الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فصائل غزة: التصعيد الاخير بمثابة قواعد اشتباك جديدة وينذر بمواجهة

نشر بتاريخ: 04/05/2016 ( آخر تحديث: 05/05/2016 الساعة: 06:27 )
فصائل غزة: التصعيد الاخير بمثابة قواعد اشتباك جديدة وينذر بمواجهة

غزة – تقرير معا - التصعيد الاسرائيلي المفاجئ على الحدود الشرقية لقطاع غزة الاربعاء وردود فعل المقاومة بإطلاق قذائف هاون على المواقع القريبة من شانه تسخين جبهة غزة وصولا لشن عدوان رابع أم هي محاولة لتثبيت عمليات التوغل واطلاق النار شبه اليومية لجيش الاحتلال داخل حدود القطاع.

ورأى سياسيون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" أن القصف الاسرائيلي لمواقع تابعة للمقاومة على الشريط الحدودي بمثابة استفزاز للمقاومة ومحاولة لجرها نحو مواجهة جديدة.

وحذروا من أن تواصل هذا التصعيد ينذر بعدوان جديد على الشعب الفلسطيني في غزة خصوصا أنه يتزامن مع الجرائم اليومية في الضفة من هجمات ميدانية واجتياحات وقتل للمواطنين. مطالبين المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته والوسيط المصري بالتدخل لإلزام الاحتلال بالتهدئة.

وقصف المدفعية الاسرائيلية منذ الصباح بثلاث قذائف موقعا لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي يقع شرق حي الشجاعية دون الابلاغ عن وقوع اصابات، كما قصفت موقعا لكتائب القسام شرق رفح جنوب قطاع غزة بعدة قذائف بعد وقت قصير من اعلان جيش الاحتلال انفجار عبوة ناسفة خلال مرور دورية للاحتلال.

وشهدت مناطق الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل منذ صباح اليوم توترا كبيرا وقصفا متبادلا شرق مدينة غزة في محيط موقع "ناحل عوز" وشرق مدينة رفح جنوب القطاع.


واستهدفت المدفعية الإسرائيلية برجين للرصد والمراقبة تابعين لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة دون وقوع إصابات.


كما قصفت المدفعية الاسرائيلية نقطة تابعة لقوات الضبط الميداني التابعة لوزارة الداخلية بغزة وبرجا للرصد والمراقبة يتبع لكتائب القسام شرق مدينة رفح جوب القطاع دون وقوع إصابات.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القصف المدفعي جاء بعد استهداف دوريتين عسكريتين كانتا تجريان عمليات تمشيط في المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة وجنوب القطاع.

وقال القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش لمراسل "معا" :"إن التصعيد محاولة اسرائيلية لجس نبض الشعب ومقاومته ومحاولة لتثبيت قواعد اشتباك جديدة مخالفة لاتفاق وقف اطلاق النار بالقاهرة من خلال قبول المقاومة بعملية تجاوز خط الهدنة عام 48 بشكل روتيني وأن تتعود على ذلك وهذا أمر مرفوض وعلينا التصدي له بكل السبل".

وحول وجود اتصالات مع الراعي المصري للجم الاحتلال، أضاف البطش :" حتى اللحظة لا يوجد اتصالات من مصر بهدف تثبيت وقف النار.. ونحن ندعو مصر للتحرك لوقف الاعتداءات المتكررة على

أهلنا بغزة".

أما حركة فتح فقالت على لسان الناطق باسمها فايز أبو عيطة إن :"التصعيد الاسرائيلي ضد غزة ممنهج ويتزامن مع التصعيد في الضفة من هجمات ميدانية واجتياحات وقتل للمواطنين وهذا يهدف إلى خلط الاوراق والهروب من استحقاقات عملية السلام".

وأضاف أبو عيطة لمراسل "معا":" كلما تزايدت الضغوط الدولية على حكومة اسرائيل هربت الى التصعيد العسكري...حكومة اسرائيل تستغل انشغال العالم والاقليم في قضايا ساخنة لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى تكريس واقع الاحتلال على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وحذر من مغبة التصعيد وتواصله الذي ينذر بعدوان جديد على شعبنا في قطاع غزة يراق فيه دماء الابرياء والاطفال على غرار ما حدث في عدوان 2014، مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته لحماية أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل بالقطاع .

من جانبه، قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية :" إن الحالة التي يعيشها قطاع غزة وانسداد أفق الخروج من هذا المأزق الذي بات يؤرق كاهل المواطن وأوصل غزة إلى الدرك الأسفل من الحياة التي غابت مقوماتها الإنسانية بفعل بطء الاعمار واستمرار الحصار والإغلاق وتفشي البطالة والفقر وازدياد الضرائب قد يسهم في حالة استمراره بانفجار شعبي لذا بات من الضروري العمل على التخفيف عن القطاع من خلال رفع الحصار ".

وأضاف أبو ظريفة لمراسل "معا" :"بعض أطراف المقاومة الفلسطينية أشاروا في أكثر من محفل عدم النية لتسخين الأجواء وعودة التوتر والمواجهة من جديد وغير معنيين بحرب جديدة ولا نعتقد أن بوادر المواجهة قائمة في المنظور القريب لكن الرسائل التي ترسل من أجنحة المقاومة هي للاحتلال أولا وللأطراف العربية والإقليمية ثانيا وللأطراف الدولية ثالثا من أجل سرعة التدخل من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة ودفع عملية الاعمار قدما للأمام والزام إسرائيل بتفاهمات التهدئة ووقف كل أشكال الاعتداءات سواء على المزارعين أو الصيادين وغيرها من أشكال العدوان قبل فوات الأوان وحدوث الانفجار الذي لن يسمح به إلا أن يكون بوجه الاحتلال".

ودعا إلى أخذ هذه التهديدات الإسرائيلية ومحاولة التصعيد على حدود قطاع غزة على محمل الجد وتهيئة الذات باجتماع غرفة العمليات المشتركة لتوحيد أشكال وتكتيكات وأساليب المواجهة إن تمت بالإضافة إلى التسريع بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والوصول إلى استراتيجية وطنية شاملة تمكن من مجابهة الاحتلال.

بدوره ، حذر القيادي في حركة حماس مشير المصري الاحتلال الاسرائيلي من اختبار صبر الحركة والمقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة تطور خطير واختراق واضح لتفاهمات التهدئة.

ويرى المحلل السياسي مصطفى الصواف في التصعيد الإسرائيلي محاولة لجر المقاومة نحو مواجهة جديدة في محاولة لإرضاء المجتمع الإسرائيلي وتوصيل رسائل اطمئنان في نفس الوقت أن يد الاحتلال طويلة .

وقال الصواف :"إن المقاومة الفلسطينية لديها ضبط للحالة النفسية لعدم الانجرار خلف الاستفزازات الإسرائيلية وهذا الانضباط لا يعني القبول بسياسة الأمر الواقع واستمرار الاعتداء على المواطنين".

وحذر من أن "رسائل الصبر والانضباط لن تطول اذا استمر الاحتلال بهذه الاعتداءات".

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حذر من مغبة استمرار الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة.

وقال خلال مهرجان جماهيري حاشد نظمته حماس الخميس الماضي وسط مدينة غزة "لا تسيئوا تفسير صبرنا في غزة إذا استمر الحصار.. نحن لا نستطيع أن يبقى شعبنا في مثل هذه المعاناة"، مضيفا :"لا يجوز استمرار الحصار على غزة وإبقاء 2 مليون فلسطيني في هذا السجن الكبير".

وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في صيف 2014 استمرت 51 يوما وأسفرت عن استشهاد قرابة 2200 فلسطيني وإصابة نحو 11 ألفا آخرين بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل والبنى التحتية المتهالكة أساسا بفعل الحصار الذي فرضته على القطاع عقب فوز حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006.

تقرير: أيمن أبو شنب