الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ايلن كار وصهينة العالم!

نشر بتاريخ: 12/04/2019 ( آخر تحديث: 12/04/2019 الساعة: 21:22 )

الكاتب: عبد اللطيف مهنا

ايلن كار اقسم امام بومبيو اليمين الدستورية مبعوثاً اميركياً خاصاً لمحاربة "معاداة السامية"، وإثرها أوضح كار دون مواربة وبالأميركاني الفصيح، أن ممارسته للمهمة الملقاة على عاتقه ستنطلق من اعتبار "معاداة الصهيونية هي بمثابة معاداة للسامية".. وزاد إيضاحاً: إنه يرى أن "انتقاد إسرائيل بطريقة لا تتعرَّض لها دولة أخرى في ظروف مشابهة هو أيضاً معادة للسامية"!
لا يخفى أن "الظروف الأخرى" التي يشير إليها هي جريمة اختلاق كيانها العدواني الدموي الغاصب في قلب الأمة العربية المستمرة منذ سبعين عاماً..
منذ وعد بلفور وحتى وعود ترامب الأخيرة تبنَّى الغرب الاستعماري المعادي للأمة العربية وتعهَّد ورعى وضمن هذه الجريمة المستدامة.. واميركياً بالتخصيص، منذ ترومان وحتى ترامب، تصهينت كافة إداراتها بنسب تراوحت، أو هي راعت في مناسيب إظهار وقاحتها العدوانية اتجاه قضايانا توخي الحفاظ على المصاح الأميركية في الوطن العربي، ويمكن القول إنه قد ظل هذا التوخّي أو المداراة رهناً بقراءتها لمقاييس ارتفاع أو انخفاض مناسيب الرفض العربي لهذه الجريمة.
الجديد فحسب، هو أن إدارة ترامب وجدت في تردّي الراهن العربي الرسمي البالغ ضعةً حد تصهين حكامها أو عملائها فيه، ما يجعلها، ليس في حل من اسقاط ورق التوت وكشف تصهينها بالكامل، بل المزايدة فيه حتى على غلاة الصهاينة.. لا نتحدث عن القدس والجولان ونية ضم أشلاء الضفة، ولا اعتبار من يقاوم العدوانية الصهيونية معاد للسامية، هذه مسألة يعدونها الآن قد باتت من خلف ظهرهم.. هم بهذا تجاوزوها حد محاولة فرض الصهينة على من لم يتصهين بعد في هذا العالم!
كنا دائما نقول بأن اميركا هي العدو الأول للأمة العربية، والصهاينة والمتصهينين العرب وباقي جبهة اعدائها هم مجرَّد تفاصيل لعدوانيتها ليس إلا.. والآن باتت مسألة ترجمة هذه الأمة لهذه الحقيقة مقاطعةً، ومقاومةً، وممانعةً، وشتى ما قد يتوفَّر لها من سبل المواجهة، باتت ضرورة وجود ومسألة حياة أو موت..
هذا العدو الأكبر هو امبراطورية تعاني افولاً وباتت في سن اليأس فازدادت مناسيب عدوانيتها، التي تزيد منها مكابراتها ومحاولاتها الفجَّة للحفاظ على سطوتها وهيمناتها الكونية، تتهدد في تداعياتها الخطرة، والمتمثلةً الآن في نسختها الترامبية كل ما عداها في هذا العالم.. باتت خطراً على الإنسانية.
أما الكيان الصهيوني فهش تتآكلة فوبياه الوجودية، ومهما بلغ من القوة، وبرغم كل ما ترجمه وسيوالي محاولة ترجمته من فجورها، فهو يدرك ما لا يريد عرب الانهزامية ادراكه بأنه إلى زوال.. انكفائه أمام ضربات المقاومة في لبنان عام ال 200، اعلان بانتهاء قدرته على التوسُّع، وهزيمته عام 2006، عنت اصطدامه بحدود قدرته، وفي حربه على غزة عام 2014 وقبلها وما بعدها، انتهاء قدرته على الحلم بالانتصار.. قوتهم في انهزاميتنا، وخلاصنا في مقاومتنا لعدوانيتهم.