الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تصريحات فريدمان غير مفاجئة ... ونحن لم نعد نخيف احدا

نشر بتاريخ: 14/06/2019 ( آخر تحديث: 25/06/2019 الساعة: 10:12 )

الكاتب: ماجد سعيد

لم تكن تصريحات السفير الاميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان مفاجئة وهو يعطي الحق للاحتلال بضم أجزاء من الضفة الغربية، ففريدمان سبق وان قال ذلك بعد ان اعترف رئيسه ترامب بالجولان السوري المحتل كارض إسرائيلية.
كما انه ليس مفاجئا باعتبار ان إدارة ترامب ومنذ ان وصلت الى الحكم وهي تلبي رغبات إسرائيل في تعزيز الاحتلال والاستيطان الذي دعمه الرئيس الاميركي اثناء حملته الانتخابية ولم ير فيه عائقا امام قيام دولة فلسطينية.
هذا الامر أتاح لإسرائيل العمل بحرية في رسم الجغرافيا الفلسطينية كيفما تشاء، من اجل الوصول الى مبتغاها ليس في ضم الكتل الاستيطانية التي كانت تتحدث عنها سابقا كعتصيون وارئيل ومعالية ادوميم والاغوار وانما بات الامر يمتد الى باقي المستوطنات.
ومن اجل ذلك نلاحظ عمليات مصادرة عشرات الاف الدونمات من الأراضي في جنوب وشمال الضفة الغربية والاغوار من اجل توسيع الاستيطان وحمايته وشق طرق تربط المستوطنات ببعضها البعض، ليبقى الإعلان الرسمي بعد ذلك لعملية الضم التي تحدث عنها نتنياهو وقادة الاحتلال في غير مرة.
الاجراءات الإسرائيلية هذه التي هي جزء من "صفقة القرن" تظهر عجز الفلسطينيين عن ايقافها او تغييرها، فعلى الرغم من الرفض الفلسطيني بكل مكوناته لهذه الصفقة على أهميته الا ان هذا الرفض لا يكفي للتصدي للمشروع الإسرائيلي الاميركي، وبالتالي فان المطلوب عدم التوقف عن الرفض والمراهنة على صمود الناس كي يتم افشال هذا المخطط.
ان على القيادة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات كافة مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا المشروع عبر وضع استراتيجية واضحة لا تتوقف عند ما يتم الدعوة اليه من فعاليات شعبية خلال أيام انعقاد مؤتمر البحرين وانما تمتد للمرحلة المقبلة مدعومة باجراءات تعيد بناء الثقة مع المواطن خاصة في ظل ما تعيشه الساحة الفلسطينية من الانهيار الكبير في هذه الثقة بعد الكشف عن ملفات الفساد لمسؤولين.
ان حالة الضعف التي نعيشها اليوم هي ما شجعت كوشنير على التشكيك في قدرتنا على حكم أنفسنا، وان يرى طموحنا للتخلص من الاحتلال مرتفعا، وسمحت له أيضا ان يطالبنا بنظام قضائي عادل، وحرية صحافة وتعبير، وتسامح مع كل الأديان، قبل أن تصبح المناطق الفلسطينية أماكن قابلة للاستثمار.
نحن بالفعل بحاجة الى استنهاض كامل للحالة الفلسطينية ليس استجابة لكوشنير وانما لتحصين بيتنا الداخلي، مثلما هي الحاجة أيضا الى قرارات وإجراءات توجع إسرائيل وتجبرها على دفع ثمن احتلالها واستيطانها، فنحن منذ اليوم الذي تبنينا فيه نهج التفاوض ولا شيء غير السلام بتنا لا نخيف أحدا والاحتلال لا يحسب لنا حساب.