الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصمود وحده كفيل بافشال المؤامرة

نشر بتاريخ: 17/05/2019 ( آخر تحديث: 31/05/2019 الساعة: 22:55 )

الكاتب: ماجد سعيد

واحد وسبعون عاما والفلسطينيون في الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام يجددون عزمهم واصرارهم على حقهم في العودة الى ديارهم التي هجروا منها عام ثمانية وأربعين، لكن هذه السنة كانت المخاوف والقلق اكبر تجاه قضية حق العودة واللاجئين والقضية الفلسطينية برمتها.
القلق نابع من قرب طرح الخطة الاميركية "صفقة القرن" التي تنهي الملفات الثقيلة في الصراع مع إسرائيل، ومنها ملف اللاجئين، وهو ما تقوله واشنطن صراحة سواء على مستوى طرحها فكرة "من اللاجئ" التي تحصر هذه الصفة بمن تبقى ممن هجروا عام ثمانية وأربعين وهم لا يتجاوزون بضعة آلاف ممن بقوا على قيد الحياة واسقاطها عن اكثر من خمسة ملايين مشتتين في اسقاع الأرض.
انكفأت فكرة إسرائيل القائمة على مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون" فالصغار توارثوا اللجوء والذكريات وحكايا الأجداد والاباء، وباتت إسرائيل متيقنة من استحالة اقتلاع هؤلاء أو تجاهل وجودهم وبالتالي سعت الى تصفية هذه القضية عن طريق انهاء وكالة الغوث الدولية "الاونروا".
وعلى الرغم من تراجع العديد من خدمات وكالة الغوث "الاونروا"، الا ان استهدافها من اميركا وإسرائيل بتصفيتها وانهاء عملها، يعتبر خطوة متقدمة واساسية في انهاء ملف اللاجئين برمته على الأقل في فكر العالم، فأهمية الوكالة الدولية ليس بما تقدمه من مساعدات إنسانية وانما بوجودها واستمراريتها طالما استمر المخيم واللجوء، فوجودها يعني استمرار تذكير العالم بملف اللاجئين الفلسطينيين وضرورة حله وانهائه بعودتهم الى ديارهم.
ان وجود حالة القلق امر صحي لكن المهم في هذا الامر ان يكون هناك عمل في مواجهة هذا القلق، خاصة تجاه تعزيز صمود المواطن ووجوده على ارضه، فهذا الصمود هو السلاح الأقوى وربما الوحيد الذي يمكن ان يفشل جميع مخططات الاحتلال.
ان صمود ما يقرب من سبعة ملايين فلسطيني على ارضهم على جانبي الخط الأخضر ابقى القضية الفلسطينية حاضرة على مدى اكثر من سبعة عقود، وفرض على إسرائيل والعالم معادلة ان هناك شعب يجب إيجاد حل لقضيته، وهنا لا بد من التحذير من ربط هذا الصمود بالدولار مثلما يفعل البعض، او تحويل الشعب الى متسول للراتب وان اثبتت الأشهر الثلاثة الماضية من ازمة الضرائب المستحقة لدى اسرائيل(المقاصة) عكس ذلك في الضفة الغربية.