الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد وارسو... ما العمل؟

نشر بتاريخ: 17/02/2019 ( آخر تحديث: 17/02/2019 الساعة: 12:23 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

انتهى مؤتمر وارسو إلى فشل ذريع بشكل عام ولكل من الرئيس الأمريكي ولمجرم الحرب نتنياهو خاصة للأسباب التالية: 

بالنسبة لترامب:
اولا : أن المؤتمر لم يخلص إلى وضع خطة عمل لتحقيق أهداف الاجتماع الذي حددتها الإدارة الأمريكية.
ثانيا : انخفاض مستوى التمثيل لدول الإتحاد الأوروبي مما يمكن تفسيره بالاقرب للمقاطعة منه للمشاركة.
ثالثا: مقاطعة الدول الكبرى روسيا والصين للمؤتمر مما أفقده صفة مؤتمر دولي.
رابعا: رفض القيادة الفلسطينية المشاركة بالمؤتمر ووصفه بمؤتمر تآمري لتصفية القضية الفلسطينية لحساب المشروع الصهيوني العنصري الإرهابي.
خامسا : الفشل بانتزاع موافقة عربية على صفقة القرن وما الموقف الأردني والسعودي والكويتي إلا دليل على ذلك.
سادسا : الفشل الأمريكي بانتزاع إعلان باعتراف رسمي بالكيان الصهيوني من الدول العربية المشاركة بل والتنصل من تبعات المشاركة بصور جماعية واظهارها بأنها خطوة تطبيعية كما صرح بذلك مسؤول كويتي. إضافة إلى ما صرح به وزير الخارجية اليمني الذي وصف جلوسه بجانب مجرم الحرب نتنياهو بأنه خطأ بروتوكولي.

بالنسبة لنتنياهو:
■ فشل نتنياهو بعقد اجتماعات ثنائية مع معظم وزراء خارجية الدول العربية المشاركة.
■ فشله بانتزاع أي قرار يهدف للضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بصفعة القرن كما سماها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس.
■ فشله وفشل وزير الخارجية الأمريكي متكافلين متضامنين بانتزاع قرار يعترف بافرازات ونتائج سياسة الأمر الواقع التي انتهجها الثنائي المتعجرف المتعنت نتنياهو ترامب فيما يتعلق بالقدس واللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بناء على تقدم لا بد من إيلاء العناوين التالية أهمية لمواجهة المرحلة القادمة وما تحمله من تحديات وتهديدات مباشرة وغير مباشرة:
● ضرورة عقد مراجعة تقيمية للمرحلة الماضية وما اتسمت به من نزاعات واختلافات وتباينات بهدف تحديد التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار الجمعي العربي وكيفية مواجهتها.
● التوافق على استراتيجية توافقية تعزز منعة وقوة وأمن واستقرار جميع الأقطار العربية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية وغيرها.
● التوافق على رفض سياسة ترامب الهادفة لخدمة الكيان الصهيوني العنصري وادماجه بالجسد العربي.
● عدم الثقة بصداقة ترامب وإدارته وكذلك بالكيان الصهيوني الذي يمثل رمزا وعنوانا للارهاب فمصلحتهم تسموا فوق أي اعتبار آخر.
● الازدواجية الأمريكية بالتعامل مع القرارات الدولية خاصة في عهد ترامب مثال واضح على عدم إيلاء المصالح العربية وخاصة الخليجية والفلسطينية أي اعتبار فلو كان ترامب مخلصا وجادا في زعمه بأن إيران الخطر على أمن واستقرار المنطقة فلماذا لا يشارك عسكريا مشاركة فعلية ضمن قوات التحالف الدولي التي تقوده السعودية تنفيذا لقرار مجلس الأمن الصادر وفق البند السابع المتعلق بالتعامل مع تمرد الحوتيين في اليمن؟ 

ولماذا يستمر بدعم سياسة القيادة الصهيونية الهادفة لتقويض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 ؟
■ ربط مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية مع أمريكا وغيرها بمدى قرب واحترام هذه الدول للمصالح العربية واحترام سيادتها وأمنها واستقرارها.
■ رفض صفقة القرن مقدمات ومضمونا ورفض أي محاولات امريكية اسرائيلية واقليمية لتجاوز القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
■ العمل على بناء جبهة دولية مساندة للحقوق العربية بشكل عام وللحق الفلسطيني الذي يتعرض لأعتى اشكال المؤامرات بشكل خاص. 

هذا الحد الأدنى الذي تنتظره الجماهير العربية من القمة العربية القادمة المزمع عقدها في تونس.
الجماهير العربية تدعوا قياداتها للتضامن ونبذ الفرقة فهذا السبيل الوحيد للخروج من مربع الضعف إلى مربع القوة التي نمتلك الكثير من أدواتها....
الوقت يمضي لغير صالحنا اذا ما استمرت الخلافات والنزاعات ولم تصل القيادات الى تحديد معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء..