الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغبين ربما تعني الغبن لكن أكيد تعني الغباء

نشر بتاريخ: 03/09/2019 ( آخر تحديث: 03/09/2019 الساعة: 10:30 )

الكاتب: السفير منجد صالح

عادة أنا لا أردّ على ما يكتبه أشخاص، رجال أو "أشباه رجال"، من بني البشر، بني آدم أو "بني صهيون" الجدد، "بني الشيطان". يُصرّون على "ركوب رؤوسهم" وركوب فلك تؤدّي بهم الى "بحر الظلمات". والغريب أنّهم كُثر في هذه الأيام، ويتوالدون كالأرانب. يتدثّرون بدشداشة الفهم والمفهومية، "والإنفتاح"، وهم في الحقيقة أقرب الى الوليد الآتي من "تلاقح" الحمار مع الفرس.
هل يعني هذا أنّه إذا ما كانت جيوبهم متخمة بالريالات والدراهم، أن تكون أدمغتهم أيضا متخمة بالمخ والعقل والفهم والإدراك، أم أن تكون متخمة "بالتبن" والبرسيم والقطران اللعين؟؟!!
أتابع منذ مدّة "الهجوم الكاسح" والظالم لبعض أشباه الصحفيين والكتاب الخليجيين ضد الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة، عادلة "رغما عن أنوفهم ورغما عن خشومهم"، وضد كل صخرة صلبة أو موجة شامخة تقف في وجه إسرائيل القبيح. لن يجمّله أطنان المساحيق الفرنسية والإيطالية، المُشتراة من باريس وروما بشيكات ورزم الريالات والدراهم، ومشحونه على ظهر "المولود الجديد الناتج من تزاوج الحمار مع الفرس"، مباشرة الى تل أبيب!!
طالعت اليوم في الصحف الإلكترونية، خبرا ينص عنوانه: "كاتب سعودي يُهاجم حزب الله .. سيقف معظم الشعب العربي مع إسرائيل"!!! ما شاء الله على هل العنوان "الزينة".
وفي التفاصيل يقول الخبر: "هاجم الكاتب السعودي ""عبد الحميد الغبين"" حزب الله اللبناني قائلا: أين سنقف إذا إجتاحت القوّات الإسرائيلية لبنان لإجتثاث حزب الله".
وتابع الغبين "المغبون" في تغريدته قائلا: "أين سنقف إذا إجتاحت القوّات الإسرائيلية لبنان لإجتثاث حزب الله. لقد تغيّر المشهد عن 2006 وتغيّرت معه مفاهيم وقيم كثيرة أتّجاه إسرائيل وحزب الله، الأولى أثبتت الأحداث أنّها دولة سلام والثاني ليس إلّا الوجه القبيح لإيران. سيقف معظم الشعب العربي مع إسرائيل". إنتهت "التنهيقة"، عُذرا أقصد التغريدة!!!
وقبل أن أخوض في تمحيص وتحميص وغربلة وتفنيد هذة "التفنيصة"، أي "الشطحة" الخارجة عن الزمان والمكان. وكأن السيد المُغرّد قد مزّق المشيمة، "الخلاصة" التي تلبّسته كالشرنقة، وقفز، مرّة واحدة، من وليد لتوّه، الى بالغ "وعاقل وراشد" يتمنّطق بالحطة والعقال، وفي يدة قلمأ أو ريشة أو وبر ناقة، يغمسه في محبرة متخمة بالسم، ويرش بها مدادا زعافا على طول وعرض الصحراء العربية، التي كانت أنبتت وأنجبت خالد بن الوليد وسلمان الفارسي.
لو سمح لي السادة القُرّاء أن أزيدهم بيتا من الشعر وأعطيهم لمحة عن "ملامح" السيد الغبين. يبدو شابا وسيما والحق يقال. شابا فتيّا ويافعا. ويلبس الحطة البيضاء والعقال "الغليظ" الأسود، بإحتراف منقطع النظير. ففوق جبهته "العريضة"، في مقدّمة رأسه، تُزيّنها "عقفة حطّته"، على شكل حرف ""V، بالإنجليزية، تُشير، والله أعلم، الى كلمة "فيكتوري" بالإنجليزية أيضا، أي "النصر" بالعربية.
على من إنتصرت بلاد هذا "الشبل" في الواحد وسبعين سنة الأخيرة، أي منذ قيام دولة الكيان الغاصب بالحديد والنار والقتل والمجازر عام 1948. يصفها الشاب الفتي، أحد أبناء جلدتنا. نتشارك وإيّاه بسمار جلودنا، وشرقية سحنتنا، ويصرخ قائلا: "أثبتت الأحداث أنّها دولة سلام"!!! أيّ أحداث يا ولد؟؟!! هل إكتشف هذا "الطفل" البالغ "هذه الحقيقة عن إسرائيل" من خلال "لعبة أتاري" أو "لعبة ببجي" أو عن طريق "الإكسبوكس". أم خرج من شرنقته، بمساعدة "منشار خشبي"، فوجد أمام ناظريه فجأة إسرائيل فخيّل إليه أنّه يرى السويد أو النرويج. أو أنّه يحلم في سراب الربع الخالي، ويخاله من شدة عطشه وإرهاقه "وزغللة عينيه"، سهل مرج إبن عامر، عامرا "بمقابر الأرقام". تحوي رفات جثث أبطال فلسطين، من الفلسطينيين والعرب واللبنانيين الذين قاوموا، براحات أكفّهم، المخرز الصهيوني، وإستشهدوا، وغيّر المحتل البغيض أسماءهم، ووضع بدلا منها أرقام صمّاء، أمعانا في حقدهم وساديّتهم. وجاء السيّد الغبين، وغيّر الساديّة والقتل والأنياب والمخالب، وألبسها قفّازات، حاكها بأنامله، ومهرها بماركة "دولة سلام"!!!
هل سمع السيد الغبين عن الفتي الملاك الشهيد محمد أبو خضير، الذي إختطفه "أصدقاؤه"، وقت صلاة الفجر، و"دحش" مستوطنوا دولة سلام حبه وعشقه، المُكتشف حديثا، البنزين، الذي يكثر في بلاده، في فمه وأحرقوه حيا وهم يرقصون ويضحكون ويرددون مثل "شعاراتك في حبّهم للسلام اللاهب" على جسد أبو خضير وعلى أجساد عائلة الدوابشة في قرية دوما الوادعة الحالمة.
أم أنه يعتقد بأن سحق وإجتثاث أطفال اليمن السعيد، أصبح الآن "تعيسا"، "بفضل" قنابل وصواريخ طائرات تحالفهم، البغيض المقيت، سيُسجّل لهم في التاريخ "إنتصارا مؤزّرا" أم عارا سرمديا يلتصق ويصفع وجوههم البليدة والملبّدة بنصائح الأجنبي،الذي لا يريد بهم ولهم ولا لأبناء جلدتهم خيرا؟؟!!
إذا كان نعّوم تشومسكي وميكو بيلد، اليهوديّان الطيّبان، ينعتان إسرائيل بدولة إحتلال وقمع، وتأتي أنت يا محترم، وتُلبس الذئب رداء الحمل، وتُخفي أنياب ومخالب "ال إس إس" التي يتسلّح بها الإحتلال الكريه، وتغطّيها بطرف حطّتك المغزولة ببصاق دودة القز. هل تُحاول أن تُطفىء نور الله بفيك؟؟ وتتقيّأ حبا ومودة وسلاما "لدولة السلام" حبيبتك وحبيبة بعض من كبار القوم المتخمين بالقصور واليخوت وبلوحة الجيوكندا.
"أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير؟؟!!" ننصح هذا المغبون الغبين أن لا يفرح كثيرا "لإنجاز قادم يتمنّاه"، يُحققه له جيش الإعتداء الصهيوني، على شجرة الأرز الشامخة، جذورها ضاربة في باطن أرض الجنوب، "جنوب لبنان هو شمال فلسطين"، وفروعها وقمّتها تُحلق خفّاقة في السماء، "تُناغش" نجمات "درب التبّانات" المصطفّة وراء بعضها، في فضاء سماء فلسطين ولبنان التوأم، المُتعانق، الفسيح، مترامي الأطراف، من بعلبك والهرمل والضاحية الجنوبية وبيروت الى جبال الكرمل وغزة ومخيم جنين والقدس.
وأن لا يعلك، باسنانه الصفر ولسانه الأصفر، سيرة حزب الله، كما علكت هند بنت عتبة كبد الأسد حمزة بن عبد الله، بعد مقتله على يد، أجيرها الأسود، وحشي الحبشي، في معركة أحُد. هل كانت معركة أحُد آخر معركة "مُظفّرة" لقوم الغبين المغبون؟؟!! وضد من؟؟ ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه من المؤمنين الموحدين الطاهرين، الداعين الساعين لاخراج "القوم" من الظلمات الى النور.
أم هل يفضّل السيد الغبين أن يعيش كالخفّاش في بئر بلا قعر، بدل أن يعيش تحت شمس الله الساطعة الدافئة، الحامية، بإذن الله، التي تزيّن أشعاعاتها الربّانية الساطعة ربوع أرض الجنوب اللبناني، فيمتد نورها وإشعاعاتها الى جارتها، المتعانقة معها، جبال الكرمل المنتصبة قامتها وهامتها في شمال فلسطين؟؟
لماذا يُبخس نفر ضال من أبناء جلدتنا ثمن أشقّاء لهم، في الدين والعقيدة والعروبة والإسلام، شيعة كانوا أم سُنّة، لا فرق، في الوقت الذي يدفع فيهم الأعداء ثمنا مُقدّرا ويثمّنون مواقفهم وصلابتهم وجهوزيّتهم وتمنطقهم بالسيف والرمح والمنجنيق؟؟
وهل يعتقد هذا "الجهبذ" أن الشعوب العربية، كشعب المغرب مثلا، الذي يتخذ أمراؤه من بلادهم "ماخورا" لإشباع هوس رغباتهم المحمومة، تحت يافطة قصور الشتاء والصيف، سيصطف، طلبا لرغبته العقيمة، في طابور من مراكش الى الدار البيضاء، يصفق ويهلل ويكبّر إحتفالا وإحتفاءا بجيش الإعتداء الإسرائيلي وهو "يجتث" حزب الله، و"قواعد الإيرانيين"، من بين أشجار غابات صنوبر الجنوب اللبناني، الحصينة العصية على الكسر وعلى "أسياد" الغبين، النائم في العسل، يداعب باصابع يديه أصابع قدميه ويشمّها فتتفتح شهيّته وقريحته شعرا ومدحا وغزلا وتغزّلا في حب إسرائيل، بني صهيون، وجيشها العرمرم المجنون.
أرض الحرمين الشريفين لا يمكن أن تُنجب الكثير من أمثالك، فبين سنابل القمح تتسرب شوكة أو شوكتين، فأرض الحرمين الشريفين توأم أرض الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لا يُعمّر فيها ظالم، وأنت وأمثالك ظلمّتوا أنفسكم أوّلا وأسأتم الى الأرض الطاهرة المباركة. لقد دنسّتموها بأفواهكم وأفعالكم، بغبائكم وغروركم. فأنتم لا ترون أبعد من أرنبة أنوفكم، خشومكم، المأزومة، المزكومة، المحطمة، الممرّغة، الممهورة بخاتم تراب أقدام نتنياهو وترامب.
قال الحق جل وعلا في كتابه العزيز: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"، صدق الله العظيم. وأنت أيها المُغرر المغرور لا تعلم. والله العظيم أنت لا تعلم!!!