الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الثالثة هل تعني زوال "اسرائيل"

نشر بتاريخ: 11/12/2019 ( آخر تحديث: 11/12/2019 الساعة: 19:48 )

الكاتب: خالد معالي

قد يقول قائل ان ذهاب احزاب وقوى دولة الاحتلال للانتخابات وللمرة الثالثة، خلال عام واحد، وعدم اتفاقها، هو دليل على قرب الانهاك الداخلي ومن ثم انتهاء وزوال دولة الاحتلال، وهذا فيه من الصحة الكثير، فالامبراطوريات العظيمة ترينا قراءة التاريخ انها كانت تنهار من الداخل وليس بفعل قوة خارجية.

الانهيار من الداخل حذر منه وزير جيش الاحتلال "نفتالي بينت" قبل ايام، وقال ان دولة لليهود لم تعمر قديما اكثر من 80 عاما، وان ما يحصل من عدم الاتفاق على تشكيل حكومة والذهاب لانتخابات ثالثة مؤشر خطير على الانهيار والتفكك الداخلي.

كما ان "نتنياهو" وفي اجتماع مغلق في منزله جرى قبل مدة، قال ان هناك خطر على زوال دولة الاحتلال وقرب نهايتها، لكثرة وزيادة التحديات امامها.

تنبؤات الشيخ جرار والشهيد احمد ياسين بقرب زوال دولة الاحتلال عام 2022، بدا وكأنها قد تتحقق مع ما يلاحظ ويقرأ في تفاصيل المشهد "الاسرائيلي"، مع أن مثل هذه التنبؤات قد لا تؤخذ على محمل الجد في الأوساط السياسية، وكل له حججه وبراهينه، ولا حجر على الافكار والتحليلات السياسية، اختلفنا ام اتفقنا معها.

ماذا لو قلنا للقارئ ان حكاية زوال دولة الاحتلال ليست حكرا وقصرا فقط على الشيخ جرار والشهيد احمد ياسين، بل ان هناك مفكرين من دولة الاحتلال قالوا بذلك، حيث التنبؤات "الإسرائيلية" عن اضمحلال "إسرائيل" وانهيارها وهزيمتها من الداخل تصدر عن تيارات فكرية مختلفة.

أفراهام بورغ السياسي "الإسرائيلي" المخضرم ورئيس الكنيست سابقا، حذر من توافر أسباب زوال "إسرائيل"، حيث يرى بورغ أن "إسرائيل" بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية.

يلتقي المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في بحوثه ودراساته إلى استنتاج زوال "إسرائيل"، بقوله بان القوى الاستعمارية اصطنعت "اسرائيل" وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة. هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية".

اليس علامة فارقة ان مفكروا الصهيونية ارادوا ان يحضر ال 20 مليون يهودي لفلسطين، لكن من حضر فقط قرابة خمسة الى ستة مليون.

بعيدا عن التنبؤات والتحليلات، فان كيان وقوة تعتبر قوة خامسة او سادسة في العالم، لم تسطع مواجهة مقاومة في جنوب لبنان وغزة، وتضطر تحت وقع ضربات المقاومة ان تنهزم وتنسحب وتهدم 22 مستوطنة في غزة، بل وتلاحقها صواريخ غزة في قلب كيانها، لهو كيان هش وضعيف وسرعان سيزول اقرب مما نتصور.