الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

إجراء الانتخابات استحقاق وطني وعودة لديمقراطية مخطوفة

نشر بتاريخ: 07/10/2019 ( آخر تحديث: 07/10/2019 الساعة: 17:01 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

بعد هذه السنين العجاف التي المت بالشعب الفلسطيني بسبب الانقسام / الانفصال الحمساوي المعيب والمدمر كونه عباره عن اختطاف عسكري للشق الجنوبي من بقايا الوطن الفلسطيني و الذي ينم عن رغبة شديده من قبل حماس في وأد العمليه الديمقراطيه وتوظيف كل ممكن بعد ذلك من اجل عدم الذهاب لصندوق الانتخابات ثانيه كونها وسيله لم تعد مؤتمنه لاعادة انتخابها بعد ان انكشف امرها الذي طالما غلفته بورق مزيف من الدين والتي سرعان ما اهترأت جراء ممارسات حماس وعسكرها الذين كشو عن انيابهم في يوم انقلابهم الاسود وما صاحبه وما تلاه من اعمال يندى لها جبين كل مسلم ولا داعي لسردها كونها ما زالت حيه في الذاكره الفلسطينيه .
بالرغم من ذلك ابقى الرئيس الفلسطيني على المؤسسه التشريعيه (المجلس التشريعي) كما ابقى على الموازنه على ما كانا عليه قبل الانقسام حيث بقي المجلس التشريعي يجتمع بدون نصاب والرواتب مستمره بدون استحقاق وكان السبب في كل ذلك هو الرفض المبدئي من قبل الرئيس في استخدام القوه واراقة الدم الفلسطيني كوسيله لاسترجاع غزه المخطوفه الى حضن الوطن وعلى امل ان يهدي الله الانقلابيين من حماس ويعودوا عن انقلابهم خصوصا وانهم يزعمون انهم سدنة الشرائع الالهيه على الارض بالرغم من ان هذه الشرائع تتنافى كاملا مع ممارساتهم حيث ان شرائع الله لا تقر لا بظلم ولا بجور ولا بفساد ولنا مثلا لا حصرا في في تعاملهم الوحشي مع حراك بدنا نعيش الذي كان انتفاضه خواء البطون الذي يعاني منه اهلنا الغزيين تحت حكم حماس باستثناء الطبقه الحاكمه ومن والاها.
هذا الحكم الجائر لحركة حماس وامعانها في جورها دون اي بصيص امل لهداية من الله والعوده الى جادة الصواب حتى بعد ان انكشف مستورهم ليس فقط للمليونين فلسطيني المختطفين في غزه بل للكل الفسطيني والعالم اجمع وكل ذلك خدمة لمصالح الطبقه الحمساويه الحاكمه بصفه خاصه وحزب الاخوان المسلمين بصفه عامه ، هذا ما حدى بالرئيس وبعد ان بلغ سيل جور حماس الزبى لاتخاذ قرارات عارضها البعض مع انها محقه سواء باعتماده توصية المحكمه بحل المجلس التشريعي او بتقنين المرتبات مع ان الواقع يقول وليس انا في ان هذه القرارات التي اتخذها الرئيس جاءت متأخره.
قد يبدو ان مثل هذه القراءه ستغضب من تعودوا على روتين تحول الى امر واقع مدمر لن نستطيع التحرر منه الا بتدميره قبل ان يدمرنا وذلك باعادة دفة السفينه الفلسطينيه الى صاحبها الحقيقي والشرعي الا وهو الشعب صاحب القوانين وصاحب التشريعات ليقول بعد كل هذه السنين التي تم تغييبه خلالها ليفيق من سباته ويقول كلمته ويختار من يحكمه مِن مَن نذروا انفسهم لخدمة شعبهم يحاسبهم ان هم اخطأوا وان يكون بمقدور هذا الشعب ازاحتهم كما اختارهم ليختار غيرهم ويبقى هذا الشعب يراقب ويحاسب اذ لا سلطه فوق سلطة القانون سوى سلطة الشعب صانع كل القوانين الى ان تتحقق كل اماني هذا الشعب وطموحاته في قيام دولته وعاصمتها القدس.
ما سبق لا يعني ان ما نطالب فيه سهل المنال نظرا لتعارضه اولا مع الايدولوجيا الحمساويه المبنيه في هذا السياق على اطاعة ولي الامر حتى لو كان في ذلك الهلاك بعينه وقد شاهدنا ذلك ابان تجربة الاخوان في مصر حيث كان الرئيس المنتخب من قبل الشعب خادم ومطيع للمرشد الذي هو في الحقيقه لا يعني شيء للناخب المصري من غير اعضاء الاخوان المسلمين الامر الذي اثار حفيظة اشقائنا المصريين وتسبب في اشعال الثوره المصريه من جديد من اجل استعادة كرامة الناخب المصري التي اهانها الرئيس المنتخب بانصياعه لاوامر المرشد وليس الشعب.
في سياق متصل نقول بان الموافقه الاخيره السريعه من قبل حماس على وثيقة الثمان فصائل هي خديعه اخرى من حماس كونها مفخخه بشرط التوافق الذي يعني بحسب القاموس الحمساوي عشرين سنه تفاوضيه اخرى كما هو حال المصالحه . الدعوه للانتخابات دستوريا تتم بدعوه من الرئيس وليس بالتوافق مع اننا تعودنا على التوافق كاسلوب وطني فلسطيني استثنائي لتذليل العقبات التي كانت تقف في وجه مسيرة التحرير وانهاء الاحتلال ولكن ليس التوافق الذي تريده حماس الذي هو كلمة سر لتفجير اي اتفاق لا يخدم مصالحها وعليه لا بد من تنفيذ قرار الرئيس هذه المره بضرورة الذهاب الى صندوق الاقتراع مهما وضعت حماس من عراقيل .
وفي هذا السياق اقول انه قد حان الوقت للفصائل الوطنيه في غزه لاستعادة دورها المحوري في عملية تقرير المصير الفلسطيني بتحرير القرار الفلسطيني المختطف من قبل حماس منذ اكثر من 12 سنه.
الى كل ما ذكرناه يضاف ثانيا وهو الورقه الاهم وهي ورقة اسرائيل القوه القائمه بالاحتلال التي لن تسمح بسهوله لاهلنا في القدس في ممارسة حقهم الديمقراطي بالذهاب للانتخابات وذلك بعد ان اصبحت القدس عاصمة لاسرائيل بقرار اهوج من مالك الكون وملك الملوك الرئيس الاميركي المعتوه ترمب والذي لابد وان يواجه بحل ابداعي فلسطيني ودولي.
المهم في كل ما ذكرناه هو اجراء الانتخابات هذه المره وبالرغم من كونها تحت بساطير الاحتلال و من انها لن تكون المهدي المنتظر كما يزعم البعض لان اجرائها ليس فقط استحقاق وطني وديمقراطي انما هو ايضا مسالة حياة او موت للمشروع الوطني الفلسطيني الذي اصبح يحتضر بفعل الانقسام المؤدي حتما لانفصال لكون هذه الانتخابات ستعيد الحياة للسلطه التشريعيه المتفق عليها دوليا كاداة محاسبة للسلطه التنفيذيه وسن القوانين وبالتالي اعطاء المصداقيه لهذه القوانين التي تُسن كونها ملزمه للحاكم والمحكوم بحيث يصبح عدم الالتزام بها وتطبيقها خطيئه كونها صادره عن الشعب من خلال ممثليه المنتَخبين,
الشروع بتذليل العقبات الانتخابيه الذي تم تكليف لجان قياديه بشأنها يجب ان يتصاحب ايضا مع صدور قرار رئاسي بالاعلان عن تاريخ محدد للانتخابات الامر الذي يؤكد على اصرار قيادي فلسطيني هذه المره على اجراء هذه الانتخابات الذي هو بحد ذاته (الاصرار) يعتبر وسيله ضاغطه لتذليل هذه العقبات .
ختاما نقول بان مشاركة حماس في هذه الانتخابات وهو ما نأمله ولكن بدون اية شروط سيجب ما قبله كونه مؤشر لرغبه صادقه في العودة الى حضن الوطن الفلسطيني ولكن عكس ذلك سيكون بمثابة ادانه لحماس بامعانها في تدمير المشروع الوطني الفلسطيني لصالح مشروع وهمي غير فلسطيني وهو مشروع الاخوان المسلمين .