الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

"بدنا نعيش".. جرس انذار سماوي وليس سياسي

نشر بتاريخ: 22/03/2019 ( آخر تحديث: 22/03/2019 الساعة: 14:44 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

عندما فازت حماس في انتخابات 2006 كان لم يمض على تسلمي مهام سفير لفلسطين لدى ايرلندا سوى بضعة اسابيع وفجأة وجدت نفسي وسط تسونامي اعلامي بكافة انواعه وكان هم المحاورين الوحيد هو معرفة ان كانت حماس التي تُجسد في نظرهم الاسلام السياسي الراديكالي ستجر السلطة الى راديكاليتها ام انها ستتحول باتجاه الاعتدال الذي تجسده منظمة التحرير والسلطه ورئيسهما، والذي بسببه (الاعتدال) نال هؤلاء احترام دول العالم وتحديدا الغربي... وكنت في كل اجابة أُصِر على ان حماس ستتحول للاعتدال مبررا ذلك بسببين انه لا يوجد اسلام راديكالي في فلسطين وثانيهما ان حماس فازت بسبب الاصوات الوطنية الفلسطينية بمن فيهم العديد من انصار فتح.
وفعلا كنت مقتنعا باجاباتي تلك لانني كنت على قناعة في حينه ان حماس تمثل الوجه الاخر في وطنيتها لحركة فتح وان الفارق بين الحركتين هو الالتزام بالصلوات الخمس في مواعيدها.
الا ان ايماني بوطنية حركة حماس سرعان ما بهت بعد الانقلاب الاسود وتبخر تماما بعد الذي جرى في الايام الاخيرة في غزة والتعامل غير الانساني مع حراك "بدنا نعيش" الذي اسقط القناع عن وجه حماس ليظهر لنا شيطان خصوصا وان البطش الذي تم على ايدي الامن الظلامي لحماس امام وسائل الاعلام كان اقل سوءا من الذي تم ويتم في الخفاء في السجون، وعلى ايدي اشباح الليل من نفس الجهاز الامني الذين ينتهكون حرمات البيوت ويروعون الاطفال والنساء دون وازع بطريقة كانت مرفوضة حتى من ابي جهل، ولكنها بالطبع ممارسة صهيونية احتلالية بامتياز يعرفها اهلنا في الضفة، ما حدا باحد كوادر حماس وهو دكتور يخاف الله، ومقيم في بريطانيا ان يعلن ردا على هذه الهمجية "بخروجه بشكل مطلق من الحركة وتشكيلاتها وبراءته امام الله من اي بيعة متعلقة بعنقه".
حماس بانقلابها في سنة 2007 وبتحد صريح لتعاليم الاسلام الذي حرم قتل النفس بغير نفس التي ساواها الاسلام بقتل الناس جميعا، الا انها قتلت في حينه مئات الانفس استجابة لاوامر حزب الاخوان المسلمين الذي اكد بافعاله ان الاسلام بريء منه كما البراءة التي اعلنها الكادر الحمساوي المذكور واستنادا ايضا الى ما صرح به العلامة مفتي سوريا قبل ايام في لقائه مع سفيرنا هناك فيما يتعلق بالدور غير الوطني وغير الاسلامي الذي قامت به حماس باسم حزبها في سوريا وليبيا ومصر التي بدورها حجرت على هذا الحزب بعد ان ثبت للشقيقه الكبرى بانه حزب ارهابي.
سيد الانبياء واخرهم محمد صلعم حرم على المسلم دم وعرض ومال اخيه المسلم ومع ذلك نرى ان حماس حللت هذا التحريم بأن مارسته في غزة ومنذ اليوم الاول الذي اغتصبت فيه الحكم على اثر انقلابها الدموي الذي اصدر حياله الرئيس الفلسطيني اوامره لالاف المسلحين من رجال الامن الفسطيني الموجودين في غزه في حينه بان لا يطلقوا اي رصاصة في وجه الانقلابيين وان لا يواجهوا حماس بنفس دمويتها وذلك لايمان الرئيس بحرمة دم المسلم على المسلم.
ابو الانبياء ابراهيم جاءه جبريل حاملا له رسالة توبيخ من الله بسبب طرده لكافر دق بابه يطلب منه ما يسد به جوعه (شحاد كافر) فما بالنا بقوات أمن حماس التي لم تطرد اصحاب الامعاء الخاوية في حراك بدنا نعيش فقط بل مثلت بهم وساقتهم الى اقبيية سجونها لتسومهم وذويهم صنوف العذاب ما يثبت بان حماس حاضنة حزب الاخوان غير ملتزمة لا بتعاليم سيد الانبياء ورسالته ولا بتعاليم ابو الانبياء ولا حتى بتعاليم رب البيت الذي اطعمنا من جوع وامننا من خوف. هذه التعاليم زرعها فينا الاسلام كالجينات تجري في عروقنا وتجبرنا على قول كلمة الحق عند اي سلطان جائر وهذا افضل انواع الجهاد وحماس هي السلطان الجائر الذي هبت في وجهه جموع الغزيين الذين جارت عليهم حماس بسوء حكمها.
حركة حماس وبأوامر من حزب الاخوان كانت قد رفعت شعار ارحل الذي فشل فشلا ذريعا بدليل هبوط حماس الى اسفل درجات سُلَم الشعب الذي هو صاحب القرار الفعلي للرحيل سواء اكان ذلك رحيل الرئيس ام رحيل حماس بدليل ان هذا الحراك "بدنا نعيش" الذي انفجر في وجه حماس ليقول لها ارحلي بعد ان فاض باهلنا في غزه امر فشل حكم حماس الذريع على مدار الاثني عشرة سنه وبالحديد والنار والتي كانت تجدد حماس خلالها شرعية انقلابها بدمائهم وارواحهم التي كانت تسفك على يد العدو الوحيد والاوحد للشعب الفسطيني وهو الاحتلال الصهيوني وذلك بسبب فشل حماس في التعامل مع الاجتياحات الاسرائيليه الثلاث التي دمرت الحجر والشجر والبشر والتي كان من الممكن تفاديها او على الاقل الحد من دمارها كما هو فشل حماس في التعامل مع مسيرات العوده واستغلالها كاستثمار لصالحها. وعلى الرغم من ذلك كانت حماس تخرج علينا بعد كل اجتياح مدعية النصر كون فاتورة الدم كان يدفعها الشعب في غزه وبصمت تفسره حماس شرعية لحكمها.
حراك "بدنا نعيش" شعار الكل الفلسطيني كونه يعبر من خلال كلمتين على ما يرنوا اليه كل الفلسطينيين في اي مكان بسبب عشقهم للحياة الكريمة وليس الذل تحت بساطير الاحتلال الا انه في الحالة الغزية جاء بمثابة صيحة كرامة شعبية عفوية ومتاخرة ولا علاقة لهذا الحراك بأي فصيل وانما جاء الهاما من الله لوضع حد لهذا الفساد والخداع الذي تمارسه حماس بحق شعبنا الغزي المخطوف من قبلها ومنذ انقلابها الاسود وذلك زورا باسمه تعالى والذي يبدو ان امهال الله الذي يمهل ولا يهمل لحماس قد وصل الى نهايته بعد ان مارست حماس باسمه تعالى الارهاب بكل اشكاله ضد ابناء شعبها من اصحاب الامعاء الخاويه وعلى ايدي "ابطال المقاومه" وبتحد صارخ لكل التعاليم السماويه دون ان يعلم هؤلاء الجهله بانهم بافعالهم المشينه هذه اعطوا كل الحق لاعداء الاسلام لوصمه بالارهاب.
اهل غزه بطش بهم "ابطال مقاومة" حماس بالرغم من انهم تفوقوا باحتضانهم لاخوانهم المهاجرين على الانصار في مدينة رسول الله ، كون كل غزي يحمل على كتفيه اثنين من المهاجرين الذين هجرتهم الجاهلية الصهيونيه في سنة 1948 وهذا اكثر من الطاقه البشريه لولا ان الله خص اهل غزه بقوة من عنده ليجعل منهم شعب الجبارين ومن غزه ارض مقدسه وهذا الحراك "بدنا نعيش" ليس سوى جرس انذار سماوي وليس سياسي لحماس لعلها ترعوي وتعود الى حضن الوطن كحركه فلسطينيه وطنيه اسلاميه وليعف الله سبحانه عن ما سلف ولكن بعد ان يتمكن الغزيون من اختيار من يولونه امرهم ليحكمهم بما يرضي الله.