الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ستسقط "اسرائيل" وان فاز نتنياهو

نشر بتاريخ: 17/09/2019 ( آخر تحديث: 17/09/2019 الساعة: 10:05 )

الكاتب: عماد عفانه

أربع وعشرون ساعة بقيت على الانتخابات "الإسرائيلية" المعادة، غداً الثلاثاء، سبقها كثافة في الدعاية الانتخابية من قبل نتنياهو وكافة مرشحي الأحزاب الصهيونية، بدءاً من المقابلات التلفزيونية مع القنوات الإسرائيلية، مروراً بالصفحة الأولى لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وليس انتهاءً بهدية ترامب الانتخابية لنتنياهو بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك بين "إسرائيل" والولايات المتحدة.

ويحاول نتنياهو توظيف هذا الحدث عبر تسميته في رسالة للناخب الصهيوني نتنياهو بـ "تغيير تاريخي"، ليس فقط عبر الاحتماء بأقوى دولة على وجه الأرض، ولكن بالانتقال من الدفاع عن التوسع الاستيطاني في أراضي الفلسطينيين في الضفة والقدس والمحتلة، إلى عزمه بسط السيادة "الإسرائيلية" على كامل أراضي الضفة الغربية المحتلة، بحجة فرض السيادة على المستوطنات.

"نحن في أوج عملية تغيير تاريخي في تاريخ شعب "إسرائيل" ودولة "إسرائيل، بعد الانتخابات مباشرة أعتزم فرض السيادة "الإسرائيلية" على غور الأردن، ثم بعد ذلك فرض السيادة على كافة المستوطنات ومناطق أخرى ذات أهمية أمنية وقومية في يهودا والسامرة - الضفة الغربية- إنني أطلب ثقتكم لإكمال هذه المهمة وتحصين حدود وأمن دولة إسرائيل إلى الأبد".

كانت هذه رسالة نتنياهو للناخب الصهيوني، إلا أن رسالته لم تخلُ من التحريض على خصومه في حزب الجنرالات "كاحول لفان" الذي يقوده بني غانتس مع اثنين آخرين من رؤساء الأركان، وهما موشيه يعالون وغابي أشكنازي، عبر الطعن في صهيونيتهم لمجرد استعدادهم للتحالف مع الأحزاب العربية التي لا تعترف بيهودية "اسرائيل"، الأمر الذي نفاه قادة "كاحول لفان" أكثر من مرة، عبر تحريضهم هم أيضاً على الأحزاب العربية واتهامهم بالتطرف، فالعرب هم الضحية السهلة لدعاية كافة الأحزاب الصهيونية.

31 قائمة تخوض الانتخابات الـ 22 للكنيست "الإسرائيلية"، بينها "القائمة المشتركة" العربية، التي تضم أربعة أحزاب تنشط أساسا بين فلسطينيي الـ 1948.

"فرصة نادرة"، كان عنوان عامود نشره بني غانتس في صحيفة "يديعوت" في إشارة إلى إمكانية التخلص من نتنياهو، مع الاستعداد للتحالف مع "الليكود" في حكومة وحدة وطنية، أو حكومة يمين قومي علمانية.

حول قضايا الاستيطان استخدم غانتس المناورة عبر إغفال هذه القضايا من رسالته الانتخابية، لاستمالة أصوات من اليسار "الإسرائيلي"، معتبراً أن قضايا الاستيطان باتت مفهومة ضمناً، في سياق الاتفاق على إبقاء مناطق واسعة من الضفة الغربية تحت السيطرة "الإسرائيلية"، خصوصا غور الأردن والكتل الاستيطانية، خاصة إذا علمنا ان موشيه يعالون طالب بوجوب تكثيف الاستيطان في الكتل الاستيطانية في إطار السعي لتخليص "إسرائيل" من أغلبية عربية وفلسطينية تحت سيادة "إسرائيل" وحشرهم تحت سلطة حكم ذاتي واسعة الصلاحيات المدنية دون صلاحيات أمنية.

رسائل المعركة الانتخابية يتفق فيها جميع المتنافسين الصهاينة على إعلان طموحات الصهيونية التاريخية وتنفيذ مزاعم الوعد الإلهي بأرض "إسرائيل" لليهود، بالاعتماد على هدية ترامب السبت الماضي باتفاقية دفاع مشترك.

وأقصى ما يمكن أن تمنحه أكثر الأحزاب يسارية للفلسطينيين هو حكماً ذاتياً، يعفي "اسرائيل" من عبء المواجهة اليومية مع الشعب الفلسطيني المنتفض، لاستمرار كونه احتلال خمس نجوم.

في الحقيقة نجحت "اسرائيل" في مد أذرعها الاستيطانية من النوع السياسي لتصل هذه المرة إلى عواصم عربية فتحت أبوابها للتنسيق الأمني وللتعاون العسكري فضلا عن وفود التطبيع الرياضي والديني، ما دفع نتنياهو لبث تسريبات مفادها أنه حصل على دعم عواصم عربية للتعاون بل وتمويل حملة عسكرية للقضاء على حركة حماس في قطاع غزة.

"ولتعلن علوا كبير" لن تسقط "اسرائيل" إلا إذا طبقت هذه الآية بحذافيرها، علو سياسي في عواصم عربية، وعلو في بسط السيطرة على كامل الأرضي الفلسطينية وبعض الأراضي العربية، وعلو في ضرب الطيران الصهيوني لقلب عواصم عربية دون أي رد، وعلو في الجرأة على تدنيس المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي، والتصريح بنية التهويد والسيطرة الكاملة مع ردود عربية خجولة لا ترقى إلى فداحة العدوان، وعلو في حصار وخنق شعب مليوني فلسطيني في غزة والاعلان عن نيته إبادة كل صوت حر في قطاع غزة بتعاون عربي وتواطؤ دولي وصمت إسلامي.

فاز نتنياهو أو سقط فإن "اسرائيل" بلغت شأواً عظيما في هذا العلو والتمدد جغرافياً وسياسياً، وباتت "اسرائيل" في طريقها إذاً إلى السقوط الحتمي تصديقا بالوعد الإلهي " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا".