الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس... والصعود إلى الهاوية

نشر بتاريخ: 22/08/2019 ( آخر تحديث: 22/08/2019 الساعة: 20:20 )

الكاتب: منذر ارشيد


أعترف بكل وضوح أني أخطأت خطأ كبيرا في تقييمي لحماس منذ سنوات خلت عندما كنت أدافع عن قيادتها حتى أن كثيرا من الإخوة قالوا عني حمساوي الهوى .. واني تنكرت لفتح ..وأعترف أن من هاجموني تلك الفترة كانوا على حق حيث كنت أرى أنها حركة مقاومة حقيقة.. وكنت أسعى من خلال قلمي ومقالات أن تعود الأمور إلى طبيعتها وتنضم حماس إلى الكل الفلسطيني تحت إطار المنظمة ويتم تشكيل حكومة موحدة وتجري انتخابات وتنتهي الأزمة على خير ولكن على ما يبدو أنهم عملوا بمخططهم المرسوم لهم لسلخ غزة عن الوطن وتركهم في ولاية تم إغرائهم بها مع المخطط المرسوم من قبل أعداء القضية الفلسطينية

الفساد نعم موجود في كل مكان..

فالكثير من الوقائع أثبتت أن حماس كانت وما زالت أسوأ ظاهرة فلسطينية ألبست حالها وجهاً جميلا بينما فتح ألبسوها أبشع الوجوه
هنا لا أدافع عن غير حماس ولا حتى عن السلطة فالسلطة سلطة بكل ما تعنيه الكلمة وقد تسلمت وكبتت الرأي الآخر واعتقلت الكثيرين وهناك بطالة وتمييز ومصالح وأصحاب نفوذ

وأكبر الفاسدين في السلطة صَدرَته حماسةللسلطة
وهو الذي أشغل وسائل التو اصل والاعلام المكتوب بفساده
وعندما نسمع أخباره وما يتسرب عنه من إستغلال لمنصبه الديني يتبادر للأذهان كيف حماس تستغل الدين لمصالحها الضيقة وها هو نشاهده في أي خبر عن الفساد..

ولا أدافع أيضا عن فتح ففتح ليست كما كانت وانصرفت أيضا عن مسارها ولكنها لم تعتمد القتل وسفك الدماء وقلبها كان مفتوحا من أجل عودة الأمور إلى مجاريها كي تتوحد الصفوف لمواجهة المؤامرة الرهيبة

بدون أدنى شك أن أي تزوير وتسويق ووضع المساحيق لأي وجه قبيح ويظهر أنه جميل جدا كما نرى في دعاية المساحيق التي تقلب راس البصل إلى تفاحة

وهكذا كنا نرى حماس بجمالها وبهائها وتقواها

ولكن عندما تنعرك الامور وينزل المطر فيغسل المساحيق فتنتعش الارض فتنبت بما فيها من بذور ان كانت بذور خير فتنبت السنابل والخضار وإن كانت بذور شر فيخرج الى السطح الحنضل والمرار .

حماس انكشف حالها تماما وقد استغلت الظروف وخاصة بعد أوسلو وأظهرت نفسها بأنها الطاهر البريء القوي الشجاع المؤمن بالله وحي على الجهاد ..

مرت سنوات على فصل قطاع غزة عن الوطن وما تلاه من فوضى عارمة ومجازر ارتكبتها حماس بحق الأهل في غزة
سواء بالقتل أو الإعتقال والتعذيب أو بجرهم إلى حروب مع العدو بوعي وتخطيط من أجل أن يقال أن حماس تقاوم بينما يدفع شعبنا المحاصر ثمن حماقاتهم وعنترياتهم الفارغة وأخيرا إلى المواجهات الغير متكافئة على السلك وهم يوجهون الشباب والفتيات إلى الموت المجاني حيث القتل وتقطيع الأرجل من قبل العدو لترفع حماس من رصيدها الوهمي على حساب أشلاء شباب غزة المغرر بهم

وأثبتت الأحداث الأخيرة أنها انحدرت إلى دولار العبادي صحداحب نتنياهو ( ونبي هدوء وخذوادولارات )
كل ذلك في إطار المصالح الشخصية والفئوية الضيقة وقد عززت وجودها في القطاع بالحديد والنار غير آبهة بالوحدة الوطنية ولا بعودة الشعب موحداً في وجه المؤامرات.

فما الممارسات التي مارسوها ضد الشباب الواعي والمثقف الذين طالبو بالعيش بكرامة(بدنا نعيش) وما تلاها من قمع جنوني لهم واعتقال الكثير منهم وتعذيبهم بأقسى مما يعذب العدو في اقبية زنازين الإحتلال.
وقد حدثت أحداث كثيرة داخلية في حماس قتل خلالها قيادات حمساوية في ظروف غامضة لأنهم عرضوا نهجهم الفاشل

فما كان من هجرة لشباب غزة عبر البحار والموت في المنافي إلا دليلا فاضحا على إجرامهم والذي وثقته الحقائق الدامغة
وشهادات الكثير من الشباب الذي فروا جراء القسوةالجنونية لأجهزة حماس التي لا تعير أي قيمة لحياة الشباب الواعد.

والغريب في الأمر أن بعض قيادات حماس يتصرفون ويتحدثون بأسلوب مقزز ومعبر وأسقط خاصة فتحي حماد الذي صرح بالكثير من التصريحات الشاذه وآخرها أن الشعب الموجود في الوطن ليس فلسطينيا بل هناك من هم مصريين ومن هم سوريين ومن هم من اليمن متنكرا للهوية الفلسطينية وهو الأمر الذي يصب في مصلحة العدو الذي يقول ( أرض بلا شعب) وان اليهود هم الاصليين في فلسطين والفلسطينية قادمون جدد
إن السكوت على هذا القيادي الفاسد من قبل قيادة حماس لهو دليل على تعاسة وفساد قيادة حماس.

فالشهيد تامر سلطان الذي أصبح عنونا فاضحا لسلوك حماس الإجرامي والتطهير الشخصي للشباب و لكل ما هو وطني لهو دليل يضاف لكثير من الادلة على ان حماس لا تنتمي إلا لحزب مقيت ثبت انه دموي إقصائي إجرامي
فشهيد الهجرة والفرار من ظلم حماس و جحيم غزة تامر سلطان لهو دليل على أن غزة تحتاج من الكل الفلسطيني وقفة موحدة لوضع حماس في مكانها الصحيح والعمل لتخليص الأهل في غزة من ظلمهم وطغيانهم
اخيرا أقول التالي .. حماس اليوم ما عادت كما كانت سابقا في نظر الناس سواء في غزة أو الضفة ولا حتى في العالم العربي والإسلامي.. فما يتناقله الناس ووسائل الإعلام من أحداث وسلوك ومنهجية حماس .. غير ألمزاج العام
واضعف شعبيتهم لا بل وسع دائرة الشك والغضب من مسلكيتهم وسياساتهم الغريبة والعجيبة