الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا قالت الام الفلسطينية في عيدها لابنائها المنقسمين؟!

نشر بتاريخ: 24/03/2019 ( آخر تحديث: 24/03/2019 الساعة: 10:01 )

الكاتب: وليد الهودلي

دعونا ندخل قلب الام الفلسطينية في يومها السنوي الذي يحتفي به أبناؤها الاعزاء، أبناؤها الذين يتداولون هذه الايام خطاب الكراهية فيما بينهم وانك بذلك تجد للام الواحدة من يمثل من أبنائها هذا الخطاب ونقيضه ذاك، فيجتمعان في كنفها يوم عيدها لتهدي على الاثنين:
• لقد شطرتم قلبي الى نصفين، أدميتم هذا القلب الذي وسع كل حماقاتكم وسفاهاتكم، أثقلتموه كمدا وحزنا وقلقا، هذا يجذبه ويلقي به في جحيم ترهات أفكاره السوداء وذاك يجذبه ليلقي به في أتون عصبيته العمياء، فلا هذا أسعدني ولا ذاك ثم تأتون لتحتفلوا بعيد شكلي لا طعم له ولا رائحة الا طعم وطن يقسم ورائحة فتنة زكمت قلبي قبل أنفي.
• ماذا ترون في الاحتفال بأمكم، هل تروني الام الحقيقية أم الام المدعية التي وافقت على شطر الولد الذي ادعته لها زورا وبهتانا، اذا كنتم حقا وحقيقة مني وأنا منكم، اذا كنتم تعتقدون أنكم من ذات الرحم فلا توافقوا على ولد الحرام هذا الذي أدخلتموه قلوبكم، الانقسام هو ابن حرام لا ينبغي له أن يصبح ابنا شرعيا تولونه الاحترام والتقديس والتبجيل وتسكنوه قلوبكم وتحيطينه بحسن رعايتكم بينما أختكم العزيزة الغالية التي جاءت من ذات رحم أمكم أقصد أختكم : "وحدة" لا تصلونها ولا تعتبرونها من رحمكم، أما علمتم أن قطع الارحام موت للبركة في دياركم وتقصير من أعماركم ومن احب ان يبارك الله في عمره ورزقه عليه ان يصل رحمه كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...
... تأتون عندي لتحتفلون بعيد أمكم وأنتم قاطعون لرحمكم ؟؟ تتناقضون بين يدي بهدايا جميلة علها تتحف قلبي بينما تضربون هذا القلب بخنجر مسموم عندما تصرون على قطع رحمكم، ألا تعلمون أن أختكم "وحدة" هي جزء لا يتجزأ من قلب أمكم، عودوا الى رشدكم، صلوا رحمكم قبل أن تحتفلوا بأمكم واعلموا أن هذه هي الهدية التي أنتظرها منكم وسواها من هدايا مزيفة لا تعدو عن كونها ذر لرماد انقسامكم في عيني أمكم. 

• أما أبنائي المحايدون والذين يقفون مكتوفي الايدي متفرجون: ألا ترون أن الاجواء الفلسطينية هذه الايام ملبدة بخطاب الكراهية الذي يُحرّض بلغة قاسية توصل رقاب العباد الى حدّ السيف، تخوين وتسفيه وضرب تحت الحزام، تصب زيت أسود كريه على النار المستعرة، لم تعد هناك حدود من أدب الخطاب ولا ضوابط تجعل اللسان ينتبه الى خطر الانزلاق، خطاب أقل ما يقال فيه أنه تسعير وتأجيج لنار فتنة لا يحمد عقباها سوى احتلال متربص بنا الدوائر ومنتظر اللحظة التي يقتتل فيها أعداؤه اللدودين. 
وكل يدعي ان بجيبته الحق كله في حين ان الباطل كله متلبس خصمه وغارق به حتى النخاع، وما بين الهراوة وهذا الخطاب الاسود الكريه يفنى القطيع وتضيع القضية وتهرب منا جميعا دون ان يلتفت اليها أحد. أبنائي المحتفلون بعيدي ماذا أنتم فاعلون ؟ هل تنتظرون عيد الام القادم وقد انشطر قلب أمكم بين دماء ابنها هذا وابنها ذاك ؟ عليكم أنتم أيها المحايدون أن تتحركوا قبل فوات الاوان، المسألة لا تحتمل التأجيل وفؤاد أمكم لم يعد الاحتمال إن لم يمت بسماع خبر فاجعة مات بجلطة دماغية رماها بها ابناؤها المنقسمين.

• أبنائي الاعزاء لقد احتمل قلب أمكم كثيرا من ويلات الاحتلال، كان يعلو على الجراح ويشمخ بسماع اخبار الشهداء، يزداد عنفوانا وقوة عندما يأتينا المصاب من ألد أعداء الله والبشرية جمعاء، لم تلن له قناة ولم تخر قواه ولم تنتابه لحظة ضعف، دوما صدورنا تنتعش بعبق الشهداء وشذى أرواحهم، اقرأوا ان شئتم رسائل الشهداء المعمدة بدمائهم، اقرأوا جيدا رسالة أخر شهيد من شهدائنا الابرار، أقرأتم الرسالة التي كتبها عمر ابو ليلى بدمائه الزكية الطاهرة، لقد ترككم تقتسمون وتتهاترون وينبذ بعضكم بعضا، ترككم وأنتم تطعنون أمكم في قلبها، القى رأسه في حضن أمه ثم ودعها دون كلام، ألقى بكم خلف ظهره، ألقى خلافكم وانقسامكم ووحشة قلوبكم وراء ظهره وامتشق قلمه الذي ملاه بدمه ليخط لكم أبلغ رسالة وليرتقي الى أعظم أشكال الدراما المؤثرة، صحح وضع البوصلة واشار الى العدو الحقيقي ورسم المشهد المطلوب رسما بليغا واضحا مؤثرا فصيحا لا لبس فيه : قال أيها المنقسمون هذه هي الطريق.... 
أنتم في المكان الخطأ في الطريق الخطأ، أنتم بوصلتكم قد انحرفت ولم يعد مسار سفينتك يفضي الى شاطىء البحر، أنتم تمعنون في الابتعاد عن الشاطىء الى عمق البحر حيث هناك الغرق.
• أبنائي الاعزاء وكلكم أعزاء، عودوا الى رشدكم، صلوا رحمكم ثم بعد ذلك تعالوا للاحتفال بأمكم.
قالوا أن القيادة عليها ان تتمتع بعقل أب وقلب ام.