الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

العربدة الاسرائيلية في ميزان القانون الدولي

نشر بتاريخ: 19/02/2019 ( آخر تحديث: 19/02/2019 الساعة: 11:12 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

تتلاحق الاحداث وتسير بشكلها المجنون في الاراضي الفلسطيني على كافة الصعد وتصل ذروتها الى قطع عائدات الضرائب او جزء منها، فاذا ما رفضت السلطة نهاية الشهر استلامها تكون كل العائدات خارج موازنة السلطة الشهرية، وبالتالي استحالت تنفيذ جزء كبير من التزاماتها ودخول وزارة المالية لوضع صعب جدا لم تواجهه منذ سنوات طويلة، وهذا ليس مقتصرا على ذلك وانما يترافق مع برامج انتخابية صهيونية تحرض الى درجة عالية ضد الفلسطينيين وامتداد استيطاني غير مسبوق، ولا تزال رام الله تعاني الكثير من الاغلاقات وان داخلها يحتاج الى اضعاف المدة لدخولها بفعل الحواجز الصهيونية.
فاسرائيل وعقب اجراءات البيت الابيض ضد الفلسطينيين لم تعد مكترثة لحجم الصعوبات والمضايقات التي تسببها للمواطنين الفلسطينيين وهي مؤشر خطير جدا وصل اعماقه وجوفه في معادلة السلام او التنسيق الذي جاء على اثر التفاهمات المتبادلة وبالتالي فان الاحتلال اليوم يضرب كل الامور بعرض الحائط ولم يتبقى لدى الفلسطينيين سوى التحضير لمواجهة مختلفة لم يسبق لها حالة في السنوات الماضية في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدا يمر بها المواطن الفلسطيني، وبالتالي فان الامور اشبه ما تكون بوضع الزيت في قلب النار لتشتعل الامور وان الوضع الاقليمي لن يكون على حساب الفلسطينيين بل سيكون ضد اسرائيل اولا واخيرا.
ان حالة المقاربة بين بعض المؤسسات الرسمية العربية واسرائيل لن تكون او تمنح حماية من اجل اسرائيل بل ستبقى حامية لمشروعنا الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وان الاحتلال مصيره الزوال.
ان القانون الدولي والقوانين المحلية لن تكون سوى شاهدة على اجراءات وعربدة اسرائيل المخالفة لكل ما هو قانوني، وان الاحتلال لن يكون في يوم من الايام مقبول لاي شخص مهما كان او سيكون وبالتالي فان اسرائيل وضعت الامور كلها في زواية الانفجار في وجه الجميع وحال تفجير الامور لن تعود من جديد بل سيزداد الامر سوءا، واسرائيل المذعورة من توصيات اجهزتها الامنية لن تكون قادرة طويلا على خصم مخصصات الاسرى والشهداء فهم العامل الاوحد والوحيد الذي يمكن للفلسطينيين ان يتفقوا عليه دون اختلاف، وان اسرائيل تكون قد هدمت كل شىء في حياة الفلسطينيين وبالتالي يكون القانون الدولي الشاهد برعاية اممية قد اختبرتها في قطع مساعدات الانروا قبل وقت قليل وبالتالي فان الرواتب التي تدفها السلطة هي العامل الاوحد للبقاء فان ذهب هذا العامل سيكون البديل عنف وواقع مجهول وطويل.