الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا تبقى من صفقة القرن؟

نشر بتاريخ: 25/03/2019 ( آخر تحديث: 25/03/2019 الساعة: 17:17 )

الكاتب: عمران الخطيب

بعد تغريدة رونالد ترمب رئيس الإدارة الأمريكية حول هضبة الجولان السورية والذي يتنافى مع قرار 497 مجلس الأمن الدولي 17 ديسمبر 1981 عام، وإعلان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة "إسرائيل "والذي يشكل تحديا للقرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار رقم 478 الذي اعتمد في 20 أغسطس 1980، إضافة إلى أهمية قرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بأغلبية 14 صوتا مقابل لا شيء مع امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت بتاريخ 23 ديسمبر 2016 حيث ينص القرار إضافة الى سلسلة من القرارات، مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات، واليوم يشاهد العالم القرارات العنصرية الصادرة عن الكنيست "الإسرائيلي" وخاصة يهودية الدولة وإلى سلسلة من القرارات العنصرية. 
وأعتقد أن الخطوة التالية إعادة ضم الضفة الغربية على غرار ضم القدس عام 1979 والجولان السوري عام 1981 ولكن الأكثر خطورة موقف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب الذي يتجاوز كل من سبقوه من الرؤساء في الإدارة الأمريكية فقد أفقد أي دور للولايات المتحده الأمريكية في ان تكون وسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل خاص حين يتعلق الأمر بالمصالح الإسرائيلية، وبذلك تكون شريكا بشكل مباشر مع "إسرائيل" في الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري في فلسطين والاراضي العربية المحتلة الجولان السورية وجنوب لبنان..
وهنا أود التأكيد ان ترسانة الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاخرى وما تمتلك وتصنع "إسرائيل" من سلاح وتكنولوجيا إضافة إلى الأسلحة المحرمة دولية، لن تستطيع أن توقف إرادة الشعب الفلسطيني العظيم في المقاومة وبكل الوسائل وقد شاهد العالم حالات الارتباك التي اصابة جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية حين أقدم الشاب الفلسطيني الوسيم البطل عمر أبو ليلى وقتل أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بسلاح وتمكن من انتزاع سلاحه وإطلاق النار على جنود الاحتلال الإسرائيلي المدججين بسلاح وتمكن من الانسحاب وانتقل الى مكان آخر وبعد أيام من حالات الاستنفار حدثت المواجهة بين البطل وإعداد من ضباط وأفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي وبكل الوسائل الوجيستي حتى قضى عمر أبو ليلى ورفاقه شهداء في سبيل الحرية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري. وسوف يتكرر هذا العمل المقاوم في كل مدينة وقرية ومخيم في إرجاء فلسطين. وكم حدث في كافة الحروب التي تشنها "إسرائيل" على شعبنا الفلسطيني العظيم لم تستطع فرض الهيمنة والسيطرة وستبقى المقاومة النابضة متواصلة وتنتقل من جيل إلى جيل وبكل الوسائل والأدوات النضالية.. 
ويتذكر العالم وقادة العدو الإسرائيلي الصمود الفلسطيني والحركة الوطنية اللبنانية في العدوان على لبنان عام 1982 من أجل إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية، وانتصرت المقاومة الفلسطينية ومعها الحركة الوطنية اللبنانية ولم تنتهِ منظمة التحرير الفلسطينية..
إضافة إلى ذلك، تطورت نوعية المقاومة في لبنان من خلال المقاومة الوطنية اللبنانية وفي المقدمة بولادة حزب الله الذي تأسس بسبب الإحتلال الإسرائيلي لدولة لبنان ولم تدرك نتائج الإحتلال الإسرائيلي، الذي دفعها إلى الانسحاب دون قيود، بل كان البرنامج الإنتخابي لمجرم الحرب ايهود بارك اعلن الانسحاب من لبنان وما سمي جيش لحد يستسلم وهناك من هرب مع زوال الإحتلال الإسرائيلي.
وهذا يؤكد أن الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري مصيره إلى الزوال وسوف يخرج من بيننا مئات الشباب الذين سئمت وجود الإحتلال الإسرائيلي وسقوط الشهداء والجرحى والأسرى لن يتواصل وجودكم القبيح في بلادنا.
وعلى الإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترمب ان تدرك أن إنحيازها إلى جانب "اسرائيل" إضافة الى التحدي لقرارات الشرعية الدولية والمتعلقة في حقوق شعبنآ الفلسطيني. والاراضي العربية المحتلة في الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية..على من يساهم في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية. ان يدرك أن عدم تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الاستيطاني العنصري من فلسطين سوف ينتج عن ذلك ولدت التطرف والإرهاب المنظم في أرجاء العالم مستغلين غياب العادلة وانحياز الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب "إسرائيل" والسؤال المطروح على النظام العربي الرسمي وهو على أبواب إنعقاد القمة العربية نهاية الشهر الجاري...
ما هي الخطوات المنتظرة في مواجهة السياسية الأمريكية؟
إمام الخطوات المتتالية من إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ترمب. ضم القدس ضم الجولان وعلى طريق ضم ما تبقى من القدس حيث أقامت جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الضفة الغربية والقدس.من خلال اقامة آلاف المستوطنات .ونطرح سؤال هل سيتم إعادة التأكيد على مبادرة السلام العربية والتي سبق أن وصفها المقبور شارون إنها لا تساوي الحبر المكتوب وماذا تبقى من مبادرة السلام بعد إقدام العديد من الدول العربية في التطبيع مع "إسرائيل" ماذا بعد توقف الإدارة الأمريكية تقديم الدعم المادي إلى وكالات الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للأونروا..ماذا بعد مصادرة أموال المقاصة الضرائب الفلسطينية بذريعة رواتب الشهداء والجرحى والأسرى.. على الزعماء العرب ان يدركوا حجم التحديات وما قد يحدث من نتائج لا أحد يدرك نهايته قد تشكل أزمة متعددة الاتجاهات تستهدف الجميع بشكل متدحرج.
ألم يأن الوقت للمراجعة الذاتية للمحافظة على بقايا الأمن القومي العربي قبل فوات الأوان وإعادة التضامن العربي وعودة الجمهورية العربية السورية إلى مكانتها في الجامعة العربية لمصلحة من البقاء في هذا الوضع المتردي.

[email protected]