السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التسلسل الزمني لعمليات الخطف التي قامت بها كتائب القسام منذ الانتفاضة الاولى وحتى الان

نشر بتاريخ: 28/06/2006 ( آخر تحديث: 28/06/2006 الساعة: 20:42 )
جنين - معا - تقرير اخباري - هزت عملية الوهم المتبدد التي قامت بها ثلاث مجموعات مقاومة فلسطينية في غزة الكيان الاسرائيلي وفاجأت الجيش لما انطوت عليه من خطة محكمة وعمل امني دقيق اسهم في نجاح العملية.

وتعتبر عمليات اختطاف جنود اسرائيليين للمساومة عليهم لتحقيق أهداف وطنية سمة بارزة تميزت بها كتائب القسام عن غيرها منذ انطلاقة الانتفاضة الأولى في العام 1987 .

ومن خلال تتبع الأحداث يتضح مدى الاهتمام البالغ الذي توليه كتائب القسام لقضية الأسرى عبر اختطاف الجنود، علما أن هذا الدور كلفها الكثير من عناصرها استشهادا او اعتقالا .

ويعيد اختطاف الجندي في عملية كرم أبو سالم إلى الأذهان عمليات الاختطاف التي نفذها الجهاز العسكري لحماس منذ انطلاقة الحركة عام 1989.

وتعتبر حماس الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من القيام بعمليات اختطاف داخل الأرض المحتلة، حيث جرت العديد من العمليات النوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية لكن معضمها كان في الخارج.

جلعاد شليط هو الحالة الأخيرة في هذا المسلسل المتواصل.. والهدف كان دائما وما زال الأسرى....

وفيما يلي التسلسل الزمني لعمليات الاختطاف التي قامت بها حركة حماس منذ اندلاع الانتفاضة الاولى عام 1987.

تاريخ حافل:

ايلان سعدون، افيس سبورتاس، ألون كرفاني، نسيم طوليدانو، نخشون فاكسمان، شاهر سيماني، وآريه انتكال، شارون ادري، حافلة ايغد عام 1993 في القدس، احتجاز رهائن في مطعم في القدس 1994، ساسون نورائيل وغير ذلك من إبداعات القسام في حقل اختطاف جنود اسرائيليين ومستوطنين ، ملفات تعود بها الذاكرة بعد عملية كرم أبو سالم النوعية واختطاف الجندي جلعاد شافيت..

الجندي الاسرائيلي نخشون فاكسمان:

هنا لا بد من التعريج على عملية اختطاف الجندي نخشون فاكسمان في صبيحة الأحد 9/10/1994 من قبل ثلاثة من جنود القسام في منطقة القدس هم صلاح جاد الله وعبد الكريم بدر و حسن تيسير النتشة الذين اختطفوا الجندي نخشون فاكسمان واقتادوه إلى بلدة بير نبالا ليحتجز في شقة مدة ثلاثة أيام.

انتهت العملية بمقتل الجندي مع قائد الوحدة الاسرائيلية المهاجمة وجرح جنود آخرين واستشهاد ثلاثة من مقاتلي القسام وهم الخلية الخاطفة عندما قام الجيش الاسرائيلي باقتحام المنزل في حوالي الثامنة مساء بأمر من رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت إسحاق رابين مساء السبت 15/10/1994.

ويتبين هنا ان القساميين اتقنوا حينها عملية التمويه حيث اختطف الجندي من القدس ووضع في بيرنبالا التي لا تبعد سوى كيلومتر هوائي واحد عن منزل والد الجندي المخطوف، في بلدة هادئة تماما معظم سكانها من الفلسطينيين القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن ذلك ليخطر ببال الأجهزة الأمنية الاسرائيلية التي سرعان ما حاصرت قطاع غزة.

حيث أوهم الجميع أن الجندي قد تم نقله إلى القطاع، وتم تصوير الجندي المخطوف، ومن خلفه مقاتلان قساميان ملثمان تلوا البيان العسكري وحددا مطلبهما بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وعدد من المعتقلين في السجون الاسرائيلية.

وتمت العملية وكأنها جرت بمجملها في قطاع غزة، أما النقطة الأخرى التي نمت عن ذكاء وحنكة قسامية عالية فهي قيام القساميين بإحداث تغييرات بسيطة داخل الشقة أفشلت عملية الاقتحام التي قام بها الكوماندوز الاسرائيلي للشقة وكبده خسائر غير متوقعة.

إذ قام القساميون ببناء النوافذ من الداخل، حيث تظهر من الخارج وكأنها نوافذ طبيعية إلا أنها في حقيقتها مغلقة وهو ما أفشل جزءا من الخطة الاسرائيلية، وأحدث مفاجآت لديها عند الاقتحام.

إضافة إلى ذلك قام القساميون باستحداث أكثر من جدار داخل الشقة تشكل حواجز للمقاومين في ما يعتبر من غير الطبيعي وجودها في أي شقة لدى وضع أية خطة اقتحام.

وقد أربكت الوحدات الخاصة لدى الاقتحام، فمن ناحية فشلت الوحدات الخاصة في إنقاذ الجندي المخطوف وهو الهدف الرئيسي للحملة الذي تعهد به رابين لذوي الجندي، إضافة إلى مقتل قائد الوحدة المهاجمة.

إلا أن هناك بعض الثغرات التي برزت في هذه العملية فقد شكل الاحتفاظ بالجندي ثلاثة أيام خطأً كبيرا إذ إنه أعطى الفرصة للأجهزة الأمنية الاسرائيلية لكي تأخذ وقتا كافيا تستطيع خلاله قلب الضفة والقطاع حينها رأسا على عقب.

ولعل من الأمور البسيطة التي قد لا تخطر ببال أحد وكانت سببا في كشف مكان الخلية وهو ما دلت عليه عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية حينها، إن شريط الفيديو الذي اظهر الجندي والخاطفين وهم يرتدون ملابس شتوية، مما يعني أنهم في منطقة باردة، بعكس حالة الجو في قطاع غزة في ذلك الوقت حيث شكلت هذه النقطة مؤشرا قويا يدل على وجود الخاطفين في منطقة جبلية، وعليه فإنه من المرجح حينها أنهم لم يغادروا محيط رام الله.

كما أن الاتصالات شكلت على الدوام ثغرة أمنية ينفذ من خلالها الاسرائيليون سيما في وقت لم تكن تنتشر فيه وسائل الاتصال على النحو الذي نشهده الآن، فقد التقطت أجهزة التنصت الإسرائيلية -والتي من الطبيعي أن تقوم بمراقبة كل مكالمة تتم بين الضفة والقطاع في مثل تلك الأيام الحساسة - مكالمة هاتفية تمت بين جهاد يغمور "أحد المشرفين على عملية الاختطاف والذي يقضي الآن حكما بالسجن 30عاما في السجون الاسرائيلية " وأبو خالد في غزة "محمد ضيف "، وقد تم تعقب يغمور إلى أن وصل إلى المنزل الذي يتواجد فيه الجندي المختطف من أجل إحضار الطعام له وللخاطفين وما أن خرج من المنزل حتى قبض عليه.

ورغم تطور المقاومة وأساليبها ما زالت عقدة الاتصالات تشكل هاجسا كبيرا للمقاومين بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي يمتلكه الاسرائيليون في ظل عدم وجود وسائل بديلة للتواصل في ظروف لا بد من التواصل خلالها.

اختطاف الجندي اريك فرنكتل:

كان ذلك في تموز من عام 1994 حين قام مقاومان من كتائب القسام بالتنكر بزي متدينين يهود وركبا سيارة تحمل رقم تسجيل إسرائيلية، عند ذلك قاما بإركاب الجندي فرنكتل عن إحدى محطات الحافلات، ومن ثم اختطفاه.

وبعد حملة مداهمات واسعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي قام المقاومون القساميون بقتله وإلقاء جثته التي عثر عليها الجيش الاسرائيلي لاحقا على قارعة إحدى الطرق وبحوزته بيان لكتائب القسام يتوعد الاحتلال إن لم يفرجوا عن الأسرى.

الجنديان ايلان سعدون وافيس سبورتاس:

أما الوسيلة الثانية وهي قتل الجنود والاحتفاظ بجثثهم ، فمن أهم العمليات التي تمت بهذا الأسلوب هي عملية اختطاف الجنديين ايلان سعدون وافيس سبورتاس في العام 1989، وعملية اختطاف الجندي نسيم طوليدانو في العام 1992، واللتين تمتا بنجاح باهر...

في الأولى استطاعت كتائب القسام أن تحتفظ بجثة ايلان سعدون سبع سنوات كاملة، بقي فيها مصير هذا الجندي مجهولا للأجهزة الأمنية الاسرائيلية، بعد أن تم اختطافه عام 1989.

وقد شنت قوات الاحتلال حينذاك حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة حماس طالت الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة وعددا كبيرا من كوادر الحركة التي كانت حينذاك في طور النشأة.

وقد حكم على الشيخ أحمد ياسين بالسجن المؤبد بتهمة إعطاء الأوامر بقتل الجنديين. حينذاك قام جنود القسام بالاحتفاظ بجثة إيلان سعدون سبع سنوات كاملة، ورغم المحاولات الحثيثة التي قام بها جهاز الشاباك من أجل حل لغز هذه القضية فقد باءت كل محاولاته بالفشل..

وكانت الصفعة للاسرائيليين أكبر عندما اكتشف مكان جثته، إذ تبين أن الكتائب لم تصطحبه معها إلى قطاع غزة، ولم تقم بتهريبه إلى الخارج عبر أنفاق رفح كما سبح في ذلك الخيال الاسرائيلي.

بل وجدت جثته في كرم للحمضيات في مكان غير بعيد عن مكان اختطافه قرب تل أبيب، مدفونا في حفرة عميقة.

الجندي نسيم طوليدانو:

في 14-12-1992 وفي ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس أعلنت كتائب القسام عن اختطافها جنديا اسرائيليا يدعى نسيم طوليدانوا، وأمهلت الحكومة الإسرائيلية حتى الساعة التاسعة من أجل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ورفاقه وإلا فإنها ستقوم بقتله.

وقع العملية كان شديدا على المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي عثرت على جثة الجندي على قارعة إحدى الطرق بعد انتهاء المهلة المحددة.

عند ذلك قام رابين بأوسع عملية إبعاد سياسي في تاريخ القضية الفلسطينية عبر إبعاد أكثر من 418 من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي السياسيين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.

وبعد ستة أشهر تم اكتشاف الخلية التي نفذت العملية، وقد علقت الصحف العبرية على الموضوع بالقول".. في الوقت الذي كان فيه مختطفو طوليدانوا يشاهدون التلفاز في بيوتهم وهم يتناولون الفواكه ويعدون للعملية القادمة....كان رابين يبعد رجال حماس إلى جنوب لبنان...".

وكان يترأس الخلية القسامي "زاهر جبارين -عسقلان حيث يقضي حكما بالمؤبد ثلاث مرات " حيث كان جميع أفراد الخلية ممن لا يخطر ببال أحد أن يكونوا عسكريين في صفوف القسام كما اعترفت بذلك المصادر الأمنية الاسرائيلية، وحتى الأوساط الفلسطينية المحلية....

الجندي شارون ادري:

" شارون ادري " جندي اسرائيلي من مدينة القدس ، اختطف على أيدي كتائب القسام صيف عام 1996 على يد ما يعرف بخلية صوريف الشهيرة والتي سلم اثنين من أعضائها جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني إلى العدو كاشفا خيوط ومصير هذا الجندي.

فقد اختطفت الكتائب هذا الجندي ومن ثم قامت بقتله واحتفظت بجثته سبعة أشهر كاملة وسط تخبط اسرائيلي واضح بعد أن أخفته في أحد الكروم.

ولم تفلح كل المحاولات التي قام بها الجيش الاسرائيلي في الكشف عن مكان وجوده. ولكن افرازات التنسيق الأمني قادت إلى تسليمه لجيش الاحتلال الاسرائيلي دون ثمن كما سلم ايلان سعدون دون ثمن...

ومما كتبته الصحافة العبرية حول الحادثة " إدري شارون قتل بعد عدة دقائق من صعوده للسيارة/ روني شكيب/ يديعوت احرنوت/11/4/1997م.

هكذا إتضح من إعادة تنفيذ عملية القتل التي قام بها أمس قاتل "إدري"، "رائد أبو حمدية" 22 عاماً من سكان قرية "دورا",

في البداية رفض رائد التعاون مع المحققين ولكن بعد معلومات وصلت من السلطة التي حققت مع عضوين آخرين في خلية الموت من قرية "صوريف" بدأ بالتعاون وقاد قوات الأمن لمكان الجثة,

و يتضح من تحقيق أجهزة الأمن "الإسرائيلية" والفلسطينية أنه في التاسع من سبتمبر 1996م تخفى المخربون "كإسرائيليين" واستقلوا سيارة بلوحات "إسرائيلية" ووصلوا إلى محطة بجانب معسكر "صريفين" حيث أنتظر "إدري"

الجندي "الإسرائيلي" صعد للسيارة مقتنعاً أنه حصل على توصيلة مع "إسرائيليين" وبعد دقائق معدودة، لاحظ كما يبدو، أن شيئاً ما ليس على ما يرام، وبدأ يتلفت ولكن هذا كان متأخراً جداً، فقد استل "رائد" مسدسه وصوبه إلى رأس "إيدري" ومن مسافة الصفر ومات "شاون إدري" على الفور, أعضاء الخلية أخفو الجثة في السيارة واحتفظوا بوثائقه وسافروا نحو "صوريف" حيث دفنو الجثة......".

اختطاف حافلة اسرائيلية في القدس:

أما الأسلوب الثالث من الاختطاف وهو محاولة احتجاز حافلة، فلم تلجأ إليه الكتائب إلا مرة واحدة في شهر آب من العام 1993 في القدس، وذلك عندما اختطف ثلاثة قساميين يترأسهم الشهيد ماهر أبو سرور حافلة تابعة لشركة ايغد، وأجبرا سائقها على السير باتجاه مدينة بيت لحم، إلا أن الحافلة انحرفت عن مسارها بعد ملاحقة الشرطة الاسرائيلية لها.

حيث قام المهاجمون بالانسحاب منها واختطاف امرأة اسرائيلية داخل سيارتها وإجبارها على السير باتجاه بيت لحم إلا أن جيش الاحتلال قاموا بإمطار السيارة بوابل من الرصاص غير آبهين بالرهينة التي قتلت، واستشهد خلال تلك العملية اثنان من مقاتلي القسام وقتل عدد من الاسرائيليين في الحافلة فيما أصيب قسامي ثالث.

لعل مما يذكر في هذه العملية أن القسامي الثالث والذي كان ضمن هذه المجموعة أصيب بحالة موت سريري جراء إصابته البالغة في هذا الهجوم، ولما تيقن الجانب الاسرائيلي انه سيموت لا محالة قاموا بتسليمه إلى ذويه في قطاع غزة، وبعد عدة سنوات دبت الحياة في جسد هذا المقاتل الذي يعيش الآن حياته الطبيعية.

احتجاز رهائن في مطعم:

وعن الأسلوب الرابع وهو محاولة احتجاز رهائن داخل مطعم، فهو أيضا لم يستخدم سوى مرة واحدة وداخل القدس أيضا في شهر تشرين أول عام 1994، حين اقتحم القساميان حسن عباس والمجاهد من مصر الشقيقة عصام الجوهري مطعما يوجد به نحو 45 اسرائيليا واحتجزوا من فيه من رهائن لعدة ساعات، إلا أن الوحدات الخاصة الاسرائيلية اقتحمت الموقع واشتبكت مع المقاتلين حيث أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة اسرائيليين وجرح نحو40 آخرين، فيما استشهد المقاتلان.

عملية اختطاف ضابط المخابرات الاسرائيلي ساسون نورائيل :

كان مسرح عملية مستعمرة بسغات زئيف .. تلك المستعمرة التي زرعت لتكون شوكة في حلوق أهل رام الله والبيرة والقدس ... فكان للموقع دلالته .. كما كان لطبيعة العملية دلالاتها الأكبر ...

حيث شكلت قضية الأسرى على الدوام محورا مهما من محاور العمل لدى كتائب القسام وليس أدل على ذلك من تتبع عمليات الاختطاف التي نفذها القسام في أماكن عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة .

تفاصيل العملية .

- الزمان : مساء يوم الأربعاء - المكان : منطقة الخان الأحمر " ميشور أدوميم " :
مجموعة من كتائب القسام يرأسها القسامي ياسر صلاح من مدينة رام الله وتضم في عضويتها عددا من جنود القسام هم : سعيد ناصر عرار ، وعبد الله ناصر عرار وعبد الله شلالدة من بلدة قراوة بني زيد ، وعلاء محمد سليم من بلدة جبع ، ومحمد عمر الرمحي من مدينة البيرة . وقد تشكلت هذه الخلية من أجل تحرير الأسرى وسميت وحدة تحرير الأسرى في كتائب القسام .

كان الوقت متأخرا والليل يسدل أثوابه على المكان يوم الأربعاء الموافق 27/9/2005 حين استدرجت المجموعة ضابط الاستخبارات الاسرائيلي ساسون نورائيل ( 55 عاما ) إلى خارج بسغات زئيف ومن ثم تم تكبيله ونقله إلى مدينة رام الله ،

وقد تم التحفظ عليه هناك حسب ما كان مخططا من أجل المطالبة بإطلاق سراح أسرى من السجون الاسرائيلية بعد الهجمة الاسرائيلية البشعة على حقوق الأسرى ومكتسباتهم في تلك الفترة .

ولكن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال في تلك الفترة بهدف ضرب حركة حماس قبل الانتخابات البلدية والتشريعية جعلت أفراد الخلية يقتلون الضابط المختطف ويلقون جثته قرب مكب النفايات في بيتونيا بعد أن تم تصويره وهو يناشد شارون إطلاق سراح الأسرى من اجل الحفاظ على سلامته .

وقد قالت الكتائب حينها أن الجيش الاسرائيلي هو الذي يتحمل مسئولية قتله بسبب حملة الاعتقالات الواسعة التي نفذها ضد أنصار حماس مما اضطر الخلية إلى التخلص منه .

الأسلوب الخامس: ماذا تقول مخططات قسامية لم تخرج إلى حيز التنفيذ ؟

أصاب محققي الشاباك الذهولُ، وعم الوجوم وجوههم وهم يحققون مع ثلة من كوادر القسام إثر اعتقالهم عام 2004 من منطقة رام الله، الصعقة كانت بادية على وجوه المحققين وهم يستمعون من القائد القسامي المعتقل عماد الشريف ورفاقه حول مخطط أعدوه من أجل اختطاف أربعة جنود اسرائيليون حيث كانت محاور المخطط على النحو التالي،

علما أن المخططين هم من نفذوا عملية عين يبرود والتي أوقعت أربعة من الجنود الاسرائيليين صرعى وتم الاستيلاء على سلاحهم وتصويرهم.

وقد ورد في الاعترافات...

"...حين قررنا تنفيذ عملية الاختطاف كانت خطتنا تقتضي أن تقوم شاحنة بالاصطدام بدورية عسكرية على الشارع العام، وكأن القضية حادث سير عرضي، ومن ثم ينقض مقاتلو القسام الكامنون في الموقع على جنود الدورية ويقتادوهم أسرى.

وحول كيفية نقلهم من الموقع.. فقد تم تحضير سيارة نقل نفايات كبيرة، حيث تم فصل جزء من السيارة المعد لحمل النفايات بقاطع حديدي بحيث تنخفض سعة السيارة من النفايات إلى النصف، حيث يوضع الجنود الأربعة في هذا الحيز المقتطع، وعند ذلك تسير السيارة بشكل طبيعي ويمكن أن تمر على الحواجز العسكرية دون أن يجول في خاطر جنود الحاجز أن زملاء لهم مختطفون داخل الحاوية......

وأضاف المعتقلون أيضا أنهم قرروا أن يصطحبوا معهم في كمائنهم القادمة جثث الجنود الذين يقتلونهم من أجل دفنها في أماكن سرية.........

الجانب الاسرائيلي استعان بالمشعوذين لكشف مصير المخطوفين لدى حماس :

بداية القصة المثيرة بدأت حسب «هآرتس» بتصريحات لقائد الشرطة الإسرائيلية الأسبق «اساف حفتس» قال فيها: "الاستعانة بالمشعوذين تتم على نطاق واسع.. تمت في عهدي وفي الفترة السابقة عليها واستمرت بعد تقاعدي، كنا ولا نزال نستشيرهم.

تقارير إسرائيلية صادرة منذ أيام اعترفت بأن الجيش أيضا يستعين بالمشعوذين للبحث عن مفقودين، بل ويعمل بناء على توجيهات بعضهم، وفق تأكيد جريدة «هآرتس»

ومن أشهر الحوادث التي استعان فيها الجيش بالمشعوذين: اختطاف الجندي الإسرائيلي «نحشون فاسكمان» والجندي «شارون ادري» في عامي 94 و96 في عمليتين لكتائب القسام «انتهت كلاهما بفشل الجيش ومصرع المجندين على الرغم من توصل الجيش لمكان احتجازهما». أقارب المجندين تضاربت أقوالهم حول مدى فعالية المعلومات التي وفرها المشعوذون للجيش.

إجابات المشعوذين:

الطريف أن التقارير التي كشفت الفضيحة أكدت أن كبار ضباط الجيش هم الذين يذهبون للمشعوذين مرتدين زياً مدنياً حيث يعرضون عليهم خرائط طالبين أن يشيروا لهم على موضع وجود المفقودين!

والأغرب أن واقعة حدثت منذ مدة استعانت فيها الشرطة الإسرائيلية بمائة مشعوذ لتحديد مكان طفلة مختطفة وكانت إجابات المشعوذين على غرار: «أرى المخطوفة في شقة صغيرة بمدينة «رمات جان» وأمامها سيدتان إحداهما سمراء والأخرى ذات بشرة بيضاء يتشاجران حول مصيرها عليكم أن تذهبوا للشقة بسرعة. المثير للسخرية أن الشرطة سارعت بالذهاب للمكان بعد استيضاح تفاصيل حول موقعها .

الجيش الإسرائيلي حاول في البداية التعتيم على استعانته بالمشعوذين حتى اعترفت «اوفيرا روتم» مديرة إدارة المفقودين في هيئة الأركان الإسرائيلية بالفضيحة التي طالما نفاها المتحدث الرسمي باسم الجيش على الرغم من أن عددا من الضباط قد قاموا مؤخرا بزيارة المشعوذين بزيهم الرسمي.

والطريف في هذا الإطار أن الاستعانة بأعمال الشعوذة لا تزال مستمرة على الرغم من أن أحد الضباط بإدارة المفقودين قام باختبار المشعوذة وقبل أن يشرح لها ما جاء من أجله أطلعها على صورة شخصية له في شبابه وطلب منها معرفة مصير هذا الشاب على أنه مفقود فأكدت له المشعوذة أنه لقى مصرعه «!!»

بدورها دافعت مديرة إدارة المفقودين عن الاتجاه للمشعوذين في الجيش قائلة طالما لم تفلح الطرق العلمية نستجيب لطلبات العائلات ونذهب لمشعوذ خاصة وأن البحث في الأماكن التي يشير علينا بالحفر فيها لا يكلفنا الكثير من المال وفي بعض الأحيان نستعين بمشعوذين يهود مقيمين في الولايات المتحدة.

الفضيحة فتحت ملفات كثيرة من بينها تفاصيل جديدة حول خطف الجندي فاكسمان واحتجازه على يد القسام.

حيث كشفت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الفشل في عملية فاكسمان كان مزدوجا حيث اعتقد قادة الجيش أن المخطوف في قطاع غزة وعندما ابلغ أحد المشعوذين عائلة الجندي بأنه موجود في قطاع غزة ووصف لهم بدقة موقع المنزل المحتجز فيه توجهت قوات كبيرة للمكان لكن اتضح بعد خمسة أيام من البحث بأنه لا يوجد منزل تنطبق عليه مواصفات المشعوذ واتضح في النهاية بأنه محتجز في الضفة الغربية وليس في غزة على الإطلاق وكان حصاد محاولة إطلاق سراحه مقتل الجندي وعدد من أفراد القوات الخاصة.

ومن القصص التي تكشف التخبط والاحتيال ما حدث في واقعة الجندي «شارون ادري» الذي خطف على أيدي خلية صوريف القسامية، الذي أكد مشعوذ من القدس أنه موجود في عيادة طبية بقرية فلسطينية حددها بدقة وسرعان ما استجابت لمزاعمه القوات الإسرائيلية وداهمت العيادة! وبالطبع لم تعثر على شيء.

يقول الساسة الاسرائيليون أنه لا يمكن أن يرضخوا لما يسمونه ابتزازات حماس حين تقوم باختطاف جنود اسرائيليين من اجل المساومة عليهم رغم أنهم قاموا بالركوع على أعتاب المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان مرات ومرات.

ويبررون ذلك بأن حماس عدو يعمل في الداخل وهو ما يجعل مبدأ المساومة معه ضربا من المستحيل، والخضوع لمطالبه نوعا من الانكسار الكبير ؟

وختم التقرير بقوله "إن كثيرا من المحرمات الاسرائيلية قد تكسرت على أيدي المقاومة الفلسطينية فمن باب أولى أن تتكسر مثل هذه المقولة ؟"