الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الديمقراطية من حوار موسكو: الانقسام السبب الاساسي للمشكلة الوطنية

نشر بتاريخ: 16/02/2019 ( آخر تحديث: 16/02/2019 الساعة: 13:27 )
الديمقراطية من حوار موسكو: الانقسام السبب الاساسي للمشكلة الوطنية
بيت لحم- معا- دعا فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حركتي فتح وحماس إلى التراجع عن أية خطوات من شأنها أن تعمق الإنقسام وأن تزيد من قضايا الخلاف، في إطار الإنقسام القائم بينهما.
وقدم سليمان وجهة نظر الجبهة ومداخلتها إلى طاولة الحوار الفلسطيني الذي شهدته العاصمة الروسية موسكو، في الفترة 11-13/2/2019 بدعوة من معهد الإستشراق في وزارة الخارجية الروسية.
ودعا إلى حوار ناضج ومسؤول يقود إلى الوصول إلى التوافق على ورقة سياسية "إعلان موسكو" وعلى التحرك سياسياً في المحافل الدولية للدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة والتصدي للمخطط الأميركي المسمى صفقة ترامب أو "صفقة القرن".
وقال سليمان "في هذا الإجتماع نتوجه بخطابنا إلى حركتي فتح وحماس، كون الخلاف بينهما، وما نجم عنه من تداعيات، هو السبب الأساس في المشكلة الوطنية الراهنة التي نواجهها تحت عنوان الإنقسام الداخلي، وفي هذا اللقاء لسنا مطالبين باجتراح حلول لطي صفحة الخلاف، لكننا بأقله نستطيع أن نتقدم خطوات نحو الحل، بالنسبة لعدد من القضايا التي نفترض أنه لا يدور خلاف عليها، كونها صادرة عن، لا بل مغطاة بقرارات من المؤسسات الرسمية الفلسطينية، فضلاً عن الاجماع الفصائلي إلى جانب الشعبي عليها، وفي هذا الإطار نخاطب الحركتين، بما يتوجب عليهما القيام به، بادئين بحركة فتح".
وتوجه إلى حركة فتح قائلا ان حركة فتح مطالبة، أولاً، بتنفيذ قرارات المجلس الوطني في دورته الأخيرة، فضلاً عن قرارات دورات المجلس المركزي المتلاحقة منذ الدورة 27 في آذار 2015، وهي التي حددت الخطوات اللازمة للخروج من إلتزامات إتفاقات أوسلو المجحفة، بدءاً من سحب الإعتراف بدولة إسرائيل مالم تعترف بدولة فلسطين بحدودها وبعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 67، مروراً بوقف التنسيق الأمني، وإنتهاءً بفك الإرتباط بإملاءات بروتوكول باريس الإقتصادي، مضيفا ان تنفيذ هذه القرارات يفتح الطريق أمام صياغة قاعدة سياسية تتسع لالتقاء جميع فصائل العمل الوطني عليها، قاعدة ينهض عليها كما طالب بعض الزملاء مشروع البرنامج الوطني، الجامع السياسي المشترك للكل الفلسطيني.
وتايع حركة فتح مطالبة ثانياً بمواصلة الحوار الوطني، فليس صحيحاً أن لا لزوم له باعتبار أن الاتفاقات الموقعة (وبخاصة إتفاق 12/10/2017 المعطوف على بيان الفصائل في 22/11/2017، وحدها، تقدم الحلول الناجزة لمشكلات الإنقسام الفلسطيني والمشكلات الوطنية عموماً.
وثالثاً بتجنب الإقدام على أي خطوة تؤدي إلى تعميق الإنقسام القائم، كالدعوة المنفردة لإجراء إنتخابات التشريعي على سبيل المثال، أو غيرها من الخطوات المنفردة التي تكررت على نحو مقلق في الفترة الأخيرة؛
كما أن حركة فتح مطالبة بأن تترك حصار غزة لإسرائيل وحدها، ولا داعي، بل كل الضرر من أي شكل من أشكال الإجراءات العقابية، التي تضيف – لكن هذه المرة بالمساهمة الفلسطينية إلى الحصار حصاراً.
وخاطب سليمان حماس قائلاً: المطلوب من حركة حماس، اولاً، أن تبدي إستعدادها للتراجع، لا بل أن تتراجع عن أية خطوات يُشتم منها السعي لخلق مرجعية سياسية موازية لمنظمة التحرير. وفي هذا السياق نؤكد على الأهمية الوطنية الفائقة لصون المكانة القانونية والسياسية والتمثيلية لمنظمة التحرير، باعتبارها الشرط اللازم لصون الإعتراف بحق تقرير المصير وبالحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين، وذلك بمعزل عن الملاحظات التي يُمكن، بل يجب أن تُبدى على أداء مؤسسات المنظمة ودورها وديمقراطية علاقاتها وضرورة إصلاحها الخ..، ومن اللجنة التنفيذية إبتداءً.
وثانياً على حماس التراجع عن الدخول بأي إتفاق ينطوي على حمولة سياسية تلحق الأذى بوجود مرجعية رسمية غير تلك التي تمثلها منظمة التحرير، كما كان الحال في التعاطي مع المساعدات القطرية، حتى لو كان الغرض منها هو المساهمة في تغطية الإحتياجات المعيشية الملحة لشعبنا في غزة، إن ما خص رواتب الموظفين، أو تأمين الخدمات في الكهرباء وغيرها.
وثالثاً من حماس أن لا تقدم على خطوات تؤدي عملياً إلى إنفرادها بقراري التهدئة والتصعيد.
وخيراً المطلوب من حماس أن تبدي إستعدادها للمشاركة في الهيئات القيادية لمنظمة التحرير، بمعزل عن المطالبة حتى لو كانت محقة بتمثيل يعكس الحجم والنفوذ وما شاكل؛ فالمشاركة في السياق الذي نعنيه، مقصودة بالمعنى السياسي ليس إلا، تمهيداً للحل الوطني الديمقراطي الأشمل.
وأضاف سليمان "ما سبق ينقلنا الى النقطة الأساس التي من خلالها ستعيد الحركة الوطنية الفلسطينية صياغة أوضاعها، بما فيه، وبخاصة نظامها السياسي من خلال إنتخابات شاملة بقانون إنتخابي يقوم على النسبية الكاملة، الأمر الذي ينبغي التحضير له بكل الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها تشكيل حكومة إنتقالية تتمثل فيها جميع الأطراف، تتحدد مهمتها بتنظيم ومتابعة العملية الإنتخابية بكل أوجهها".
وقال ان الحوار في موسكو يرمي إلى تسليح الأصدقاء الروس بالموقف السياسي الذي يساعدهم في المسعى السياسي متعدد المستويات، دولياً، إقليمياً، للدفاع عن الحقوق الوطنية ومواجهة المخطط الأميركي من خلال ما يسمى بـ صفقة القرن الرامي إلى تصفية الحقوق الوطنية للشعب، ورفض وصم نضال الشعب الفلسطيني بـ"الإرهاب"، وصون قرارات الشرعية الدولية الضامنة لحقوقنا الوطنية التي تسعى إدارة ترامب لتدميرها.
وختم "هذه هي القضايا المباشرة المطروحة علينا، التي لا يجب أن ينشب خلاف حولها، لذلك دعونا نقدم ورقة سياسية في بيان مشترك يؤكد على هذه الأمور، وينأى بنفسه عن قضايا الخلاف أو نقاط التباين، فلسنا هنا لإبرام إتفاق رسمي يتعلق بقضايا مطروحة للتنفيذ فيما بيننا، ولا للإتفاق على كل شيء، بل على ما يساعد أصدقاءنا على مساعدتنا، وعلى ما يصون الأساس في أهداف نضالنا الوطني، فما لا يدرك كله، لا يترك جله".