الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى النكبة - مذبحة دير ياسين ترقى الى جريمة حرب

نشر بتاريخ: 14/05/2019 ( آخر تحديث: 14/05/2019 الساعة: 10:10 )

الكاتب: د. علي الاعور

في دراسة مشتركة قمت بها مع مجموعة من الباحثين في الجامعة العبرية بالاعتماد على الأرشيف الإسرائيلي والارشيف الفلسطيني فقد تبين ان ما حدث في قرية دير ياسين في 9-4-1948 مذبحة ترقى الى جريمة حرب خصوصا المذبحة التي حصلت عند كسارة القرية والتي تعود مليتها لعائلة زيدان الياسيني حيث قامت عصابات ليحي وستيرن بتصفية 20 رجلا من قرية دير ياسين بعد ان تم اسرهم وقتلهم بدم بارد.
بدأت معركة دير ياسين في الساعة الرابعة والنصف فجرا حتى الساعة الرابعة مساء وانسحاب اخر مقاتلي دير ياسين باتجاه قرية عين كارم " مقابلة مع أبو محمود الياسيني وما زال على قيد الحياة وهو اخر مقاتل ترك القرية " تحدث والحزن والاسى في عينيه يتذكر كل ما حصل تلك الليلة بتفاصيلها ويتحدث عن المعركة البطولية التي خاضها ثوار دير ياسين حتى الساعة الحادية عشر صباحا على عصابات ليحي وستيرن وكادت تلك العصابات ان تنسحب لولا طلبها النجدة والمساعدة من عصابات الهاغاناه التي كانت مرابطة في مستوطنة " كريات عنافيم" التي تبعد ثلاثة كيلو مترات باتجاه الجنوب عن دير ياسين وعندما وصلت عناصر الهاغاناه بالدبابات والأسلحة تغيرت موازين القوى وبدات عصابات ليحي وستيرن تقتل كل من تجده في بيوت القرية من نساء وأطفال وشيوخ ورضع انتقاما لمقتل عدد من عناصر ليحي واستمرت المعركة حتى غروب الشمس تمكنت عصابات الهاغاناه من احتلال القرية في الوقت الي كان سكان القرى المجاورة وكل سكان القدس بتشييع جنازة القائد عبد القادر الحسيني في المسجد الأقصى المبارك صباح يوم الجمعة الذي حصلت فيه المذبحة.
وبعد احدى وسبعون عاما من المذبحة والنكبة التي لحقت بقرية دير ياسين وقرية الطنطورة وأبو شوشة كان لا بد من تغيير الخطاب السياسي الإسرائيلي وعلى الشعب الإسرائيلي ان يعترف بالحقوق التاريخية والأخلاقية والقانونية التي لحقت بالشعب الفلسطيني في النكبة وفي دراسة موثقة قدمها الدكتور " وليد الخالدي" في كتابه " كي لا ننسى" ان هناك 418 قرية ومدينة وتجمع فلسطيني قد تم تدميرها في عام 1948 وتم تشريد وطرد ونفي اكثر من 700 الف لاجيء فلسطيني خارج ديارهم وقراهم الفلسطينية مرورا بعدد من المجازر التي نفذت بحق الشعب الفلسطيني وهذا باعتراف المؤرخين الإسرائيليين وفي مقدمتهم البرفوسور " الان بابيه" الذي اكد" ان إقامة الوطن القومي لليهود كان يقوم على ترحيل وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه وكان هدف الحركة الصهيوينة طيلة فترة الانتداب" وأضاف بابيه "ان القيادة العسكرية للهاغاناه والتي تم اعتمادها في الخطة " د" اخذت قرار بتطهير القرى والمدن من سكانها و يؤكد العديد من المؤرخين العسكريين أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين قد تمت بشكل مبرمج ومخطط بهدف "تطهير" فلسطين من سكانها.
ان تأريخ النكبة للشعب الفلسطيني يعود الى حملة نابليون بونابرت على المشرق العربي وحصار عكا 1798 عندما دعا اليهود الى القدوم الى فلسطين واستمرت النكبة عندما نمت وترعرت المستوطنات اليهودية في فلسطين في نهاية القرن الثاسع عشر 1880 عندما أنشئت مستوطنة رشون لتسيون ورفعت العلم الصهيوني على المستوطنة وقت بدات الدولة العثمانية في الضعف واصبح يطلق عليها الرجل المريض وبدات العلاقات الدولية ورسم خارطة الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا وكان وعد بلفور المشؤوم عام 1917 الذي وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وهنا بدا التأريخ الحقيقي للنكبة الفلسطينية.
لن نغفر ولن ننسى ، ولكننا بحاجة الى إعادة الخطاب السياسي الفلسطيني في ضوء الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني اما الخطاب السياسي الإسرائيلي يجب تغييره نحو الاعتراف بالمشكلة الفلسطينية ووجود الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في اطار حل الدولتين من اجل قراءة جديدة للحل الشامل والعادل للقضة الفلسطينية.