكين الحكومة، ولا تريد حسم المسائل التي طرأت من الجباية والقوانين، وضبط السلاح الداخلي (ليس سلاح المقاومة)، وأن تمسك حماس باتفاقيات 2011 وتخليها عن تفاهمات 2017 يعني أنها لا تريد تمكين الحكومة ولا تريد مصالحة حقيقية"، مشيرا إلى أن اي جولة مقبلة ستفشل ما لم تتراجع حركة حماس عن ذلك، وما لم تقم بتمكين الحكومة، وبدون ذلك فإنه لا معنى لاي مصالحة.
وكذلك مازالت حماس ترفض إجراء الانتخابات، وبالتالي سيكون التوجه الى إجرائها للفصائل المنضوية ضمن إطار منظمة التحرير في الضفة الغربية، وهو ما سيشكل حرجا لحركة "حماس" التي ستبدو خارج سرب الإجماع.