الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرية التأطير : حكم حماس أو عودة التيار الضال..

نشر بتاريخ: 17/10/2019 ( آخر تحديث: 17/10/2019 الساعة: 12:34 )

بقلم حميد قرمان

يبدو ان الفصائل الفلسطينية قررت التحضير مبكرا للمعركة الانتخابية القادمة ، فبدأ سيل الاخبار والتصريحات والبيانات والاشاعات يتدفق على المواقع الاعلامية والصحفية الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولعل ذلك التقرير الذي نشرته صحيفة اسرائيلية وحيث يتحدث عن توقعات لمصادر استخباراتية وامنية..فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية المقبلة، جاء بالتزامن مع تصريح مثير للقيادي في ما يسمى بالتيار الاصلاحي" اشرف جمعة" حيث اكد رغبة التيار بالتحالف والعودة الى حضن الحركة الأم ، وهو ما اكده بيان في نفس اليوم لممول التيار الاول محمد دحلان، الذي اكد الرغبة مجددا بعودة التيار الى حضن حركة فتح، خاصة بعد سلسلة الاقصاءات والاستقالات وتبادل التهم على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدها التيار مؤخرا في قطاع غزة.
بالعودة الى التقرير الاسرائيلي الذي يتوقع فوز حماس وبسط سيطرتها على الضفة، والبحث مطولا عن مصدره، تجد ان التقرير الاسرائيلي منشور فقط في المواقع التي يمولها التيار، والتي تروج دائما للدحلان وتصفه "بالقيادي الوطني الفلسطيني"، وبعد برهة من التفكير وربط التقرير الذي لا اساس له، بتصريح اشرف جمعة، والبيان الصادر من الدحلان، تجد نفسك ببساطة امام نظرية التأطير احدى نظريات "غوبلز- منظر الدعاية النازية"..والتي تتخلص هنا بجملة واحدة فقط :
اما فوز حماس او عودة التيار الضال الى حركة فتح..
الدحلان وما تبقى من تياره يرغب بخلق مزاج فتحاوي عام مرتبك وخائف من خسارة الحركة امام حماس، فيدفع بخيار العودة والوحدة بين بقايا تياره وحركة فتح..من خلال سلسلة تقارير صحفية وبيانات لخلق قاعدة فتحاوية تتقبل فكرة طرح عودة ما يوصف بالتيار وقياداته ومناقشتها والترويج لها، فتدرك ببساطة اننا دخلنا اجواء المعركة الانتخابية الفلسطينية مبكرا..والتي تتطلب وعيا وطنيا امام حجم الدعاية التي ستمارس بفنونها ونظرياتها من الآن حتى يوم الاقتراع الذي لم يحدد بعد.