الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هذا... أو الطوفان !!!!!!!

نشر بتاريخ: 10/04/2019 ( آخر تحديث: 10/04/2019 الساعة: 19:33 )

الكاتب: عوني المشني

حسم المجتمع الاسرائيلي خياراته ، اختار بوضوح وبدون تردد الضم والاستيطان والعنصرية ، ولا جدال بانه اختار ذلك بوعي و معرفة لنتائج خياراته ، هذا مهم لأكثر من سبب.
مهم لمن يراهن على التغيير في المجتمع الاسرائيلي ، المجتمع الاسرائيلي يتغير لصالح اليمين العنصري التوسعي ، المجتمع الاسرائيلي لا يتغير بالنقاش العقيم ولا بالعلاقات العامة ، المجتمع الاسرائيلي لا يتغير الا اذا فرض عليه التغيير او اذا اصبحت له مصلحة بالتغيير .
مهم لانصار السلطة الفلسطينية لانه بسياسة اليمين هذا تتحول السلطة من حيث وجودها الى سلطة حكم اداري ذاتي دائمة وليست مؤقته خاصة في ظل موقف الحكومة الاسرائيلية القائم على منع اقامة دولة فلسطينية
مهم لانصار خيار الدولتين حيث سيختفي الخط الأخضر ويكون واقعا يمنع اقامة دولة فلسطينية متواصلة وهذا يجعل خيار الدولتين قد انتهى
مهم للذين يتشبثون بالحكم في غزة ليدركوا ان تشبثهم بهذه الطريقة يَصْب في خانة فصل سياسي بين غزة والضفة وتفكيك إمكانية دولة فلسطينية في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وهذا يَصْب في النهاية في صفقة القرن
مهم لمن اختار المقاطعة لانتخابات الكنيست ليدرك ان المقاطعة ساهمت الى حد مؤثر بإعطاء نتنياهو هامش مريح ليشكل اكثر حكومة عنصرية في تاريخ اسرائيل .
وبكل تلك الأهمية سالفة الذكر فان اهمية من نوع استثنائي تتشكل ، وهي ان يحدد الشعب الفلسطيني خياراته على ضوء هذا المستجد .نعم انه مستجد يترك تأثيرا على مستقبل شعبنا وقضيته الوطنية ولهذا يفترض التعاطي معه بما يستحق ممن اهمية واعادة النظر في الوضع الحالي برمته .
على ضوء النتائج وعودة نتنياهو بحكومة هي الأكثر عنصرية في تاريخ اسرائيل ، حكومة ذاهبة الى الضم والتوسع وبشكل غير مسبوق ، على ضوء ذلك هل سيبقى شعار حل الدولتين قائما في في الفكر السياسي الفلسطيني ؟؟؟؟ وماذا ستكون وظيفة السلطة الفلسطينية في ظل انهيار فكرة تحولها الى دولة مستقلة ؟؟؟؟ وباختفاء الخط الأخضر بالضم والتهويد والاستيطان هل يمكن ان يكون خيار الدولة الواحدة استراتيجية كفاحية ؟؟؟ وماذا عن التشبث بحكم غزة في الوقت الذي ستضم فيه الضفة وما يمثله هذا من تطبيق وبوعي مسبق لصفقة القرن ومساهمة في إنجاحها ؟؟؟
امام هذه الأسئلة وغيرها فان المطلوب فلسطينيا يصبح امرا ملح وغير قابل للتأجيل ، المطلوب فلسطينيا وبدون حرج هو الكف عن العبث بالوضع الفلسطيني والذي مارسته وتمارسه النخب حتى اللحظة ، المطلوب بناء منظمة تحرير فلسطينية بشراكة لكل مكونات الشعب الفلسطيني وبدون استثناء ، المكونات الجغرافية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية ، منظمة تحرير لا تخضع للمحصاصة ولا الاستئثار ولا الاحتواء ، ومطلوب انتخابات في الضفة والقطاع للسلطة بمكوناتها التشريعي والرئاسي وبدون تعطيل او تأجيل ، مطلوب انهاء الانقسام على قاعدة الشراكة وليس توزيع الحصص والانتخابات الشاملة هي المدخل ، ومطلوب ايضا مغادرة وهم التسوية مع الحكومة الفاشية العنصرية الاسرائيلية ، مطلوب برنامج صمود وطني يحقق العدالة والشراكة وقمع الاحتكارات ، مطلوب وقف حالة العبث بمقاومة استخدامية وتهدئة اقتصادية تشكل مدخلا لفرض حقائق سياسية .
ان الذي يقف او يعطل او يناور في تحقيق ذلك يصطف بشكل مباشر او غير مباشر مع صفقة القرن وضد شعبه وقضيته الوطنية ، ان من يتلكأ في تنفيذ ذلك يخدم النهج العنصري الاستيطاني الذي تنتهجه حكومة الاحتلال الفاشية العنصرية ، لم يعد للصمت معنى ، لم يعد للمجاملة معنى ، الوقت من وطن ودم . الشعب الفلسطيني بكل قواه وشخوصه وفعالياته وفِي كل أماكن تواجده يستطيع ذلك ويستطيع ان يعيد تشكيل ذاته سياسيا وكفاحياً على اساس ذلك ويستطيع ان يدين وبصوت عالي كل من بتلكأ في تحقيق ذلك .
هذه ليست وجهة نظر ، وليس انشاء سياسي ، هذا ضرورة وطنية ، فالطوفان لا يحتمل التفرج عليه والنقاش حول مآلاته ، الطوفان يدركنا ونحن نتفرج ونناقش ونقدّم التحليلات والاراء .