الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مقومات الرفض الفلسطيني

نشر بتاريخ: 25/06/2019 ( آخر تحديث: 25/06/2019 الساعة: 10:45 )

الكاتب: بهاء رحال

في الوقت الذي تنعقد فيه ورشة عمل البحرين الاقتصادية التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية، يتسآل البعض عن مقومات الرفض الفلسطيني الذي جاءَ بناءً على قراءة مستفيضة وفاحصة لما تحويه هذه الورشة المشبوهه والتي تأتي كمقدمة لما بات يعرف بصفقة القرن التي ستعلن عنها الولايات المتحدة، كخطة سلام قائمة على المال مقابل السلام. وهنا يتكرر السؤال ذاته عن مقومات الرفض الفلسطيني، خاصة بعد أن أعلنت الأردن ومصر والسعودية والإمارات والمغرب ودول أخرى مشاركتها في المؤتمر، فما الذي يملكه الفلسطينيون من خيارات تدفع عنهم مخاطر هذا المؤتمر، وما يمكن أن ينتج عنه من قرارات تصفوية، تحت شعارات اقتصادية وغطاء مالي يعد بعشرات المليارات من الدولارات.
الغريب أن البعض يظن أن الفلسطيني فقد مقومات الرفض، والحقيقة المثبتة أنه الوحيد القادر على الرفض في زمن الإنبطاح السياسي المتساوق مع قرارت وسياسات الولايات المتحدة، وهذا الرفض هو الضمان الوحيد للحفاظ على الحقوق الوطنية، وهو الرهان الوطني الوحيد وسط جمهرة التدافع لكسب الرضا الأمريكي، وهذا ما لم تتوقعه إدارة ترامب والمتساوقين معها، خاصة ممن ظنوا أنه إذا إشتد الحصار المالي والسياسي على الشعب الفلسطيني فإن مواقفه سوف تتراجع وسوف يضعف أمام الغول الهاجم على المنطقة، وأنه سيلهث خلف حفنة دولارات تتجمع على طاولة اللقاء في البحرين. كم كانوا حمقى أولئك الذين فكروا بهذا الشكل الأحمق.
وإذا كان لا بد من الجواب على السؤال، فإن مقومات الرفض الفلسطيني تكمن في قوة الحق التي لا يمكن لها أن تتأثر ببعض الضلال وبعض السياسات الرامية إلى نسف الحقوق وشطبها ومنح الاحتلال صفة الكيان والدولة على حساب حقوقنا المشروعة والتي أقرتها كافة القوانين والمواثيق الدولية. وأمام هذا التنمر الأمريكي والتنكر لكل القرارات الصادرة عن هيئات الأمم وإصرارها على تنفيذ خطتها التي تزعم أنها خطة سلام للمنطقة، فإن الرفض الفلسطيني هو الوحيد القادر على إفشال الصفقة ومكوناتها المشبوهه، وعناصرها القائمة على الخديعة.
لا شك من أن المشاركة العربية في المؤتمر خذلان للفلسطيني الرافض القابض على الجمر ، ولهذه المشاركة تداعياتها على مستقبل القضية برمتها، حيث أن المواقف العربية المتشرذمة والمنقسمة، وبعضها المتساوق تماماً مع خطط ترامب وأركانه في البيت الأبيض، يعني نسف كافة قرارات القمم العربية، وتخلي البعض عن المبادرة العربية للسلام، كما وأن مواقف البعض ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك. ووسط هذه الحالة التي يشعر بها الكل الفلسطيني بالخذلان من مواقف الدول العربية التي ذهبت لحضور المؤتمر، يبقى الرهان على صوت الشعوب العربية الداعمة للحق الفلسطيني والمساندة لخطوات الرفض والمقاطعة الواجبة، لكي تفشل خطط ترامب التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.