الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. اشتيه كان الله في عونك

نشر بتاريخ: 11/04/2019 ( آخر تحديث: 11/04/2019 الساعة: 11:57 )

الكاتب: رامي مهداوي

حتى نكون واقعيين فالحكومة القادمة لن تمتلك عصى سحرية لعلاج العديد من القضايا__المتراكمة منذ سنوات_ التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني، وأيضاً علينا عدم رفع التوقعات بهذا الشكل الذي يتم تداوله من قبل بعض "النخبة " التي استيقظت فجأة وبدأت برفع سقف توقعاتها بأن رئيس الحكومة القادمة يمتلك العديد من الحلول السحرية.
كان الله في عون رئيس الوزراء د. محمد اشتية، الذي سيواجه ملفات متراكمة بدأت تطفو على سطح الساحة الفلسطينية بأشكال مختلفة، أهمها المشاكل البنيوية داخل مكونات النظام السياسي الفلسطيني الذي يعلم الجميع حالته الصحية أين وصلت الآن.
وهنا يجب أن أشير على سبيل المثال لا الحصر، أن ما يحدث داخل الفصائل من خلافات بخصوص دخول الحكومة من عدمه وأي مرشح لها لحصوله على مقعد وزاري، هو شأن داخلي لهذا الفصيل ولا يتحمل مسؤوليته رئيس الوزراء أو حركة فتح، بل يجب النظر على حالة النظام السياسي الفلسطيني كما ذكرت سابقاً.
لهذا يجب عدم تحميل الحكومة القادمة حمل أكثر من طاقتها، على الحكومة الثامنة عشرة أن تحدد أهدافها من خلال برنامج عمل محدد قابل للتنفيذ وأن لا يكون مفتوح من حيث المفردات الفضفاضة، بل يجب أن يعكس حلول ينتظرها المجتمع الفلسطيني.
فالمجتمع الفلسطيني بإنتظار الخطوات العملية للحكومة منذ أن يتم الإعلان عنها، ولن يستطيع تحمل أي أخطاء كانت، لأنه وصل مرحلة فقدان الثقة بأي فعل حكومي، وفقدان الثقة بالفصائل الفلسطينية بشكل عام، وبشكل خاص هذا الوقت فيما يتعلق بالحكومة والمشاركة بها.
فالسؤال هو ليس ان كان هذا الحزب أو الجبهة ستشارك من عدمه، وإنما ماذا سيساهم هذا الحزب في علاج القضايا والملفات العالقة التي يجب أن تجد الحكومة حلول لها، وهنا يجب اعادة صياغة السؤال: من تم ترشيحه لمنصب وزير؟ الى من يستطيع القيادة وفي أي مجال وبالتالي ما هي الوزارة ذات الإختصاص؟
هناك العديد من الأهداف السريعة التي بالإمكان تحقيقها من قبل الحكومة القادمة والتي ينتظرها الشارع الفلسطيني بفارغ الصبر في مختلف القطاعات؛ وهي ليست بحاجة الى أي جهد بقدر ما هي بحاجة الى اعادة صياغة واقع المؤسسة الحكومية وكيفية تقديم خدماتها للمواطنيين الذين ارهقهم عدم الإكتراث بإحتياجاتهم اليومية.
د. اشتيه كان الله في عونك على ما هو قادم، وما هو قادم لا يحتمل الخطأ والتعثُر في أي فعل يمُس حياة المواطن. لهذا على مجلس الوزراء يجب أن يعقد جلسته بشكل طارئ بعد حلف اليمين أمام السيد الرئيس والعمل بشكل غير تقليدي وغير بيروقراطي، فالمجتمع بإنتظار النتائج الإيجابية ولن يرحم من يخطأ مهما كانت الظروف.