الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعلان الصفقه في ذكرى المحرقه

نشر بتاريخ: 28/01/2020 ( آخر تحديث: 28/01/2020 الساعة: 01:17 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

يبدو ان الشكوك حول الاعلان عن المؤامره المغلفه بما يسمى صفقة القرن او بالاحرى ما تبقى منها بدأت تنقشع وذلك بسبب ثقل حبل المشنقه السياسيه الذي يبدو انه اصبح يشتد حول رقبتي كل من الاعمى ترمب والمقعد النتن ياهو ،الاول بسبب عزله والثاني بسبب فساده بعد ان سيطر الاثنان على مسرح العمى السياسي الدولي وتحديدا الشرق الشرق اوسطي منه وذلك منذ ان تولى ترمب فاقد البصر والبصيره رئاسة الاداره الاميركيه ليحولها الى اداره صهيونيه بكل ما تعنيه الكلمه لما في ذلك من منافع شخصيه له وليس كما يعتقد البعض لاسباب ايدولوجيه دينيه كونه يجهل تماما حتى معنى هذا المصطلح اضافة الى ان كذبه وممارساته لا توحي بانها مستوحاة من غير دينه الشخصي وعبادته لذاته.
الاعلان عن الصفقه /المؤامره لن يغير شيء على ارض الواقع ليس فقط لكونه شخصي وانما لكون فلسطين كدوله بما في ذلك عاصمتها القدس كلها واقعه تحت الاحتلال الصهيوني العنصري الذي لم يعر يوما وكما هو معروف ومثبت اي اهتمام لاي قرار صادر عن منظمة الامم المتحده بكافة مكوناتها الجمعيه العموميه ومجلس الامن ولا اي من وكالاتها المحكمه الدوليه واليونسكو كونها جميعها تشكل الحاضنه الدوليه للقانون الدولي وملحقاته وذلك في اي شأن يخص اسرائيل و احتلالها العسكري وسيطرتها بالقوة على الشعب الفلسطيني وارضه وفي تحد صارخ حتى لميثاق الامم المتحده ولا حتى الاكتراث باي ادانه او شجب من قبل المنظمه الدوليه بما تقترفه هذه القوه القائمه بالاحتلال من جرائم بحق الشعب الفسطيني تحت احتلالها وكأن قانون الغاب الصهيوني في الشرق الاوسط هو الذي تلتزم به دولة الاحتلال كدوله مارقه بدلا من القانون الدولي.
حتى ان اؤلئك المطلعين على كل شارده ووارده في شؤون الشرق الاوسط من يهود اميركا الذين يعرفهم المفاوض الفلسطيني تمام المعرفه من امثال ديفيد ميللر ودينيس روس سخروا من هذه المهزله المسماه صفقة القرن حيث قال فيها روس- الذي كان في يوم مضى يفاوض نيابة عن الاسرائيليين - بانها "لا تمت للسلام بصله" وميللر "انها تعد اول مبادرة سلام لا علاقه لها بالاسرائيليين والفلسطينيين ولا بعملية السلام ولا ببدء مفاوضات حتى ان طريقة اعدادها غريب".
كما ان اختيار التوقيت للاعلان عن هذه المؤامره ابان وصول قرابة الاربعين زعيم الى اسرائيل للمشاركه بذكرى المحرقه التي ارتكبها النازيون في اوروبا بحق اليهود ربما يكون صدفه الا انها كانت خير من ميعاد كون هذا الحضور لهؤلاء الزعماء يعتبر عمل انساني مثمن كونه تعاطف مع ضحايا النازيه من اليهود ولكنه وللاسف فقد الكثير من قيمته الانسانيه كونه حصل على ارض بعيده جدا عن مكان المحرقه ومن ان هذه الارض احتلها الناجون من المحرقه وشردوا اهلها وارتكبوا على هذه الارض جرائم قد لا تتساوى بالكيف والكم مع ما ارتكبه النازيون ولكنها جرائم حرب وضد الانسانيه باقرار قضاة ومؤرخين يهود ومرتكبها هو مجرم ولا بد من محاسبته على جرائمه ولهؤلاء الزعماء العظام نقول ان الانسانيه لا تتجزأ.
وفي هذا السياق نذكر الزعماء ضيوف اسرائيل بما قاله شخص ليس غريب عنهم كونه سياسي مرموق وهو يهودي بريطاني واكن له كل الاحترام وكنت قد التقيته في مقر البرلمان البريطني عندما كان في حينه وزير ظل عمالي وهو الراحل جيرالد كوفمان مفاد قوله "ان ما فعله النازيون بجدته المريضه لا يعطي المبرر للاسرائيليين بعمل شيء مشابه للفلسطينيين." والمحرقه التي نحن بصددها نقر بانها جريمه بشعه وغير انسانيه ونقر باننا بكينا من هولها عندما تحولت الى افلام سينمائيه ونحن نشاهدها ما يستدعي انسانيا بالمقابل من حكام اسرائيل وزوارهم من قادة العالم ان يبكوا مثلنا ويدينو وبشده ما ارتكبته اسرائيل القوه القائمه بالاحتلال وما زالت ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين وتحديدا حرق الفلسطينيين احياء حيث ما زال شهدائنا ابو خضير والدوابشه احياء في ذاكرتنا كضحايا ابرياء كما هم في ذاكرة كل العالم وليس الارهابيين الصهاينه منهم فقط اضافة الى ان رائحة حرق اجساد الفلسطينيين والتي ما زالت تنبعث في سماء فلسطين لا تفرق عن تلك الرائحة التي انبعثت قبل 75 سنه في سماء اوروبا من جراء حرق اليهود على الايدي النازيه.
الانسانسيه وبكل المعايير والموازين هي وحده واحده لا يمكن تجزئتها كما اسلفت الا في المعايير العنصريه التي حكمت افريقيا الجنوبيه في الماضي وهي التي اندثرت بسبب قوة الانسانيه التي جسدتها شعوب القاده الذين حضروا الى القدس عاصمة فلسطين ليشاركو الاسرائيليين اتراحهم في ذكرى المحرقه ، هذه الانسانيه غير القابله للتجزأه تستدعي ان لا يتوانى اي انسان ولاي سبب حتى لو كان عقدة ذنب في محاربة العنصريه كونها نهج غير انساني وفي اي مكان حتى لو كانت هذه العنصريه تمارس في اسرائيل دولة الناجين من المحرقه ضد الشعب الفلسطيني .
كما الناجون من المحرقه هم الذين اخبرونا عنها وعن اهوالها ، اخبرنا ايضا الناجون من براثن حكم التمييز العنصري في جنوب افريقيا بعد ان زاروا فلسطين ، اخبرونا بان ممارسات اسرائيل القوه القلئمه بالاحتلال بحق الفلسطينيين هي اسوأ من ممارسات نظام الابرتهايد الذين عانوا منه عقودا في بلادهم قبل يندثر بفعل التحالف الدولي الانساني ضده.
ما سبق لا يعني اننا نتوقع او نطالب بان تتحالف دول العالم ضد اسرائيل كما فعلت ضد العهد البائد في جنوب افريقيا لتدمر اسرائيل ولكن على الاقل ان تتحالف من اجل حماية الضحيه الحقيقيه في هذا الصراع وهي الشعب الفلسطيني ودولته بعاصمتها القدس الشرقيه وذلك برفض واحباط مؤامرة ترمب والنتن ياهو ما طبق منها وما لم يطبق بعد والمسماه تجاوزا بصفقة القرن والتي هي جريمة العصر بكل ما تعنيه الكلمه كونها مؤامره تهدف لنقل الشعب الفلسطيني من شعب تحت الاحتلال الصهيوني الى شعب عبيد عند هذا المحتل الذي سرق ارضهم بالرغم من انها ذكرت في التوراه فلسطين والفلسطينيون اكثر من سبعين مره وبالرغم من ان سيدنا عيسى المسيح عليه السلام ولد في فلسطين وهو من روح الله وهو الذي جاء حاملا للبشريه رساله الهيه من المفروض انها تجب ما قبلها.