الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحاخام اليعازر كشتيل: يعرض على العرب ان يكونوا عبيدا

نشر بتاريخ: 08/08/2019 ( آخر تحديث: 08/08/2019 الساعة: 10:43 )

الكاتب: د.علي الأعور

ربما عندما تكون باحثا او مؤرخا تكون عليك المسؤولية اكبر مما يتصوره البعض من عملك في البحث والتحليل او قراءة التاريخ وتأريخ الاحداث التي تشكل مفصلا رئيسيا في تطور المجتمعات بكل مكوناتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية لكي تخلق ثقافة موجودة في المجتمع تقوم على التسامح واحترام الاخر سواء كانت تقوم تلك القيم على الدين او على الموروث الاجتماعي من عادات وتقاليد .
يوم امس صرح احد الحاخامات اليهود " اليعازر كشتيل " بان العرب يفضلون حياة الاسترقاق والعبودية ويعرض على العرب ان يكونوا عبيدا " ربما هذه الكلمات والتصريحات لا تستحق الرد عليها وهي تصريحات جوفاء تعبر عن ثقافة المتكلم بها والبيئة التي يعيش فيها ووصلت معه الأمور ان يكون بلا اخلاق وبدون قيم ولكن بعد خمس سنوات قضيتها في البحث حول المجتمع الاسرائيلي وثقافة اليمين المتطرف التي يتم تكريسها في المجتمع الإسرائيلي من خلال أطروحة الدكتوراة التي قدمتها في الجامعة العبرية فإنني قررت ان ارد على تلك التصريحات لنشرها في المجتمع الإسرائيلي باللغة العبرية حتى يعرف الجمهور اليهودي بان تلك التصريحات خالية من الحقيقة ولا علاقة لها بالتاريخ ولا علاقة لها بالإنسان العربي الذي نشأ وترعرع في المنطقة العربية وخاصة القبائل العربية والسادة العرب زعماء القبائل وكيف انتقم الخليفة المعتصم لامرأة اعتدى عليها احد الروم وكان الرد جيشا عربيا إسلاميا تمكن من دخول بلاد الروم وعمورية حتى عرف العرب وغير العرب ان العرب لديهم كرامة وعزة وكبرياء اكثر من كل الأمم .
وليعلم الحاخام ومن يؤمن بأفكاره بان العرب كان لهم الفضل في الكثير من محطات التاريخ التي وقفوا فيها مع اليهود وعاملوا اليهود معاملة حسنة ولم يستعبدوا اليهود على مر التاريخ .
اما المحطة التاريخية الأولى عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس " بيت المقدس" عام 637 م واستلم مفاتيح المدينة من البطريرك صفورنيوس ، كانت القدس محرمة على اليهود ويمنع على اليهود دخولها وجاء عمر بن الخطاب والإسلام وسمح لليهود بالعودة الى القدس والسكن فيها والتجارة فيها وقال لهم انتم احرار وبلاد المسلمين كلها مكانا لكم للعيش فيها"
اما المحطة التاريخية الثانية حتى يتعلم الحاخام اليعازر ومن يؤمن به فكانت في عهد صلاح الدين الايوبي عندما حررها من الصليبين عام 1187 وكانت القدس في عهد الصليبين ممنوعة ومحرمة على اليهود دخولها ، فجاء صلاح الدين الايوبي وسمح لليهود بالعودة الى القدس والعيش فيها بحرية كبيرة.
اما المحطة التاريخية الثالثة فكانت زمن الدولة العثمانية والسلطان عبد الحميد عندما سمح لليهود المتدينين بالدخول الى فلسطين والعيش فيها بحرية فأقاموا المستوطنات في صفد وفي ملبس وفي يافا وكان اليهود يمارسون الشعائر الدينية بكل حرية ولم تستعبد الدولة العثمانية اليهود في الوقت الذي فرضت فيه أوروبا في تلك الفترة ان يعيش اليهود في " غيتو" ويمنع على اليهود الدخول الى الأماكن العامة التي يدخلها الأوروبيين.
اما العلاقات الاجتماعية التي كانت بين الفلسطينيين واليهود زمن الدولة العثمانية علاقة حسن الجوار والتسامح من قبل الفلسطينيين لدرجة ان الفلسطينيين عرفوا بالدين اليهودي وكانوا يأتون الى بيوت اليهود في أيام السبت لانارة الشموع واستقبالهم في بيوتهم وتوفير الحماية لهم وكانوا يحترمون اليهود والدين اليهودي.
وبعد هذا أيها الحاخام اليعازر هل عرفت العرب الفلسطينيين جيدا ؟ كانوا دائما احرارا واسيادا وابطالا جاهدوا وضحوا بدمائهم الزكية من اجل ان يعيشوا بكرامة وحرية اما افكارك البالية فلها مكان واحد وهو مزبلة التاريخ لان المؤرخين لن يهتموا بها ولن تكون لها مكان في صفحات التاريخ واما الجمهور اليهودي في المجتمع الإسرائيلي سوف يتقزز من تصريحاتك وسوف يشتم منها رائحة الحقد والكراهية للشعب الفلسطيني وبالتالي فان تلك الثقافة لن تجد لها ارضا في اليهودي المثقف والمتعلم الذي يحترم الإنسانية ويحترم الاخر ويؤمن بتعدد الثقافات والشعوب والأمم الأخرى .