الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حين أتفق مع ابن الرومي...

نشر بتاريخ: 20/02/2019 ( آخر تحديث: 20/02/2019 الساعة: 11:14 )

الكاتب: عبد اللطيف مهنا

قد تروقني الكلاب لما حبتها طبيعتها من ميزات قد تنعدم احياناً لدى البشر. لكنني أمقت الكلاب البشرية، واتفق مع ابن الرومي في هجائه لواحد ينتمي لهاته الفصيلة قائلاً:
والكلب وافٍ وفيك غدر...ففيك عن قدره سُفولُ
لست هجاءً، ولا ممن يميلون إلى القسوة في إطلاق التشبيهات كيفما اتفق، ولكنما قد لا تجد مفراً أحياناً من الاضطرار إلى مثل هذا، لا سيما وأنت تجد نفسك تُكره يومياً، وحد الوجع وتخوم القرف، على مشاهدة غثاء ما يطفو على سطح برك ومستنقعات ثقافة الخنوع والاستلاب والارتزاق السبخة وشديدة الوحولة، وحيث برغمك تجبر على سماع نقيق ضفادعها السمج.
وإذ علىَّ أن أُحدد، فأنا اعني مثقفي واعلاميي مرحلة الانحدار وأبواق عار أنظمة التبعيات العربية..
أمقت طحالبها ورخوياتها اللزجة، هذه التي تتكاثر في فضائيات تلويث الوعي ومنابر الكلمة الزور، وتنمو وتسمن في مزابل مزارع الخنوع، حيث تقتات من مردود نباحها المخزي في مديح العمالة وتزيين الوضاعة.. وسائر مميزات معشر الخونة والمعاقين من ولاة أعداء الأمة على مُزق الأمة، وباتت كتائبها العاوية من أدواتهم الرخيصة في إذلالها وقهرها لإخضاعها ونهبها..
كما وأنا لا أفرّق بين أولئك النابحين، والندَّابين من جالدي الذات، ورديفهما من غادري توق الأمة للانعتاق، وعاقري احلامها، ومثبطي عزائمها، واعني بهؤلاء أولئك الخارجين من جلودهم، شاتمي أمتهم، والنابذين لهويتهم.. ولا بين هذا وهذا وذاك، وكلاب مواسم صيد العطايا والجوائز، من تلك السلوقية الصنف اللاهثة وراء ما يُخلع على المُدجَّنين، ويلقى به للمستلبين، ويُنعم به على عارضي اقلامهم وألسنتهم للاستئجار..
.. وأرخصهم وأخطرهم، هم الطامحون منهم للخروج من الحواضن المحلية إلى حيث المراتع الدولية ونيل حظوة الأخيرة، مع ادراكهم لمستحقاتها المشينة، بل والتطوُّع بدفع بعض ما هو المترتّب عليهم من رسوم القبول سلفاً وعلى الحساب.
هؤلاء هم ليسوا سوى نبت شيطاني لمرحلة ماحلة عجفاء، عابرة هي، وهي الآن عياناً آيلة للاندثار.. وكلهم، نهايات أشواطهم ساقطة ومبتذلة ودونية، ومآلاتهم عمالة وخيانة وتصهين.. أما راهنهم فديدان ترطن بالعربية بين ظهرانينا، مهمتها تشويه وتزييف وعينا ونخر دواخلنا وثلم وجداننا..
.. ضعوا هذه الفصيلة الكلبية بأنواعها في مكانها المستوجب.. ضعوها على رأس قائمة أعداء أُمتنا. صنّفوها الأخطر في هذه المرحلة المصيرية الأخطر.. وتأكدوا، أنه لا يصح إلا الصحيح.. وأما الزبد فيذهب جفاءً، والمجد، والنصر، والآتي، هو فحسب لثقافة المقاومة.