الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تكشف اسرار "رهاف"

نشر بتاريخ: 22/04/2016 ( آخر تحديث: 25/04/2016 الساعة: 13:51 )
اسرائيل تكشف اسرار "رهاف"
بيت لحم - معا - في موقف غير معتاد في البحرية الاسرائيلية.. فقد سمحت لطواقم من الصحافة الاسرائيلية بمرافقة الغواصة الأكثر تقدما والأغلى سعرا في البحرية الاسرائيلية، فقد قام مراسلو صحيفتي "معاريف" و"يديعوت احرونوت" بمرافقة الغواصة في البحر.

قد يكون السبب هو استعراض للقوة البحرية الاسرائيلية والعسكرية بشكل اوسع، وقد يكون استهتار بالوضع الاقليمي خاصة العربي وما يعيشه هذا الواقع من صراعات دامية وتيه، وقد يكون فرض أمر واقع اقليميا أن اسرائيل القوة التي لا يستطيع احد مواجهتها، وقد يكون كل ما ذكر سابقا يضاف له موقف نتنياهو وحكومته الأخير بخصوص الجولان السوري المحتل أنه سيبقى تحت السيادة الاسرائيلية ضمن أي تسوية قادمة.

ليس مهم الاسباب والتي قد يفسرها المحللون حسب الموقع الذي يشغله في حال انتبه احد لهذه الغواصة في الواقع العربي، ولكن المواقع العبرية وفي خبرها الرئيسي تناولت الغواصة رقم 5 في سلاح البحرية الاسرائيلي، الغواصة "رهاف" التي وصلت اسرائيل قادمة من المانيا يوم 12 من شهر كانون ثاني الماضي، وهي تستعد اليوم بعد مرور 4 شهور للدخول في الخدمة العملياتية للبحرية الاسرائيلية، في الوقت الذي كانت وحدة الغواصات في اسرائيل من الاسرار التي لا يتم الكشف عن نشاطاتها، وتبقى وحدة الكوماندوز البحري "شيطت 13" هي الوحدة الأكثر بروزا في الاعلام، وكان الحديث يدور بالعموم عن الغواصات التي تخدم في سلاح البحرية وطبيعة عملها، وكل ما كان ينشر تقريبا عن مواصفات الغواصات يأتي من خلال تقارير اجنبية اكثر منها اسرائيلي.
الغواصة "رهاف" مع شقيقتها "التمساح" كما وصفت المواقع العبرية احدثتا نقلة نوعية هائلة في سلاح البحرية الاسرائيلي، فالغواصة "رهاف" يبلغ طولها 68 مترا وأطول بـ 10 متر عن سابقاتها، وقدراتها القتالية أكثر بـ 10 مرات مما تمتلكه اسرائيل من غواصات، وتستطيع اطلاق صواريخ تحمل رؤوسا نووية، ويعمل عليها 35 جندي بحري اسرائيلي وقد يصل العدد الى 50، ووصلت تكلفتها الى نصف مليار دولار، وتستطيع الابحار على عمق أكثر من 300 متر تحت سطح البحر، ولها ميزة مع شقيقتها "التمساح" انها مزودة بمحرك كهربائي الى جانب محرك الديزل، ما يعني الهدوء التام أثناء الابحار وعدم الاحساس بوجودها.

وفي الجولة الميدانية التي استمرت ساعات لمراسلي الاعلام الاسرائيلي، استمعوا من قائد الغواصة لتفاصيل العمليات التي ستقوم بها الغواصة، والقدرات التكنولوجية العالية التي تتمتع بها وقدرتها على جمع المعلومات وتنفيذ العمليات المختلفة خاصة في مواجهة تهريب السلاح الى بعض البلدان المجاورة، بالاضافة لقدراتها العسكرية التي يجري تنسيقها مع القيادة ومختلف اذرع الجيش الاسرائيلي، وستبحر هذه الغواصة في البحر الأبيض وتصل الى قبالة شواطئ افريقيا كذلك في البحر الأحمر ومن ثم المحيط الهادي وصولا الى الشواطئ القريبة من ايران.

يشار أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو كان في استقبال هذه الغواصة في ميناء حيفا، وأصر على الدخول من باب الغواصة والتقاط الصور، واعتبرت اسرائيل في حينه وعلى لسان قائد الجيش ورئيس الوزراء والخبراء، وصول هذه الغواصة الى البحرية الاسرائيلية تغيير كبير في ميزان القوى في الشرق الأوسط، وهي اضافة نوعية ومميزة للبحرية الاسرائيلية وقدراتها الدفاعية وكذلك الردع، خاصة انها قادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى وكذلك صواريخ تحمل رؤوس نووية.

وقد دخلت أول غواصتين للخدمة في سلاح البحرية الاسرائيلي عام 1958 وهي "التمساح" 71 و "رهاف" 73 وقد استخدمت اسرائيل غواصة "التمساح" في حرب عام 67 ضد مصر، في نقل قوات كوماندوز الى ميناء الاسكندرية لمحاصرة القوات المصرية، وبعد عام 67 دخلت 3 غواصات للخدمة وتم الاستغناء عن الغواصتين، وبقيت الغواصات الجديدة في البحرية الاسرائيلية حتى عام 76، حيث بدأ عهد الغواصات من نوع "الموجة" والتي كانت تتسم بصغر حجمها وسرعتها، وفي نهاية التسعينات دخلت الغواصات الالمانية من نوع "دولفين" والتي تخدم اليوم في سلاح البحرية الاسرائيلية، حيث تمتلك اليوم 5 غواصات تحت مسميات "الدولفين، الحيتان، تقوما، التمساح، رهاف"، وهي نفس الاسماء القديمة التي كانت تطلق على الغواصات.

وعلى الصعيد العربي، فقد كشفت صحيفة "الاهرام" المصرية أواخر شهر كانون أول عام 2015 أن مصر سوف تتسلم أول غواصة هجومية من المانيا بتكلفة 290 مليون يورور قريبا، كجزء من صفقة مكونة من 4 قطع بحرية أخرى وفقا لما قاله قائد البحرية المصرية اللواء اسامة ربيع، حيث اكد ان مصر وصلتها أول غواصة وستتلقى باقي الغواصات في عام 2016.