الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرة اخرى على نتائج الانتخابات الاسرائيلية 2019

نشر بتاريخ: 21/04/2019 ( آخر تحديث: 21/04/2019 الساعة: 10:16 )

الكاتب: د. حازم الشنار

غداة الانتخابات الاسرائيلية السابقة (للكنيست العشرين) كتبت مقالا تحت عنوان "نتنياهو يقود ائتلافا اكثر هشاشة امام معارضة اقوى" واستطيع ان اقتبس عنوان تلك المقالة لتوصيف الحالة بعد الانتخابات الاخيرة (للكنيست الحادية والعشرين) ولكن بصورة اشد فان كان نتنياهو قد بكر الانتخابات ليحصل على قاعدة برلمانية مريحة يتخلص فيها من ابتزاز بعض احزاب الائتلاف اليميني وخصوصا ليبرمان فقد اخفق في ذلك واصبح مرهونا اكثر لطلبات الاخير وغيره:
اولا: تمكن معسكر الوسط واليسار من تعزيز قوته بمقعدين حيث زادت قوته من 53 الى 55 مقعدا.
واهم التطورات في هذا المعسكر انه في حين خسر العرب ثلاثة مقاعد وحزب ميرتس مقعدا ربح معسكر الوسط الصهيوني 6 مقاعد اضافية.
ثانيا: مع ان معسكر اليمين بقيادة نتنياهو ظل محافظا على الاغلبية في الكنيست لاربعة سنوات قادمة الا ان قاعدة ائتلافه الحكومي تقلصت من 67 الى 65 عضو كنيست واصبح معرضا اكثر لابتزاز ليبرمان الذي تسببت استقالته من الحكومة السابقة في زعزعة الائتلاف الحكومي وبالتالي ستكون حكومة نتنياهو القادمة اكثر قلقا خصوصا لو استطاع غانتس استمالة كحلون.
واهم ما حصل في هذا المعسكر انه في حين خسر حزب ليبرمان مقعدا واحدا وحزب كولانو ستة مقاعد ربح حزب الليكود خمسة مقاعد اضافية ويعتقد ان المقعدان الباقيان ذهبا لصالح تحالف الوسط. وفي حين ربحت الاحزاب الدينية (شاس وايهوديت هتوراة) 3 مقاعد اضافية خسر البيت اليهودي الذي حل محله تحالف اليمين الجديد ثلاثة مقاعد.

العوامل المؤثرة
ا- العوامل المساعدة لنتنياهو
• المد اليميني في المجتمع الاسرائيلي وسيطرة المستوطنين على مصادر القرار وتحالف نتنياهو معهم واصدار القوانين والقرارات المتجاوبة مع توجهاتهم وتطلعاتهم ساعد نتنياهو في تجنيد وتوحيد صفوف اليمين بتبنيه برنامجا واضحا متبنينا مواقفهم بضم الكتل الاستيطانية والمناطق ج الى اسرائيل.
• ميوعة وضبابية برنامج الوسط الصهيوني وشعاراته خصوصا فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية والموقف من الاقلية العربية.
• انقسام القائمة العربية واتساع مقاطعة الجماهيرالعربية للاحزاب وللاقتراع لصالحها نتيجة لذلك مما ادى الى انحسار قوة العرب في الكنيست بدل تعزيزها بل وتوجه بعضها للتصويت للاحزاب الصهيونية.
• انحسار قوة اليسار لحزبي العمل وميرتس كان عاملا مساعدا لنتنياهو ولليمين.
• النجاحات على الجبهات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ودعم ترامب خصوصا الاعتراف بالقدس والجولان والنجاحات على جبهتي سوريا وغزة والضفة واتساع النشاطات الاستيطانية وتسليم جثة الجندي المفقود في معركة السلطان والنجاحات الباهرة على الصعيد الخارجي وتحقيقه الاستدامة لنمو الاثتصاد الاسرائيلي كانت كلهاعوامل مساعدة لنتنياهو في حملته.


ب- العوامل المثبطة لقوة نتنياهو
• قضايا الفساد ضد نتنياهو التي لاحقه شبحها طوال حملته الانتخابية ولعبت دورا سلبيا ضده رغم محاولاته الالتفاف عليها.
• قيام تحالف قوي للوسط ممثلا بحزب ابيض ازرق برئاسة بيني غانتس وتحالفه مع يائير لبيد وموشيه يعلون وحصوله على 35 مقعد في الكنيست (توحيد الوسط الصهيوني) وبالتالي الحصول على معارضة قوية خصوصا بالتحالف مع اليسار (حزب العمل وميرتس 10 مقاعد)
• تشرذم قوى اليمين الصهيوني مما ادى الى ضياع حوالي 300 الف صوت.
• تصاعد عمليات المقاومة وعدم القدرة على اتخاذ اجراءات رادعة لوقفها.
وهكذا فزيادة قوة حزب الليكود داخل الائتلاف اليميني يمكنه برئاسة نتنياهو من قيادة معسكر اليمين بشكل اسهل للسير قدما في تحقيق برنامجه الاستيطاني العنصري وضم اراضي الضفة وتمرير صفقة القرن وتعزيز المحور المعادي لايران وسوريا وحزب الله وزيادة اعتداءاته ضده بما قد يصل لحرب شاملة وتشديد حصاره لغزة والتطبيع عربيا وعالميا.
الا ان خسارة ذلك الائتلاف لمقعدين لصالح معسكر الوسط واليسار وتمتع ليبرمان بوضع بيضة القبان فيه سيجعل وجوده في الحكم اكثر حرجا وعرضة لابتزاز الاخير وسيشكل الخلاف داخله حول الخدمة العسكرية للحريديم محورا اساسيا للشقاق فيه. كما ان قيام حزب قوي للوسط (ابيض ازرق) سوف يقض مضاجع نتنياهو بحيث يشكل معارضة قوية له في الحكم بالتعاون مع حزبي اليسار الصهيوني العمل وميرتس خصوصا اذا ما تناغم في بعض المطالب مع الكتلتين العربيتين.
ويتوقع ان يكون للعوامل المثبطة دور اساسي في المرحلة القادمة خصوصا احتمال تقديم نتنياهو للمحاكمة على خلفية قضايا الفساد مما قد يؤدي الى قلب الطاولة مجددا في وجهه ووجه اليمين ويعاود فتح مصير الخارطة السياسية في اسرائيل على مصراعيه من جديد.