السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

زلزال انتخابي في اسرائيل

نشر بتاريخ: 21/02/2019 ( آخر تحديث: 21/02/2019 الساعة: 13:07 )

الكاتب: د.سفيان ابو زايدة

ما كان يخشاه نتنياهو وكان يحذر منه قد تحقق عندما استطاع بني غانتس ولبيد ويعلون الذهاب في الانتخابات المقبلة في قائمة مشتركة بعد الاتفاق فيما بينهم على التدوير في رئاسة الوزراء في حال فوزهم في الانتخابات وتشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو والليكود، على ان يكون بني غانتس الاول لمدة عامين ونصف وباقي المدة تكون برئاسة لبيد.
هذا التحالف بين حزبين يعتبرا من احزاب الوسط في اسرائيل يشكل تهديدا حقيقيا لنتنياهو ولمعسكر اليمين لكنه لا يضمن الفوز في هذه الانتخابات حيث من المتوقع ان يكون رد نتنياهو واليمين من خلال تشكيل تحالفات تضمن الحفاظ على الغالبية اليمينية وفي نفس الوقت تمنع تسريب الاصوات وضياعها نتيجة عدم قدرة بعض الاحزاب اليمنية على تجاوز نسبة الحسم.
هذه الخطوة التي عمل غابي اشكنازي رئيس الاركان السابق على انجازها والذي ضمن لنفسه المكان الرابع بعد غانتس ولبيد ويعلون سيكون لها تداعيات مهمة على سير العملية الانتخابية وعلى نتائجها ونظرا لاهميتها هناك خاسرون ورابحون من هذه الخطوة.
الرابح الاول هو يعلون وزير الاركان ووزير الدفاع السابق الذي ضمن له مكانه في الخارطة السياسية المقبلة بعد ان كان مهددا بعدم اجتياز نسبة الحسم في حال دخوله في قائمة مستقلة حيث وفقا للاتفاق ضمن ستة مقاعد لاعضاء حزبة في اول ثلاثين مقعد في هذة القائمة المشتركة.
الرابح الثاني هو لبيد رئيس حزب هناك مستقبل حيث تراجعت نسبة التأييد لحزبه بعد تشكيل حزب غانتس لان جمهور الحزبين هم من نفس الاتجاه وهو وسط مع الميل قليلا الى اليسار وفقا للتصنيفات الاسرائيلية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الرجل الثالث في القائمة و هو يعلون يعتبر اكثر تطرفا من نتنياهو من الناحية السياسية.
الرابح الثالث بطبيعة الحال هو بني غانتس الذي استطاع ان يخوض الانتخابات الاولى له كمرشح قوي لرئاسة الوزراء وليشكل تهديدا حقيقيا لنتنياهو لاول مره منذ اكثر من عشر سنوات.

اما الخاسرون من هذه الخطوة فهم كثر...
الخاسر الاول هو حزب العمل الاسرائيلي وزعيمه افي غباي الذي لم يعد له لزوم ولا يشكل اي تنافس او تهديد لاي من القوى الموجودة وسيتقاسم غنائمه احزاب الوسط واليسار. حزب العمل الذي اسس اسرائيل وقياداته هم الذين تركوا بصمات لهم في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية في اسرائيل سيقاتل في الايام القادمة على اجتياز نسبة الحسم، وان تجاوزها لن يكون له اي تأثير في الحياة السياسية خلال السنوات المقبلة، هذا التحالف شكل المسمار الاخير في نعش هذا الحزب.
الخاسر الثاني هي تسيفي ليفني التي لو كانت تتوقع نجاح هذا التحالف لانضمت هي ايضا له ولضمنت لنفسها وبعض مقربيها مقاعد مضمونه في الكنيست القادمة، لكنها استعجلت الرحيل عن الحياة السياسية.
والخاسر الثالث هو نتنياهو الذي كان يخشى من حدوث هذه الخطوة ولكنه كان يتوقعها ولهذا ركز كل ماكينته الاعلامية على غانتس شخصيا حيث اصبح يشكل تهديدا حقيقيا له.
على اية حال هناك 3 تطورات ستؤثر بشكل مباشر على نتائج هذه الانتخابات وستقرر اذا ما كان هذا التحالف كافيا لاسقاط نتنياهو عن عرشه:
التطور الاول هو مدى تأثير تقديم لائحة اتهام لنتنياهو خلال الايام القادمة. هذا الامر سيوثر بشكل مباشر على شعبية نتنياهو، خاصة من غير جمهور الليكود.
والتطور الثاني هو كيف سيرد اليمين على هذا التحالف، وما اذا سيكون من خلال تحالف بين كحلون والليكود ونفتالي بينت والبيت اليهودي وربما ليبرمان واخرين.
والتطور الثالث هو في عدم حدوث تطورات امنية مثل عملية كبيرة او انفجار الوضع في غزة او الحدود الشمالية لهذا السبب او ذاك.
في كل الاحوال الايام والاسابيع القادمة ستكون مثيرة جدا في كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية التي قد يكون لها تأثير جوهري على الحياة السياسية في اسرائيل وبالطبع هذا ينعكس ايضا على الوضع الفلسطيني.

[email protected]