الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

بين مصالح وارسو وموسكو

نشر بتاريخ: 18/02/2019 ( آخر تحديث: 18/02/2019 الساعة: 13:25 )

الكاتب: رامي مهداوي

في فضاء مؤتمر وارسو واللقاء السنوي للمصالحة الفلسطينية الذي كان هذا العام برعاية موسكو، مشاهدات علينا عدم المرور عليها مرور الكرام وكأن الموضوع مجرد خبر عاجل مثل اجتماع نتياهو بوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي!
نعلم جيداً بأنه في ابجديات العلوم السياسية لا يوجد ثبات في العلاقات الدولية، وأساس العلاقات هو بناء المصالح وتشبيكها وتربيطها حتى يتم خلق أجواء تخدم الأهداف النهائية لمصلحة الدولة، ما حدث في وارسو ورغم كل التحفظات الا أنه يشكل درس مهم لكل من يريد أن يتعلم نظريات العلاقات الدولية.
أما ما حدث في لقاء موسكو_وكما كان متوقع_ من السقوط الدائم في الهاوية؛ فهناك أيضاً العديد من الدروس التي يجب تجنبها من ناحية، والعمل على استخلاص العبر على الصعيد الشعبي الفلسطيني من ناحية أخرى، وأقرب مثال هو اتساع الهوة بين من كان يجلس هناك في موسكو وبين الشارع الفلسطيني الذي تعامل مع هذا الحدث بالسخرية والفكاهة دون أي جدية والدليل على ذلك الكتابات المتنوعة في وسائل الإعلام الإجتماعي.
في اللقاءات السنوية لنادي المصالحة يتم مأسسة الإنقسام بناءً على مصالح الأعضاء، متناسين بأن القضية الأساسية التي وجدوا من أجلها أصبحت الآن في مرحلة جديدة، بالتالي منذ الانقلاب الأسود عام 2007 وحتى هذه اللحظة ولقاءات المصالحة حسب وجهة نظري هي تعزيز وتكريس الانقسام وأيضاً اعطاء أوكسجين إضافي لرئة الإحتلال.
ومن زاوية أخرى جعلنا من ملف "المصالحة" ملف اضافي للدول تلعب به معنا حسب مصالحها أيضاً، لهذا القضية ليست موسكو ..بيروت...مكة...القاهرة... صنعاء...الدوحة إنما أيضاً هل نقوم نحن بما يجب أن نقوم به من أجل تركيز أنظار تلك العواصم للواقع الجديد أم أننا تركناهم بأن يكونوا جزء من معادلات كان من الأجدر عدم وضع أصابعهم بها!!
بين وارسو وموسكو الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني الذي بدأت تدخل قضيته مع الإحتلال منعطف تاريخي مختلف، والرابح الوحيد هو الفكر "الصهيو امريكي" حيث بدأت قواعده تتمأسس في المنطقة العربية دون أي خسارة أو توقيع على مبادرة السلام العربية التي انتهت بطبيعة الحال كونها الآن مطبقة بأشكال مختلفة من حيث تطبيع العلاقات.
ملخص الحديث؛ يجب أن نشاهد الحقيقة دون الكذب على ذاتنا المتمثلة بأنه في وارسو كانت المصالح المختلفة للدول المشاركة أهم من قضيتنا الفلسطينية، ومصالح أعضاء نادي المصالحة في موسكو أهم من قضيتنا الفلسطينية، بالتالي علينا أن نكون مع مصلحة قضيتنا قبل الطلب من الدول أن تكون معنا.