الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الإسرائيلية والحالة الجديدة وكيفية التعامل معها

نشر بتاريخ: 20/09/2019 ( آخر تحديث: 20/09/2019 الساعة: 12:34 )

الكاتب: ماجد سعيد

ما ان ظهرت النتائج الاولية للانتخابات الاسرائيلية حتى قفزنا فرحا بسقوط نتنياهو وسقوط خططه في الضم والتوسع والاستيطان في الضفة الغربية، على الرغم من ان نتنياهو فعليا لم يسقط حتى وان هزم ومشروعه التوسعي لم يمت هو أيضا وان اختلف حجمه وشكله.
نتنياهو الذي يطلق عليه ايضا ملك اسرائيل او المؤسس الثاني بعد بن غوريون لدولة اسرائيل الجديدة يجيد اكثر من غيره المناورات السياسية فهو بعد ان تيقن انه لن يتمكن من تشكيل حكومة بعيدا عن ليبرمان او غانتس سارع الى التواصل مع الاحزاب اليمينية المتطرفة وشكل معها معسكرا مانعا ليكون المكون الأساس في الحكومة قبل ان يدعو غانتس الى مفاوضات لتشكيل حكومة موحدة يكون عمادها ذلك التحالف اليميني كي يضمن هو بقاءه في الحكم ولو بالتناوب مع خصمه اليوم الذي ربما يكون شريكه في الغد.
وبغض النظر عما اذا كان سينجح نتنياهو في البقاء ضمن حكومة موحدة ام سيتم استبعاده منها كشرط من غانتس للدخول في تحالف مع الليكود واليمين المتطرف فان مشاريع الضم والتوسع بهكذا تحالف او حكومة لا يعني انها سقطت فالخلاف بين الليكود وازرق ابيض لم يكن سوى على حجم الاراضي التي سيتم ضمها في الضفة فيما المبدأ فلا خلاف عليه.
اليوم يعود الإسرائيليون ليؤكدوا للمرة الخامسة او السادسة عبر صناديق الاقتراع الحالة التي وصلوا اليها من تطرف، ورغم ذلك فاننا بقينا ننتظر المرة تلو المرة للتغيير الذي يبدو انه لن يأتي.
هذا الامر يعرفه الفلسطينيون الذين ظلوا على مدى 13 سنة ينتظرون ان تتغير المعادلة في اسرائيل وهم يرهنون مستقبل القضية املا في وصول حزب يمكن ان يجلس على طاولة المفاوضات التي بقينا نتمسك بها كخيار اوحد بعد ان اسقطنا باقي الخيارات، وان طريق أوسلو الذي أوصل انشاء السلطة الفلسطينية هو الطريق السليم ويجب عدم التخلي عن هذه السلطة باعتبارها مكسبا وليست عبئا على الفلسطينيين.
علينا ان نعترف بفشلنا وعجزنا ونحن نتمسك بهذه الاستراتيجية امام هذا التغول الإسرائيلي، وعلينا أيضا ان نعترف بان ما ندعيه من محاولات الانفكاك عن إسرائيل او التهديد بإلغاء الاتفاقيات معها لن نقدر عليه الا اذا اتخذنا قرارا بحل السلطة والعودة الى العمل الثوري من جديد.
وطالما اننا لسنا مستعدين للاقدام على هذا الخيار الذي سيُفقد الكثيرين ما ينعموا به من امتيازات سرعان ما تنهار امام اول جندي للاحتلال يقفون امامه، فانه يتوجب علينا ان نبني استراتيجية جديدة بعيدا عن كل الاوهام التي نعيشها من إمكانية إيجاد شريك للسلام في إسرائيل، وان نعمل على تعزيز صمود الناس ليس بالمشاريع والدعم المالي وحده وانما بالعمل الفعلي على تغيير ما نحن فيه من فساد وغياب للعدالة والديموقراطية الحقيقية وحقوق الانسان وحرية التعبير لجمهور فقد ثقته باركان الحكم.