الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"حماس" بين الصواريخ العبثية وغير الوطنية

نشر بتاريخ: 23/03/2019 ( آخر تحديث: 23/03/2019 الساعة: 09:51 )

الكاتب: ربحي دولة

منذ نشوء السلطة الوطنية على الارض وما نتج عنها من التزامات لشعبنا الفلسطيني وقضيتنا من اجل ان نصل الى هدف واحد يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحرير كافة الأسرى من السجون الاسرائيلية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى الارض، بدأت قيادتنا وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات تقاتل على جبهتين، الجبهة الاولى الداخلية وهي بناء مؤسسات الدولة من خلال تشكيل الحكومة واجهزتها الإدارية والامنية، مهمتها توفير كل سبل العيش الكريم لابناء شعبنا في شقي الوطن، وأن يعيش بأمن وأمان من خلال بسط الأجهزة الامنية سيطرتها على الشارع الفلسطيني والجبهة الأخرى مواجهة حكومات الاحتلال المتعاقبة من أجل استكمال استحقاقات الحل المرحلي الذي أقيمت على أساسه السلطة الوطنية، وهنا لا ننسى أن جزءا من هذه الالتزامات هي أمنية من خلال منع اي هجمات في دولة الكيان.
وبعد نشوء السلطة اتخذت التنظيمات السياسية الفلسطينية المكون السلطة أو المعارضة وعلى رأسها حماس، اتخذت الُمدن الفلسطينية المحررة مكان آمن لها كي تُمارس نشاطاتها بأريحية.
وبدأت "حماس" بتنفيذ عملياتها العسكرية وكان مردود هذه العمليات يعود سلبا على الشعب والسلطة الوطنية وعلى الرغم من إيقاعها العديد من القتلى الاسرائيليين، فيما كانت قيادتنا تُدين هذه العمليات بشدة لأنها كانت تُعطي ذريعة واضحة للاحتلال للتنصل من الاستحقاقات السياسية المفروضة عليه بموجب الاتفاقات السياسية.
واستمر الحال حتى اندلاع انتفاضة الأقصى وما نتج عنها من إعادة احتلال كل المدن الفلسطينية ومحاصرة الرئيس ياسر عرفات حتى استشهاده وانتخاب السيد محمود عباس رئيسا ضمن برنامج انتخابي هدفه الأوحد إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتبييض السجون الاسرائيلية من معتقلينا البواسل.
وبعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة وتشكيل حماس لترسانتها العسكرية تحت مسمى مقاومة الاحتلال.. بدأت بإطلاق الصواريخ في الداخل الفلسطيني، حيث ادان السيد الرئيس هذه الصواريخ وكان يسميها بالصواريخ العبثية لأنها فعلاً تعبث بمقدرات شعبنا ويدفع شعبنا ثمناً باهظاً نتيجة هذه الصواريخ حيث كان بتعرض للقصف والقتل وهدم البيوت كرد على هذه الصواريخ تحت حجة الدفاع عن النفس.
ومع استمرار هذه الحالة وسيطرت حماس على قطاع غزة بقوة السلاح الذي جمعته لحجة مقاومة المحتل وبعد سيطرتها على القطاع، نشأت التزامات على حماس اتجاه شعبنا هناك من اجل توفير أدنى متطلبات الحياة لشعب عاش تحت احتلال تواق للعيش بحرية وكرامة .. فأحكمت حماس قبضتها على كل القطاع بالحديد والنار وكانت كلما ضاقت بها السبل لجأت الى المواجهة مع الاحتلال من احل فتح حرب يدفع شعبنا ثمنها بدمه وبكل مقدراته، لتعقد حماس هدنة مجانية تحصن نفسها وقوتها وليحصل مع شعبنا ما يحصل، في حين بدأت تُلاحق كل من يحاول خرق هذه الهدنة كونها قطعت على نفسها عهدا بان تحافظ على الهدوء بكل الطرق المتاحـة، وقتلت واعتقلت وخونت كل من يحاول إطلاق رصاصة واحدة اتجاه إسرائيل أو مستوطناتها وبدأت تطلق على الصواريخ بانها "مشبوهة غير وطنية، وعقدت الصفقات مع الاحتلال تحت مسميات تهدئة وهدنة وغيرها وتارةً من أجل رفع الحصار وتارةً من أجل إدخال السولار وأخرى لأجل الدولار .
إن الحراك الحاصل الآن ضد الأسعار ورفع الضرائب وما نتج عنها من قمع وقتل وتكسير للعظام لكل شخص يقول "لا" لحكم حماس ونعم لحياة كريمة و"لا" لعقد صفقات مشبوهة من اجل تثبيت حُكم حماس وتقويته وإضعاف الشعب وتجويعه، وقد وصل الصلف بقيادة حماس ان تعتذر عن صواريخ أطلقت واعتبرتها بالخطأ وانها غير وطنية ومشبوهة والتي كانت أطلقتها لحرف الأنظار عن المواجهة الداخليه وتدخل شعبنا تحت القصف والقتل والدمار ، فأي تنظيم سياسي هذا الذي يُقامر بشعبه من اجل الحفاظ على مكانته وقوته وأمواله.. ليبقى التساؤل مفتوحاً كون شعبنا لفظ كافة المتآمرين على قضيته والآن سيلفظهم ويُخرجهم منه وبلا عودة.